08-08-2025
broadcast
الأخبار
احتلال قطاع غزّة بالكامل: نتنياهو يستبدل خطة بأخرى بهدف تهجير الغزيين
08أغسطس، 2025 - 10:28ص

بيت لحم 2000 - النقاش بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، في الأيام الماضية وقبل قرار الكابينيت السياسي – الأمني اليوم، الجمعة، حول احتلال قطاع غزة كله، والادعاء أن زامير يعارض توسيع الحرب، بحسب الصحافة الإسرائيلية، لا يعكس الحقيقة بكل تأكيد.

الحقيقة هي أن كلا المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل يصران على استمرار الحرب وتوسيعها، بأشكال مختلفة. لا يوجد أي حديث في الحكومة والجيش حول إنهاء الحرب باتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى أو بأي اتفاق آخر.

في مراحل سابقة للحرب على غزّة، تعالت أصوات تدعو إلى بحث موضوع "اليوم التالي" في غزّة بعد الحرب، أي من سيحكم في غزّة. نتنياهو رفض ذلك بالمطلق ومنع أي مداولات جديّة في هذا الموضوع. الآن، بعد الحديث عن احتلال قطاع غزّة كله، دفن نتنياهو الحديث حول "اليوم التالي" ولم يعد موجودًا في الخطاب العام الإسرائيلي.

خطة نتنياهو لاحتلال القطاع تقضي، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، باستدعاء 4–6 فرق عسكرية وإدخالها إلى القطاع؛ تجميع سكان القطاع في جنوبه؛ احتلال مدينتي غزّة ودير البلح ومخيمات وسط القطاع؛ واجتياح بري يستمر أربعة أشهر.

السؤال الذي يُطرح هو: ماذا يعني احتلال قطاع غزّة كله؟ هل توجد في قطاع غزّة مناطق محرّرة مثلًا؟ فقطاع غزّة محتلّ ومُدمَّر بشكل شبه كامل. والجيش الإسرائيلي توغّل وانسحب وعاد وتوغّل مرارًا في مناطق عديدة في القطاع، مثل بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا في الشمال، وخانيونس ورفح في الجنوب، وهجّر السكان من هذه المناطق أكثر من مرة، ثم عاد السكان إلى مناطقهم، وتريد إسرائيل الآن تهجيرهم مرة أخرى إلى الجنوب.

احتلال قطاع غزّة حاصل فعليًا، والجيش الإسرائيلي منتشر فيه، لكن مقاومة الاحتلال لا تزال نشطة، وتُنفّذ عمليات مسلّحة ضد القوات الإسرائيلية، على شكل حرب عصابات أدّت إلى مقتل عشرات الجنود الإسرائيليين منذ خرق إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار في آذار/مارس الماضي، وحتى اليوم، حيث لا تزال المقاومة تُطلق قذائف صاروخية باتجاه "غلاف غزّة"، ولا تزال تحتجز 50 أسيرًا إسرائيليًا، حيًا وميتًا، تم أسرهم في 7 أكتوبر، ولم يُفرج عنهم بصفقات تبادل أسرى بسبب رفض نتنياهو إنهاء الحرب.

وكان يدّعي نتنياهو أن استمرار الحرب يهدف إلى ممارسة ضغط على حماس كي تُلين مواقفها، أي أن توافق على وقف إطلاق نار وتبادل أسرى، من دون تعهّد إسرائيلي وضمانات أميركية بإنهاء الحرب. لكن حماس رفضت الشرط الإسرائيلي وتُصرّ على إنهاء الحرب بعد اتفاق كهذا، ولم ينجح "الضغط" الإسرائيلي حتى الآن في تغيير موقف حماس. وحسب قرار الكابينيت، فإن الهدف الأول لتوسيع الحرب هو نزع سلاح حماس، ما يعني أن الحرب تحولت إلى حرب بلا نهاية.

