بيت لحم 2000 - الأطعمة الحارة مثل الفلفل الأحمر الحار يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرته على تحسين النكهة بل وتحسين عملية الأيض، ولكن في السنوات الأخيرة، أجرى الباحثون تحقيقات حول ما إذا كان تناول الفلفل الحار بانتظام يرتبط بمخاطر صحية، بما في ذلك أنواع معينة من سرطانات الجهاز الهضمي، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".

تناولت دراسة نُشرت في مجلة "فرونتيرز إن نيوتريشن" هذه الصلة، حيث تُظهر النتائج عن علاقة مُعقدة، إذ تُشير إلى أنه على الرغم من أن تناول الفلفل الحار باعتدال قد يُوفر بعض التأثيرات الوقائية بفضل خصائصه المضادة للأكسدة، إلا أن الإفراط في تناوله قد يزيد من خطر الإصابة بسرطانات المريء والمعدة والقولون.

كيف يزيد الالتهاب المزمن الناتج عن الإفراط في الفلفل الحار من خطر الإصابة بسرطان المعدة؟

المركب الحيوي الرئيسي في الفلفل الحار هو الكابسيسين، وهو ما يمنحه حرارته المميزة، وقد دُرست فوائد الكابسيسين الصحية لفترة طويلة، بما في ذلك تخفيف الألم، وآثاره المضادة للالتهابات، وقدرته على حرق الدهون، ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بخطر الإصابة بالسرطان، فإن الأدلة متباينة، وكما ورد في التقارير، فإن الاستهلاك المفرط أو المتكرر للفلفل الأحمر، وخاصة في شكله الخام أو الحار جدًا، قد يسبب تهيجًا مزمنًا والتهابًا في الجهاز الهضمي.

ومع مرور الوقت، قد يُسهم هذا الالتهاب في تلف الخلايا، وهي عملية قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ومن ناحية أخرى، من غير المرجح أن يُسبب تناول كميات أقل من الفلفل الحار، خاصةً عند اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، أي ضرر، كما أن الاعتدال في تناول الفلفل الحار، واتباع طرق طهي سليمة، ودمجه مع أطعمة مُنعشة كالزبادي، يُساعد على تقليل احتمالية تهيج الجهاز الهضمي والحفاظ على صحة الأمعاء.

زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة بسبب تناول الكثير من الفلفل الحار

استعرضت الدراسة المنشورة في مجلة Frontiers in Nutrition نتائج دراسات متعددة شملت آلاف المشاركين، ووجدت أن تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار يرتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي، ومع ذلك، يبدو أن المخاطر تعتمد على الكمية والتكرار وطرق التحضير، فقد لا يكون الاستهلاك الخفيف إلى المعتدل ضارًا وقد يوفر فوائد أيضًا بسبب خصائص الكابسيسين المضادة للأكسدة والالتهابات التي تدعم عملية التمثيل الغذائي والدورة الدموية.

ولكن قد يؤدي تناول الفلفل الحار بكثافة (عدة مرات يوميًا أو بكميات كبيرة) إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان المريء والمعدة والقولون، وخاصة عندما يقترن بعادات غير صحية مثل التدخين، كما قد يزيد نوع الفلفل الحار والأنماط الغذائية العامة (مثل قلة تناول الفواكه والخضراوات والألياف) أيضًا من الخطر، مما يؤكد على أهمية الاعتدال.

موازنة فوائد ومخاطر الفلفل الحار

من المهم ملاحظة أن الفلفل الأحمر الحار ليس ضارًا بطبيعته؛ بل إنه في الواقع يوفر العديد من الفوائد الصحية عند استهلاكه باعتدال، على النحو التالى:

تعزيز عملية التمثيل الغذائي

يمكن للكابسيسين أن يزيد من حرق السعرات الحرارية قليلاً.

يدعم صحة القلب والأوعية الدموية

قد يساعد تناوله باعتدال على تنظيم الكوليسترول وتحسين الدورة الدموية.

يوفر مضادات الأكسدة

الفلفل الحار غني بفيتامين سي وبيتا كاروتين ومركبات أخرى تساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي.

ومع ذلك، قد يُهيج الإفراط في تناول الفلفل الحار بطانة المعدة والأمعاء، مما يؤدي إلى حرقة والتهاب المعدة والشعور بعدم الراحة، وقد يُفاقم تناوله المتكرر أعراض الأشخاص الذين يُعانون من أمراض هضمية سابقة، مثل ارتجاع المريء أو متلازمة القولون العصبي.

فيما يلى.. نصائح عملية لتناول الفلفل الحار بشكل صحي للاستمتاع بنكهته وفوائده المحتملة دون مخاطر صحية:

استخدم الفلفل الحار باعتدال

أضف كميات صغيرة إلى طبقك للحصول على نكهة بدلاً من الحرارة المفرطة.

اطبخ الطعام بدلاً من تناوله نيئًا

 يمكن أن يؤدي الطبخ إلى تقليل التهيج الناتج عن مادة الكابسيسين.

وازن نظامك الغذائي

قم بتضمين الخضراوات الغنية بالألياف والفواكه والحبوب الكاملة لحماية صحة الأمعاء.

حافظ على رطوبة جسمك

 يمكن أن تساعد المشروبات التي تحتوي على الماء والحليب في تهدئة الجهاز الهضمي.

استمع إلى جسدك

 إذا كنت تعاني من آلام مستمرة في المعدة أو حرقة، قلل من تناول الفلفل الحار.