بيت لحم 2000 - في ظل ملاحظة تزايد الإصابات بفيروس اليد والقدم والفم بين الأطفال في الآونة الأخيرة، حذّرت الجهات الصحية والأطباء من سرعة انتشار هذا الفيروس في الحضانات والمدارس، لما يرافقه من أعراض مزعجة ومعدية، داعين إلى ضرورة رفع الوعي بسبل الوقاية والعناية المنزلية.
وأكدت الدكتورة مشلين القسيس، طبيبة الأطفال وحديثي الولادة والخدج، أن هذا المرض يُعد من الفيروسات الشائعة في فصلي الخريف والصيف، وينتمي إلى عائلة الانتروفيروسات (Enteroviruses)، مشيرة إلى أنه "لا يقتصر على فيروس واحد، بل تسببه عدة أنواع من الفيروسات المترابطة".
وقالت القسيس في حديث خلال برنامج "يوم جديد" مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو "بيت لحم 2000": إن المرض ينتشر بين الأطفال دون سن الخامسة على نحو خاص، موضحةً أن الفيروس ينتقل عن طريق اللعاب، ورذاذ العطاس أو السعال، والبراز، وحتى عبر ملامسة الألعاب والأسطح الملوّثة، إذ يستطيع البقاء لفترات طويلة في البيئة المحيطة.
وأضافت أن "البالغين قد يصابون أيضاً، إلا أن الأعراض لديهم تكون خفيفة أو غير ظاهرة، لكنهم يبقون مصدرًا محتملاً للعدوى".
وفيما يتعلق بالأعراض، أوضحت أن الحرارة هي أولى العلامات التي تظهر على الطفل المصاب، يليها فقدان الشهية وألم الحلق، ثم ظهور تقرحات داخل الفم في اليوم الثاني من الإصابة، تعيق الطفل عن الأكل والبلع.
أما في اليوم الثالث، فيبدأ الطفح الجلدي بالظهور على راحة اليدين وأخمص القدمين والأرداف، وهي السمة التي تميز هذا الفيروس عن غيره.
وأكدت القسيس أن المرض غالباً ما يكون خفيفاً ويزول تلقائياً خلال سبعة إلى عشرة أيام، موضحةً أنه لا يوجد علاج محدد للفيروس، وأن العلاج يتركز على تخفيف الأعراض، كاستخدام خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول (الأكامول) أو الإيبوبروفين، مع الحرص على الراحة وتناول السوائل.
وحول فترة العدوى، أوضحت الطبيبة أن الطفل يكون معدياً منذ ظهور الأعراض الأولى وحتى جفاف التقرحات الجلدية، مشيرة إلى أنه "ينبغي إبقاء الطفل في المنزل مدة لا تقل عن سبعة أيام، حتى تختفي الحرارة ويعود إلى نشاطه الطبيعي".
لكنها نبّهت إلى أن الفيروس قد يبقى في البراز لأسابيع بعد الشفاء، مما يستدعي الحرص الدائم على غسل الأيدي وتعقيم الأسطح والألعاب في الحضانات.
وفي ما يتعلق بالعناية المنزلية، شددت القسيس على أهمية تسكين الألم ومنح الطفل راحة كافية، مشيرة إلى إمكانية استخدام غسولات مهدئة مثل الكالامين لتقليل الحكة الجلدية، وغسول فموي لتخفيف الألم الفموي عند الأطفال الأكبر سناً.
كما نصحت بتقديم أطعمة باردة ولينة كاللبن والحليب والمثلجات، وتجنب الأطعمة الحارة أو المالحة أو الحامضة التي قد تزيد من ألم الفم، مع متابعة حالة الطفل لتجنب الجفاف الناتج عن قلة السوائل.
وحول المضاعفات المحتملة، أوضحت أن المرض "نادرًا ما يسبب مضاعفات خطيرة"، إلا أنه قد يشكّل خطرًا على الرضع دون ستة أشهر أو الأطفال ضعيفي المناعة، إذ يمكن أن يؤدي إلى التهاب الدماغ أو السحايا الفيروسي.
ودعت إلى مراجعة الطبيب فورًا في حال استمرار الحرارة رغم خافضات الحرارة أو ظهور علامات الجفاف مثل قلة التبول والخمول.
وفي ختام حديثها، شددت الدكتورة القسيس على أن الوقاية تبدأ من غسل اليدين بانتظام، وتعقيم الألعاب والأسطح، وعدم إرسال الأطفال المرضى إلى المدارس أو الحضانات، إضافة إلى تجنب مشاركة الأدوات والأكواب بين الأطفال.
كما حذّرت من الاعتماد على مواقع الإنترنت أو محركات البحث مثل “غوغل” لتشخيص الحالات، مؤكدة أن ذلك "يسبب قلقًا غير مبرر للأهل"، داعية إلى الاستشارة الطبية المباشرة عند ظهور الأعراض.
واختتمت الطبيبة حديثها برسالة طمأنة للأهالي قائلة: "لا داعي للذعر، فمرض اليد والقدم والفم غالبًا بسيط، ويمرّ بسلام إذا تلقى الطفل العناية الصحيحة والدعم النفسي والغذائي المناسب".
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي:
أسعار العملات