يوم الثلاثاء الماضي، أجرى نتنياهو مداولات مع زامير بحضور وزير الأمن، يسرائيل كاتس، تمهيدًا لاجتماع الكابينيت السياسي–الأمني، أمس، الذي ناقش احتلال قطاع غزّة كله. وقال زامير في هذه المداولات، حسب صحيفة "هآرتس"، إنه بالإمكان تنفيذ عمليات عسكرية واسعة في القطاع من دون احتلال مناطق يتجمع فيها معظم السكان الغزيين، واقترح إعادة السيطرة على "محور نيتساريم" من حدود القطاع الشرقية وحتى شاطئ البحر، وتقطيع أوصال القطاع بواسطة فتح محاور جديدة، واعتبر أن هذا سيمكّن الجيش الإسرائيلي من شنّ توغلات في مناطق لم يتوغّل فيها حتى الآن.

الهدفان المُعلنان لخطة نتنياهو وخطة الجيش الإسرائيلي هما هزيمة حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين، وهما ذات الهدفين المُعلنين منذ بداية الحرب، لكن ليس واضحًا كيف سيتم تحقيق هذين الهدفين اللذين لم يتحققا طوال 22 شهرًا، فيما يعلن الجيش الآن أن جنوده مرهقون جسديًا ونفسيًا، ويحذّر من أن خطة نتنياهو من شأنها أن تؤدي إلى مقتل عدد كبير من الجنود، وكذلك من احتمال أسر عدد منهم.

وتُقدّر الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن حماس لا تزال حتى الآن تستخدم كيلومترات كثيرة من الأنفاق، وأن أنفاقًا دمّرها الجيش الإسرائيلي خلال توغلات سابقة، تمّت إعادة بنائها، وأن أكثر من 10 آلاف من مقاتلي حماس نجحوا في العودة إلى شمال القطاع واستقرّوا هناك، وأنه لا يزال لدى حماس كتيبتان ذات كفاءات عالية نسبيًا ولم يتوغّل الجيش إلى مناطق تواجدهما.

خُطتان وقاسم مشترك واحد

قد يبدو أن نتنياهو ينطح الحائط بخطته احتلال قطاع غزّة كله. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يصعب تنفيذها، ولذلك يطرح خطة بديلة. وليس من السهل أن يُعلن الجيش عن تحفّظه من خطة رئيس الحكومة وأن يُعلن عن خطة بديلة. فهذا ليس أمرًا مألوفًا، خاصة وأن هذا "الخلاف" خرج إلى النقاش العام في إسرائيل، وتخلّله تهجّم وزراء، وكذلك تهجّم زوجة نتنياهو ونجله ضد زامير، لدرجة مطالبته بالاستقالة.

احتلال قطاع غزّة بالكامل ليست فكرة إسرائيلية جديدة، وقد دعا رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، مرارًا إلى تنفيذها، في إطار خطة لطرد الغزيين من القطاع وإقامة مستوطنات فيه، ثم ضمّ القطاع إلى إسرائيل. ويُصرّح سموتريتش أن "قطاع غزّة جزء لا يتجزأ من إسرائيل".

قبل شهر، أوعز نتنياهو للجيش بوضع خطة لإقامة ما وصفها بأنها "مدينة إنسانية" على أنقاض مدينة رفح المُدمّرة بالكامل، وتجميع مئات آلاف الغزيين فيها، تمهيدًا لطردهم من القطاع، ما يعني أن هذه "المدينة" ستكون عبارة عن معسكر ترانسفير.

احتلال القطاع يعني إقامة حكم عسكري فيه، والجيش الإسرائيلي يرفض ذلك، لأنه يحتاج إلى حشد قوات إسرائيلية كبيرة جدًا في القطاع على حساب مناطق وجبهات أخرى تشنّ فيها إسرائيل عمليات عسكرية، مثل الضفة الغربية وجنوب لبنان وجنوب سورية، وعلى حساب حرب محتملة ضد إيران.

إلا أن القاسم المشترك بين خطتي نتنياهو بإقامة "المدينة الإنسانية" واحتلال قطاع غزّة بالكامل هو تجميع الغزيين في جنوب القطاع. في حينه، حذّر الجيش الإسرائيلي من صعوبة تنفيذ خطة إقامة "المدينة الإنسانية"، خاصة وأنه قد يلجأ إليها مقاتلون في حماس أيضًا وليس السكان المدنيين فقط، كما حذّر الجيش من أن هذه الخطة ستضرّ باحتمالات التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى.

