بيت لحم 2000 - كشف المشرف العام لمنظمة البيدر الحقوقية، حسن مليحات، عن تفاصيل هجوم شنّه مستوطنون على نشطاء السلام وسكان التجمع البدوي في قرية شلال العوجا، شمال شرق القدس.

 وأوضح مليحات أن الهجوم وقع فجر اليوم بشكل مفاجئ، حيث اعتدى المستوطنون على المواطنين بالضرب، بما في ذلك نشطاء السلام الذين كانوا يتواجدون لحماية السكان والدفاع عنهم، ما أسفر عن إصابات جسدية بين بعض المتضامنين.

وأشار مليحات في حديث خلال برنامج "يوم جديد" مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو "بيت لحم 2000": إلى أن هذه الاعتداءات تأتي ضمن سلسلة هجمات متكررة تستهدف التجمعات البدوية، بهدف ترحيل السكان الفلسطينيين قسريًا والاستيلاء على أراضيهم لأغراض التوسع الاستيطاني، وأضاف أن الهجمات لم تقتصر على شلال العوجا، بل شملت مناطق أخرى في الضفة الغربية، مثل إطلاق المستوطنين المواشي في مزروعات المواطنين في منطقة بردلة بالأغوار الشمالية وخربة ينون شرق نابلس، ما يشير إلى وجود مخطط ممنهج يهدف إلى تهجير الفلسطينيين وطمس هويتهم.

وأكد مليحات أن المخطط الاستيطاني يمتد من قرية بردلة في الأغوار الشمالية وصولًا إلى مناطق جنوب شرق الضفة الغربية، ويهدف إلى تقسيم الضفة الغربية إلى شطرين وخلق سيطرة استيطانية مترابطة، بما يضمن التفوق الديموغرافي لليهود في هذه المناطق، وهو ما يهدد فرص قيام أي كيان فلسطيني مستقبلي.

وشدّد على أن هذه الاعتداءات تُعد جرائم حرب موصوفة وفق القانون الدولي الإنساني، وتحديدًا اتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949، والبروتوكولات الإضافية لعام 1977، بالإضافة إلى ميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وأوضح أن المستوطنين، بدعم من سلطات الاحتلال، ينفذون سياسة التطهير العرقي ضد السكان الفلسطينيين في المناطق المصنفة، ما يعكس إخفاق المجتمع الدولي في حماية المدنيين الفلسطينيين.

أما عن تعامل منظمة البيدر الحقوقية مع هذه الاعتداءات، فقال مليحات إن المنظمة تعمل على مدار الساعة بالتعاون مع متطوعين محليين؛ لتقديم الدعم والإسناد للمواطنين الفلسطينيين المتضررين. وتشمل جهود المنظمة تقديم المساعدات وتأهيل المنازل المتضررة والمساهمة في إعادة الخدمات الأساسية التي تتعرض للهدم أو التخريب، رغم محدودية الإمكانيات المالية، وأوضح أن الهدف الرئيسي هو تعزيز صمود المواطنين في هذه المناطق وحماية هويتهم ووجودهم على الأرض.

ودعا مليحات الحكومة الفلسطينية والمؤسسات الدولية إلى التدخل الفوري، موضحًا أن التجمعات البدوية بحاجة إلى دعم مالي وسياسي دائم وليس موسميًا، لضمان صمودهم في مواجهة الهجمات المستمرة، كما شدّد على أهمية الدعم القانوني من خلال متابعة الانتهاكات ومقاضاة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، بالإضافة إلى خلق حالة من الوعي والتفاعل الجماهيري الفلسطيني والدولي مع القضية.

واختتم مليحات حديثه بالتأكيد على أن القضية تتعلق بالبقاء الوطني الفلسطيني وحماية الهوية الفلسطينية، وليست مجرد انتهاك حقوق المدنيين في مناطق محددة، داعيًا إلى التفاعل الرسمي والشعبي والدولي لمواجهة المخطط الاستيطاني الذي يهدد وجود الفلسطينيين في الضفة الغربية.