بقلم: حمدي فراج
جاءت دولة جنوب افريقيا لتصوّب المفهوم الخاطيء للحرب من ان هذه ليست حربا بل إبادة جماعية ، و ها هي المكسيك و معها تشيلي تتبعانها في هذا القصد والصدد .
المفهوم الخاطيء الثاني هو بحث اليوم الثاني او التالي من وقف "الحرب" ، لم يظل أحد تقريبا من سياسيي هذا العالم ، الا وقد تناول هذا الأمر ، و قد ابتدأه الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته التضامنية لإسرائيل بعد أربعة أيام من طوفان الأقصى ، جوقة النظام العربي الببغائية رددت العنوان او الجملة ، و هي – الجوقة - بالمجمل لا تريد ان يكون لحماس أي دور في حكم غزة ، بل ان بعضها يريد محاسبتها بعد وقف العدوان ، و لهذا ظلت – الجوقة - صامتة على الإبادة التي تقوم بها إسرائيل ضد غزة ، و أظن و الله اعلم ان معارضة إسرائيلية إنسانية سوف تنبلج ضد هذه الإبادة قبل ان نرى شيئا مشابها من بلدان هذه الجوقة .
كنا نفترض ان يكون لدى ساسة العالم بعض الحكمة في معالجة القضايا الهامة مثل تلك التي تودي بحياة عشرات الاف أرواح الناس الأبرياء خاصة الأطفال منهم الذين لا ناقة لهم و لا جمل في أمور السياسة و الصراع و الدين ، بأن يذهب هؤلاء الساسة الى بحث اليوم السابق "للحرب" ، و ليس اللاحق ، لانهم بذلك يكونوا قد ذهبوا الى بحث السبب الذي قاد الى "الحرب" ، دون ذلك فانهم سيذهبون مرة أخرى لمناقشة اليوم التالي للحرب القادمة ، كما فعلوا على مدار الثمانين سنة الماضية ، خاضت فيها إسرائيل نحو عشرين حرب و مواجهة و انتفاضة ، بمعدل كل اربع سنوات مرة ، ظلت خلالها تلبس بسطارها في رجلها ، و تجند أولادها و بناتها اجباريا ، و بعد ان ينهوا الخدمة تحولهم الى الاحتياطي ، وحين تقع الواقعة تجلبهم من رقابهم كالحيوانات ، و تقول لهم انها واقعة من بضعة أيام فقط و إن طارت بضعة أسابيع ، كعادة إسرائيل في حروبها الخاطفة ، فيكتشفوا انها اضعاف اضعاف ما زعموا .
بحث ما قبل الحرب ، يتطلب فحص السلام الكاذب الذي بالضرورة سيتفجر طوافانات بمجرد انكشاف مضامينه المحكومة سلفا بالفشل ، بدءا من روابط القرى والإدارات المدنية و مدريد و أوسلو و واي ريفر و انتهاء بالعقبة و شرم الشيخ ، أيام قليلة قبل الطوفان . مفاوضات مراثونية عبثية امتدت لثلاثين سنة .
وقف العنصرية ، فما كان يمكن ان يمر قبل مئة عام ، لا يمكن ان يستمر اليوم ، حتى لو انتسب الى الكتب المقدسة ، كالشعب المختار و الجنة التي كتبت لهم لا لغيرهم ، فالله خلق الناس جميعا "سواسية كأسنان المشط " و في التراث الإسلامي المنسوبة اليه حماس و السنوار أو العاروري الذي ارسل مؤخرا الى القبر ، في حين أرسلت شقيقتاه الى السجن ، جاء : يا أيها الناس – لم يقل يا أيها المسلمون او حتى المؤمنون - انا خلقناكم من ذكر وانثى و جلعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا .. إن أكرمكم عند الله أتقاكم . صدق الله العظيم .