ورغم أن الكابينيت السياسي–الأمني صادق على خطة إقامة "المدينة الإنسانية"، إلا أنها لم تُنفّذ حتى اليوم، بسبب معارضة الجيش. وليس مستبعدًا أن تكون خطة نتنياهو لاحتلال قطاع غزّة بالكامل، خطة بديلة لخطة "المدينة الإنسانية"، إذ إن هدفي الخطتين واحد، وهو طرد الغزيين من القطاع.

كلا الخطتين تُشكّلان جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، تُضافان إلى جريمة تجويع الغزيين المتعمّد. وتعالت تحذيرات من الجيش الإسرائيلي، هذا الأسبوع، من أن خطة احتلال القطاع، التي سيُقتل خلالها فلسطينيون كثيرون، وسيُعمَّق التجويع ويتفاقم، ستؤدي إلى ملاحقة الجنود الإسرائيليين في العالم بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

خلال الأسبوع الحالي، حذّر دبلوماسيون وخبراء إسرائيليون من أن خطط نتنياهو الحربية ستؤدي إلى تعميق عزلة إسرائيل الدولية وإلى صدام مع الاتحاد الأوروبي سيشمل عقوبات ضد إسرائيل، بينها إلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل التي ستُلحق أضرارًا اقتصادية هائلة بها، ومنع مسؤولين إسرائيليين من دخول أراضي الدول الأوروبية ودول أخرى، بعد إعلان دول عن منع سموتريتش وبن غفير من دخول أراضيها ووصفهما بأنهما "شخصيتان غير مرغوب بهما".

سواء كانت خطط نتنياهو الحربية بقراره الشخصي أو مدفوعًا بتأثير سموتريتش وبن غفير من أجل الحفاظ على حكمه، ليس مهمًا، لأن النتيجة واحدة. وفي كلتا الحالتين، يبدو نتنياهو كمن فقد القدرة على ترجيح الرأي. وقد يدفع الإسرائيليون ثمن حالة نتنياهو العقلية هذه، لكن الفلسطينيين في قطاع غزّة هم الذين سيدفعون الثمن الأكبر، وهذا ينطوي على عواقب وخيمة ستتحمّلها إسرائيل نفسها بسبب فقدانها القدرة على ضبط النفس، واستمرارها في حرب إبادة ليست منطقية وغير مبرّرة وفقًا لكافة المفاهيم والقيم الإنسانية.

currency أسعار العملات
08 أغسطس 2025
العملة
سعر الشراء
سعر البيع
الأخبار الرئيسية
احتلال قطاع غزّة بالكامل: نتنياهو يستبدل خطة بأخرى بهدف تهجير الغزيين
احتلال قطاع غزّة بالكامل: نتنياهو يستبدل خطة بأخرى بهدف تهجير الغزيين
08أغسطس، 2025
اقرأ المزيد
لبنان: 6 شهداء إثر غارة إسرائيلية شرقي البلاد
لبنان: 6 شهداء إثر غارة إسرائيلية شرقي البلاد
08أغسطس، 2025
اقرأ المزيد
الاحتلال يعتقل شابا بعد محاصرة منزل في جنين
الاحتلال يعتقل شابا بعد محاصرة منزل في جنين
08أغسطس، 2025
اقرأ المزيد
الأكثر مشاهدة
اسعار العملات
اسعار العملات
08أغسطس، 2025
اقرأ المزيد
الطقس: كتلة هوائية حارة تؤثر على فلسطين عدة أيام
الطقس: كتلة هوائية حارة تؤثر على فلسطين عدة أيام
08أغسطس، 2025
اقرأ المزيد
الاحتلال يعتدي على نشطاء خلال وقفة ضد التجويع وحرب الإبادة في غزة
الاحتلال يعتدي على نشطاء خلال وقفة ضد التجويع وحرب الإبادة في غزة
07أغسطس، 2025
اقرأ المزيد