بيت لحم 2000 - تحت شعار "الإبداع من الوطن إلى العالم"، انطلقت، صباح اليوم الأربعاء، أعمال المنتدى الوطني العاشر للإبداع الذي ينظمه المجلس الأعلى للإبداع والتميّز بمشاركة واسعة من المبدعين الفلسطينيين في الداخل والشتات، ليشكل منصة وطنية جامعة تحتفي بالعقل الفلسطيني وتستنهض طاقاته في ظل ظروف استثنائية يمر بها الوطن.
المنتدى، الذي يعقد على مدار يومين في المكتبة الوطنية بقرية سردة وجامعة بيرزيت، يهدف إلى توحيد الرؤية الإبداعية الفلسطينية، وتحويل المعاناة إلى منجزات، وتعزيز حضور فلسطين في فضاء الابتكار العالمي. ويشارك فيه نحو 130 مشروعًا رياديًا و30 متحدثًا من مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية.
وأوضح الأستاذ رامي مهداوي، عضو اللجنة التحضيرية للمنتدى، أن هذه الدورة تأتي في سياق وطني استثنائي تسعى من خلاله فلسطين إلى توظيف الإبداع كأداة صمود ومقاومة ناعمة، قائلًا: "المنتدى هو مهرجان وطني يوحّد الطاقات الفلسطينية أينما وجدت، في الداخل والشتات، لتحويل الألم إلى أمل، والمعاناة إلى إنجازات. هو منصة توحّد الفكر الفلسطيني، وتعزز قيم العمل والإبداع في مواجهة التحديات."
وأشار مهداوي في حديث خلال برنامج "يوم جديد" مع الزميلة سارة رزق، الي يبث عبر أثير راديو "بيت لحم 2000": إلى أن المنتدى يقوم على أربعة محاور رئيسية تشمل: الكفاءات الفلسطينية في الشتات ودعم الإبداع، الإبداع كفعل بقاء وصمود واستجابة وطنية، الشراكات الممكنة مع أصدقاء فلسطين في بيئات الإبداع العالمية، إعادة البناء عبر الإبداع والمبادرات المجتمعية.
وبيّن أن اختيار شعار "الإبداع من الوطن إلى العالم" يحمل دلالات عميقة، تعكس إرادة الفلسطينيين في تجاوز الحدود الجغرافية نحو فضاء عالمي رحب، مؤكدًا أن العالم اليوم يشهد على قدرة فلسطين على العطاء والإبداع رغم كل الظروف القاسية.
وأضاف مهداوي أن المجلس الأعلى للإبداع والتميّز عمل على مدى سنوات على بناء شبكة واسعة من العلاقات مع المؤسسات المحلية والدولية لجمع هذا العدد الكبير من المبدعين، موضحًا أن نجاح المنتدى يعكس روح الشراكة والتكاتف بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات الأهلية، قائلًا: "نحن نتحدث عن جهد وطني شامل، عن تعاون بين الجامعات الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والرياديين الشباب، من أجل تعزيز بيئة الابتكار والتنمية."
ويستعرض المنتدى مجموعة واسعة من المشاريع الريادية في مجالات التكنولوجيا، والاقتصاد الأخضر، والذكاء الاصطناعي، والتعليم الرقمي، والأعمال اليدوية الإبداعية، إلى جانب منصات جامعية للأطفال والمواهب الناشئة. كما يضم أركانًا خاصة للمؤسسات الداعمة وللتشبيك بين المبدعين والمستثمرين.
وفي حديثه عن الأهداف الاستراتيجية للمنتدى، أشار مهداوي إلى أن الحدث يسعى إلى تعزيز التعاون مع أصدقاء فلسطين ضمن منظومة الابتكار العالمية، وتمكين الشباب الرياديين من خلال ربطهم بشركاء محليين ودوليين، إضافة إلى تسليط الضوء على المبادرات الشبابية والنسائية ودعم مشاريع الاقتصاد المستدام.
كما كشف عن نية المجلس إطلاق قاعدة بيانات وطنية للمشاريع الإبداعية عبر تطبيق "Palestine X"، لتوثيق الإنجازات الريادية وربطها بمصادر الدعم والمستثمرين، مؤكدًا أن المنتدى يشكل ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد الوطني من خلال احتضان المشاريع وتحويلها إلى فرص عمل حقيقية، قائلاً: "نحو 300 مشروع تقدم للمشاركة، لكن تم اختيار 127 منها لضيق المساحة، ما يعكس حجم الحراك الريادي المتزايد في فلسطين."
وفي سياق متصل، شدد مهداوي على أهمية إشراك فلسطينيي الشتات في المنظومة الإبداعية، عبر ربطهم بالأسواق المحلية والاستفادة من تجاربهم الدولية، معتبرًا ذلك نموذجًا وطنيًا يعزز وحدة الفكر والهدف بين الفلسطينيين في الداخل والخارج.
واختتم عضو اللجنة التحضيرية حديثه برسالة مؤثرة إلى الشباب والمبدعين الفلسطينيين قائلًا: "كل فلسطيني هو مبدع بطبيعته في صموده وفي فكره. علينا أن نحتضن أبناءنا وبناتنا، في الجامعات وفي الميدان، وأن نمكّنهم ليكونوا روادًا للتغيير رغم قسوة الواقع. الإبداع هو طريقنا نحو الحرية والبقاء."
ويعد المنتدى العاشر للإبداع تأكيدًا جديدًا على أن فلسطين، رغم الجراح، ما زالت تنبض بالأمل والإرادة والابتكار، وأن عقول أبنائها قادرة على تجاوز الحصار والقيود لتضع بصمتها في العالم.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي أدناه:
أسعار العملات