بيت لحم 2000 - تستعد مصر لقيادة قوة دولية قوامها نحو أربعة آلاف جندي من دول إسلامية، تشمل مصر وتركيا وأذربيجان وإندونيسيا، لتنتشر في قطاع غزة تحت إشراف مصري مباشر. وأوضح وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن القاهرة تسعى لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي في أقرب وقت ممكن لمنح الشرعية لهذه القوة، مؤكداً أن الهدف الرئيسي يتمثل في دعم الفلسطينيين وتمكينهم من إدارة شؤونهم بأنفسهم دون أي إدارة أجنبية على القطاع.

وأضاف عبد العاطي أن مصر تنسق حالياً مع فرنسا وبريطانيا لتقديم مشروع القرار خلال الأيام المقبلة، في إطار الجهود الرامية إلى منع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار واستعادة الأمن والاستقرار في غزة. وأشار إلى أن مصر تعارض الموقف الإسرائيلي الداعي إلى إبقاء الجيش الإسرائيلي في القطاع، معتبرًا أن نشر قوة عربية وإسلامية متعددة الجنسيات تحت إشراف مصري هو السبيل الأمثل لضمان الأمن دون المساس بالسيادة الفلسطينية.

وبخصوص هذا الملف، تحدث الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ نزار نزال، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تمثل مرحلة انتقالية مؤقتة تهدف لمنع انزلاق الأمور إلى حرب جديدة داخل القطاع، خاصة في ظل محاولات إسرائيل إيجاد حجج للتدخل العسكري. وأكد نزال أن الرؤية المصرية تنسجم مع توجهات الإدارة الأمريكية السابقة فيما يخص الترتيبات الأمنية في المنطقة، مع وجود تحفظات مصرية على بعض جوانب هذه الرؤية المتعلقة بالقوات الدولية.

وأشار نزال في حديث خلال "جولة الظهيرة" مع الزميلة سارة رزق، التي تبث عبر أثير راديو "بيت لحم 2000": إلى أن هناك تنسيقاً بين القاهرة والسلطة الفلسطينية، ومباحثات مع حركة حماس لضمان مشاركة بعض القوى الفلسطينية في المشروع، لافتاً إلى أن تدريب آلاف الجنود الفلسطينيين في مصر والأردن خلال الأسابيع الماضية يعكس هذا التوجه. وأكد أن موافقة حركة حماس ضرورية لدخول هذه القوات، لتجنب أي مواجهة محتملة بين الحركة والقوة الجديدة.

وحول انعكاسات هذا التحرك على الوحدة الفلسطينية، رأى نزال أنه يخدم المصالح الفلسطينية، حيث سيمنع البقاء العسكري الإسرائيلي داخل غزة، ويتيح للقوى الفلسطينية التركيز على إدارة القطاع مؤقتاً مع الإشراف العربي والإسلامي. وأوضح أن هذا التحرك مؤقت ولن يكون بديلاً للسلطة الوطنية الفلسطينية، مؤكداً أن مصر حريصة على الحفاظ على الأمن القومي ومنع أي تهجير جماعي للفلسطينيين أو تكرار الحروب في القطاع.

كما شدد نزال على أن القوات العربية والإسلامية لن تدخل غزة دون توافق تام مع حركة حماس، لتجنب اعتبارها قوة احتلال جديدة، مشيراً إلى أهمية التنسيق الدائم بين القاهرة وحماس لضمان نجاح المشروع وتحقيق أهدافه، خصوصاً في ما يتعلق بالبقاء المؤقت للقوة ومنع أي نزاعات مسلحة.

واختتم نزال بالتأكيد على أن المشروع المصري يهدف إلى استخدام الدبلوماسية بشكل فعال للحفاظ على الأمن والاستقرار في غزة، ومنع أي تهديد للأمن القومي المصري، دون الانخراط في صراع مسلح مع إسرائيل، مع ضمان مشاركة الأطراف الفلسطينية كافة في الإشراف على العملية.

المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي أدناه: