بيت لحم 2000 - قال رئيس دائرة اللغة العربية وبرنامج الإعلام التفاعلي في جامعة بيت لحم الدكتور خليل عيسى اليوم الأبعاء، إن الجامعة تعمل على شكل جديد للإعلام يقوم على إنتاج محتوى إعلامي متكامل يدمج الصوت، والصورة، والفيديو والرسوم التفاعلية بوحدة واحدة، وهذا المحتوى الناتج من كل هذه العناصر المتفرقة يعكس رؤية المجتمع ويؤثر ويتأثر بها.

وأوضح الدكتور عيسى في حديث لهُ خلال برنامج "يوم جديد" مع الزميلة مها يوسف والذي يبث عبر أثير راديو "بيت لحم 2000": أن الإعلام اليوم لم يعد موجها من جهة واحدة لطرف واحد، بل بالعكس أصبح المستمع أو المتلقي فاعلا، انتقل الإعلام من مستمع أو مشاهد يرى ويسمع دون تقديم رؤية أو موقف إلى إعلام يستطيع فيه المستمع والمشاهد التأثير في الرسالة الإعلامية والتأثير في المشهد، والإعلام التفاعلي أصبح بشكل أوسع وأشمل ومتطور.

وأشار إلى أن برنامج الإعلام التفاعلي في جامعة بيت لحم خرج أول فوج له هذا العام مع نهاية فصل الربيع 2025، وهو برنامج صاعد يتطور بسرعة يلاحق تطورات سوق العمل، ويدمج الذكاء الاصطناعي.

وقال الدكتور عيسى إن الإعلام له قدرة على توجيه الرأي العام والتأثير في الناس، وله دور خطير في أنه أحيانا يضلل الناس إذا لم يكن هناك من ينظر إليه بعين الدقة والانتباه، مشددا أن الإعلام أصبح في مكانة مهمة جدا لأن نسبة تلقينا للأخبار والمعلومات مرتبطة بالإعلام بغض النظر عن شكله سواء من وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام التقليدي؛ فلذلك أصبح للإعلام دور مهم في تجييش الرأي وتغيير الاتجاهات والأنماط والسلوكات، وكانت جامعة بيت لحم من الجامعات الرائدة التي انتبهت إلى هذا الجانب.

وأضاف أن برنامج الإعلام التفاعلي في جامعة بيت لحم فيه 91 ساعة معتمدة بـ 30 مساقا، وهذه المساقات تتنوع في أشكال مختلفة، جزء منها يتعلق بإنتاج الصوت والصوت، حيث الطالب يستطيع أن يكون منتجا صوتيا، ثم بعد ذلك أن يكون مذيعا ويؤدي أداءات إذاعية مختلفة، ودبلجة أيضا، جزء يتعلق بالتصوير، تصوير الأفلام وتصوير الصور العادية، تصوير أفلام وثائقية وغير وثائقية، إنتاج محتوى صوتي بودكاست وغير ذلك، يستطيع الطالب أيضا عمل التصاميم الجرافيكية اللازمة والرسوم المتحركة الأنيميشن، كذلك يستطيع إدارة حملات توعوية، مشددا أن برنامج الإعلام التفاعلي يغلب عليها طابع العمل والتطبيق المباشر، بمعنى أن الطالب يجب أن يطبق ويمارس الخبرة في ميدان العمل خلال الدراسة.

وشدد الدكتور عيسى على ان برنامج الإعلام التفاعلي في الجامعة عقب تخريج فوجه الأول راجع كل خطط المساقات، ولاحظ أهمية تركيز البرنامج على بعض المساقات كمساق الناطق الإعلامي، والصحافة الاستقصائية، وصحافة البيانات، مشيرا إلى أن البرنامج يواكب جميع التطورات في الإعلام لدمجها في الإعلام التفاعلي لجامعة بيت لحم.

وأفاد أن برنامج الإعلام التفاعلي برز دوره من خلال توظيف وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة في نقل صورة حقيقية لروايتنا الفلسطينية، خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي نعمل فيها على إثبات الهوية وإثبات الرواية الفلسطينية دون تزييف ومبالغة، والإعلام التفاعلي فتح بابا واسعا للوصول إلى الفئات التي لا يمكن الوصول إليها، إلى جانب تعليم مساقات متعلقة بأخلاقيات المهنة؛ فالإعلام له أساسيات ومهارات يجب أن يتمكن منها الإعلامي، وبعيدا عن الهواية.

وأضاف أن طلبة الإعلام اليوم يواجهون تحديين مختلفيين أولهما: الظروف المالية الصعبة، وحاول برنامج الإعلام التفاعلي في الجامعة حل هذه المشكلة من خلال تقديم منح، وتحد آخر له علاقة بالصورة النمطية عن الإعلام كونها مهنة مخاطر، لكن الإعلام غير مرتبط بهذه الزاوية فقط وهو أوسع من ذلك بكثير.

وفي الختام وجه الدكتور عيسى شكره لراديو بيت لحم 2000، كونه أتاح الفرصة لطلبة برنامج الإعلام التفاعلي للتدريب والعمل والتعاون المشترك، مؤكدا على أهمية هذه الفرصة لبناء شراكات مع مؤسسات المجتمع المحلي ومع المؤسسات الإعلامية.

للمزيد من التفاصيل يمكنكم الاستماع للمقابلة في المقطع الصوتي أدناه: