بيت لحم 2000 - غالبًا ما نعتبر الموبايل والأجهزة التكنولوجية بشكل عام لا غنى عنها خاصة أنها تُبقينا على اتصال دائم، ونطلع على كل جديد، ونُسلي أنفسنا، لكن ماذا لو كانت طريقة إمساك الموبايل تُلحق الضرر بجسمك وعقلك، حيث يُشير الخبراء الآن إلى أن الانحناء على هاتفك، والتمرير بلا توقف مع انحناء رأسك للأمام، لا يُرهق رقبتك فحسب، بل قد يُؤثر على مزاجك وثقتك بنفسك، بل وحتى صحتك النفسية، فالعلاقة بين وضعية الجسم وسلامتك النفسية أعمق مما تبدو عليه، فمن إثارة القلق إلى خفض مستويات الطاقة، قد تُؤثر وضعية هاتفك الذكي بشكل خفي على مشاعرك وتفكيرك وأدائك اليومي، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
كيف يمكن للطريقة التي تحمل بها الموبايل أن تصيبك بالقلق والتوتر؟
يقول الخبراء إن إمساك الهاتف بوضعية منحنية قد يُسبب القلق والاكتئاب، فعندما ينحني الرأس للأمام، فإنه يضغط على جذع الدماغ، مما يُحفز الجهاز العصبي المركزي بشكل مفرط، وهذا الإجهاد البدني المستمر قد يُفاقم أعراض التوتر والقلق مع مرور الوقت، حيث إن قضاء ساعات في تصفح الإنترنت بوضعية منحنية يُحمل عضلات الرقبة والجزء العلوي من الظهر وزنًا إضافيًا، هذا لا يُسبب إرهاقًا جسديًا فحسب، بل يُسبب أيضًا توترًا عصبيًا خفيًا يُرسل إشارات إلى الدماغ ليُصبح في حالة توتر، ومع مرور الوقت، قد تُؤدي هذه الوضعية، التي تُعرف باسم "رقبة الرسائل النصية"، إلى مشكلات في النوم، أو إرهاق، أو انخفاض في التركيز.
تؤثر وضعية الجسم السيئة أيضًا على طريقة التنفس، فالوضعية المنحنية تضغط على الحجاب الحاجز والرئتين، مما يحد من استنشاق الأكسجين، ويؤثر نقص الأكسجين بدوره على قدرة الجسم على تنظيم هرمونات التوتر، مما يجعلك تشعر بمزيد من الإرهاق والقلق.
استكشفت دراسة نُشرت في مجلة AJO-DO Clinical Companion Journal كيف يمكن لحركات الجسم ووضعياته أن تؤثر على الحالة النفسية والعاطفية، وقدّم البحث مفهوم الإدراك المتجسد، وهي نظرية تُشير إلى أن أفكارنا ومشاعرنا ووضعياتنا الجسدية تؤثر على بعضها البعض باستمرار.
فعلى سبيل المثال، عندما يبتسم الناس، حتى دون الشعور بالسعادة، يُسجل الدماغ حركة هذه العضلات كعاطفة إيجابية، وينطبق الأمر نفسه على وضعية الجسم، فالوضعية المستقيمة تُحسن اليقظة والثقة، بينما قد تُؤدي الوضعية المنحنية إلى الشعور بالتعب وانخفاض تقدير الذات، حيث تتواصل وضعيتنا الجسدية مع عقولنا باستمرار، وكما تؤثر أفكارنا على وضعيتنا، فإن الجسم أيضًا يُشكل مشاعرنا، وقد يُرسل الانحناء إشارة لا إرادية إلى الدماغ عن الشعور بالتعب أو الحزن، بينما يُحفز الوقوف باستقامة مشاعر القوة والثقة.
طريقة جلوسك أثناء استخدام الموبايل تقول الكثير عنك أكثر مما تعتقد
طريقة حملك لهاتفك من أكثر الأمثلة شيوعًا على الإدراك المتجسد، فعندما تنحني أمام شاشتك لساعات، يربط جسمك هذه الوضعية بالإرهاق أو الهزيمة، وهذا الارتباط اللاواعي قد يُخفض مستويات طاقتك ومزاجك بشكل طفيف، ومع مرور الوقت، يبدأ الدماغ بإدراك أن هذه الوضعية مرتبطة بمشاعر سلبية كالقلق أو الحزن، وهذا يُفسر أيضًا سبب إبلاغ الأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة على هواتفهم بمستويات أعلى من التوتر والانفعال، ويمكن لوضعية الجسم هذه أن تؤثر بشكل مباشر على تنظيم الهرمونات، وخاصة الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الأساسي في الجسم.
علاوة على ذلك، يمكن لوضعية جسمك أثناء استخدام هاتفك أن تؤثر على إدراكك الاجتماعي، فالوقوف أو الجلوس بشكل مستقيم يجعلك تبدو أكثر ثقة، بينما الانحناء قد يجعلك تبدو أقل التزامًا أو ثقة، وهذا لا يؤثر فقط على نظرة الآخرين إليك، بل يؤثر أيضًا على نظرتك لنفسك، فعندما يعكس جسمك الثقة، يتبعه عقلك.
الوضعيات السليمة لجسمك من أجل عقل وجسم أكثر صحة
تغيير طريقة حملك لهاتفك لا يتطلب جهدًا كبيرًا، بل مجرد وعي مستمر، وإليك بعض التعديلات البسيطة التي قد تُحدث فرقًا كبيرًا في صحتك البدنية والنفسية:
ارفع الشاشة إلى مستوى العين: حافظ على موبايلك عند مستوى صدرك أو مستوى عينك لتقليل الضغط على رقبتك وظهرك العلوي.
حافظ على استرخاء كتفيك: تجنب تقريبهما إلى الأمام، قُم بدحرجتهما للخلف بلطف لفتح صدرك وتحسين التنفس.
خذ فترات راحة منتظمة: لكل 30 دقيقة من وقت الشاشة، خذ استراحة قصيرة أو انظر بعيدًا عن جهازك.
تقوية عضلات وضعيتك: يمكن أن تساعد التمارين مثل ثني الذقن، ولف الكتف، وتمتد الظهر بلطف في بناء الوعي بالوضعية.
كن حذرًا من التنفس: يمكن أن يساعد التنفس العميق على استرخاء العضلات المتوترة وزيادة تدفق الأكسجين، مما يحسن التركيز والهدوء.
تحقق من وضعيتك بانتظام: استخدم الإشارات البصرية مثل المرايا أو التذكيرات على هاتفك لتصحيح وضعيتك بنفسك طوال اليوم.
حتى التعديلات البسيطة يمكن أن تُخفف التوتر بشكل ملحوظ وتُحسّن شعورك العام بالراحة، مع مرور الوقت، تُساعد هذه التغييرات على إعادة تدريب جسمك على اتخاذ وضعيات صحية بشكل طبيعي.
أسعار العملات