بيت لحم 2000 - حذّرت بلدية بيت عوا من تصاعد خطير في اعتداءات المستوطنين على أراضي بلدتي بيت عوا وسكة غرب الخليل، تمثّل في حراثة مئات الدونمات الزراعية ومنع المزارعين من دخولها، وسط حماية مباشرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت تسعى فيه سلطات الاحتلال لفرض واقع استيطاني جديد في المنطقة.
وقال المدير العام لبلدية بيت عوا، محمد مسالمة في حديث خلال "جولة الظهيرة" مع الزميلة سارة رزق، التي تبث عبر أثير راديو "بيت لحم 2000": إن الأراضي الواقعة بين بلدتي بيت عوا وسكة تتعرض منذ نحو عامين لاعتداءات متكررة من مستوطن واحد بدأ بتوسيع سيطرته تدريجيًا حتى شملت اعتداءاته مئات الدونمات من أراضي عائلات الشيش والسويطي والحروب والمسالمة، وهي أراضٍ خاصة وزراعية كانت تُعد في السابق “السلة الغذائية” للبلدة ومحيطها.
وأوضح مسالمة أن هذا المستوطن يمارس الرعي الجائر داخل أراضي المواطنين، ويقوم بتخريب المحاصيل الزراعية وتدميرها بصورة متكررة، مشيرًا إلى أن إغلاق البوابة الرئيسية لبلدة بيت عوا منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى اليوم أتاح له المجال لمواصلة اعتداءاته وتوسيع نطاق سيطرته على الأرض.
وأضاف أن المستوطن صعّد من انتهاكاته مع بدء موسم قطف الزيتون، حيث قام بحراثة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية ومنع المزارعين من دخولها رغم وجود تنسيق رسمي فلسطيني يتيح لهم الوصول إلى أراضيهم في أوقات محددة، لافتًا إلى أن قوات الاحتلال تحمي المستوطن وتمنع الأهالي من البقاء في أراضيهم إلا لفترات قصيرة لا تتجاوز الساعة والنصف.
وبيّن أن مساحة الأراضي التي يسيطر عليها المستوطن تتجاوز 500 دونم، بينما تمتد الأراضي التي يسعى للسيطرة عليها حاليًا إلى مئات الدونمات الإضافية، في منطقة تقع بين البوابة العسكرية والبرج العسكري والطريق الالتفافي، مشيرًا إلى أن الهدف الواضح من هذه التحركات هو توسيع التجمعات الاستيطانية الرعوية والزراعية وربطها ببعضها ضمن مخطط تهويدي متكامل.
وأكد مسالمة أن "الأرض هي جوهر الصراع"، وأن السيطرة عليها تمثل “أخطر أشكال الاعتداء على الوجود الفلسطيني”، مشيرًا إلى أن الأهالي يصرّون على البقاء في أراضيهم رغم القمع والتهديد، حيث حاولوا خلال الأيام الماضية دخول أراضيهم بشكل جماعي رغم قنابل الغاز التي أطلقها جيش الاحتلال لتفريقهم.
وأضاف أن مشاهد عودة الأهالي بعد عامين من المنع كانت مؤلمة، إذ وجدوا أراضيهم مجدبة ومخرّبة وأشجار الزيتون مدمّرة ومرعى للأغنام، لكنه أكد أن عزيمتهم لم تتراجع وأنهم مستمرون في الزراعة والصمود ومقاومة محاولات السيطرة.
وفيما يتعلق بدور البلدية، أوضح مسالمة أن بلدية بيت عوا تعمل على توعية المواطنين بأهمية تسجيل أراضيهم ضمن مشروع تسوية الأراضي الذي أقرّه مجلس الوزراء مؤخرًا، حتى في المناطق المصنفة (ج)، كخطوة أساسية لحماية الملكية القانونية ومنع مصادرتها.
وأشار إلى أن الشرطة الفلسطينية شكّلت وحدة خاصة بملف الاستيطان والاعتداءات، وتستقبل شكاوى المواطنين وتتابعها رسميًا عبر الارتباط الفلسطيني، داعيًا الأهالي إلى التوجه لأي مركز شرطة لتقديم شكاوى ضد المستوطنين والاعتداءات المتكررة.
كما بيّن أن البلدية تتواصل مع الجهات الحقوقية والإنسانية والإعلامية محليًا ودوليًا، لتسليط الضوء على هذه الاعتداءات ودعم حق الأهالي في التمسك بأراضيهم ومواصلة فلاحتها والدفاع عنها في وجه سياسات المصادرة والتوسع الاستيطاني.
واختتم مسالمة حديثه بالتأكيد على أن “أهالي بيت عوا لن يغادروا أرضهم مهما تصاعدت اعتداءات المستوطنين أو تضاعف القمع العسكري”، مشددًا على أن صمودهم هو الرد الأوضح على محاولات تهويد الأرض وسرقتها.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي أدناه:
أسعار العملات