بيت لحم 2000 - في مشهد وطني يعبر عن الانتماء للأرض وتجذر الإنسان الفلسطيني فيها، تنطلق غدًا فعالية قطف الزيتون في قرية المينيا شرق بيت لحم، برعاية وزير الزراعة ومحافظ بيت لحم، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية والمحلية لقطف الزيتون وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بمشاركة مؤسسات رسمية وأهلية ومتطوعين من مختلف القطاعات.

وأكد مدير عام مديرية زراعة بيت لحم عبدالوهاب حلايقة أن هذه الفعالية ليست مجرد نشاط زراعي موسمي، بل رسالة وطنية تعكس الصمود والثبات في وجه الاحتلال، وتجسد روح التعاون بين المؤسسات والمجتمع الفلسطيني دعمًا للمزارع الذي يواجه مضايقات المستوطنين وصعوبة الوصول إلى أرضه.

وأوضح حلايقة في حديث خلال برنامج "يوم جديد" مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو "بيت لحم 2000": أن الفعالية المقررة في قرية المينيا تأتي في منطقة حساسة تتعرض باستمرار لاعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال، مشيرًا إلى أن تنظيمها يتم من خلال لجنة محلية تضم وزارة الزراعة وهيئة مقاومة الجدار والمؤسسات الزراعية والدفاع المدني والحكم المحلي وفعاليات المجتمع المدني، إلى جانب المتطوعين والمؤسسات العاملة في القطاع الزراعي.

وأضاف أن هذا الحدث الوطني يشكل رمزًا للتكاتف والتكافل بين أبناء المجتمع الفلسطيني، ويعزز صمود المزارعين في أرضهم عبر مساندتهم الميدانية وتسهيل وصولهم إلى أراضيهم، خاصة في المناطق المهددة بالمصادرة أو الاعتداء.

الزيتون.. رمز الصمود والانتماء

وأشار حلايقة إلى أن شجرة الزيتون تمثل رمزًا وطنيًا للصمود والثبات والانتماء، فهي تشبه الفلسطيني في جذوره الراسخة وإصراره على البقاء فوق أرضه رغم كل الصعوبات.
وقال: “نحن نقف إلى جانب المزارعين في كل المناطق، لأنهم خط الدفاع الأول عن الأرض، وهم الذين يحافظون على تراب الوطن بعرقهم وإصرارهم رغم الاعتداءات اليومية التي يتعرضون لها من قبل المستوطنين”.

وأكد أن تواجد المواطنين والمتطوعين في الحقول خلال موسم الزيتون يحمل رسالة تضامن ودعم للمزارع الفلسطيني، ويساهم في تسريع عملية القطف وضمان إنجازها بأمان، إضافة إلى تعزيز روح التعاون والعمل الجماعي التي تميز المجتمع الفلسطيني منذ القدم.

فعاليات متعددة لدعم الموسم الزراعي

وكشف حلايقة أن فعالية المينيا هي الانطلاقة المركزية لسلسلة فعاليات أخرى ستنظمها المديرية خلال موسم الزيتون في عدد من المناطق المهددة بالاستيطان، مثل الرشايد، كيسان، وبيت ساحور، بالتعاون مع اللجان المحلية والوطنية لقطف الزيتون.

وأشار إلى أن هذه الفعاليات ستشمل أيضًا أنشطة تراثية وزراعية في المعاصر والمزارع، ومبادرات مجتمعية لمساندة العائلات الزراعية وتسهيل عملية القطف.

وفي الجانب الفني، أوضح أن مديرية الزراعة أطلقت حملة إرشادات زراعية وميدانية تتعلق بآليات القطف والتخزين والتعبئة، لضمان جودة الإنتاج وتقليل الفاقد.

وبيّن أن المديرية وزعت على المزارعين أكياس تعبئة خاصة ومعدات قطف حديثة بالتعاون مع وزارة الزراعة، لتفادي استخدام الأكياس البلاستيكية التي تؤثر سلبًا على جودة الزيت.

كما تقوم الطواقم الفنية بتنفيذ جولات ميدانية على المعاصر صباحًا ومساءً، لمتابعة سير العمل وضمان التزامها بالمعايير الفنية والصحية المعتمدة في وزارة الزراعة، ومراقبة نسبة الفاقد في الزيت وجودة عمليات العصر، مؤكداً أنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية بحق أي معصرة تخالف الشروط والمعايير.

دعم المزارعين رغم التحديات

وفي ختام حديثه، وجه مدير زراعة بيت لحم رسالة إلى المزارعين قائلاً: “نحن معكم قلبًا وقالبًا، وسنواصل دعمكم بكل الإمكانيات المتاحة، رغم محدودية الموارد. المزارع الفلسطيني هو عنوان الثبات الحقيقي، ومن واجب الجميع – مؤسسات ومواطنين – أن يتكاتفوا لمساندته في هذا الموسم حتى يتمكن من جني محصوله بأمان”.

وأكد أن وزارة الزراعة تضع ضمن أولوياتها حماية المزارعين وتطوير القطاع الزراعي باعتباره أحد أعمدة الصمود الوطني والاقتصادي في فلسطين.

المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: