بقلم: المحامي فريد الأطرش

"السكس" يعني الجنس، والجنس غريزة عند الإنسان والحيوان والنبات على ما أعتقد، معظمنا يحب الجنس، فهي غريزة، ويذهب الكثير إلى مشاهدة أفلام "سكس" أو صور "سكس"، وحتى حين نجتمع نحكي في "السكس"، لكن في العلن ممنوع وحرام وعيب، كثير من الجرائم التي تحدث سببها "السكس" منها ما ينكشف ومنها ما يتم الطبطبة عليها.

في جرائم ما يسمى بالشرف، الضحية عادة تكون المرأة، لأن المجتمع الذكوري الأبوي "السلطوي" المستقوي يرمي بالمسؤولية على جسد المرأة، لأنها بنظره هي الطرف الضعيف وهي مَن أغوته، وهي من يتم فض غشاء بكارتها وهي من تحمل ويظهر عليها مظهر ممارسة "السكس"، لذلك هي من تجلب العار، وهي من يجب أن تُقتل حتى يتم إخفاء الجريمة.

 أذكر حادثةً، أخٌ كان يمارس "السكس" مع اخته الصغيرة، وعندما كبُرَت وكاد ينفضح أمره قتلها بدافع الشرف، فالتُهم جاهزة والمنظومة الذكورية كذلك لمناصرته، أيضاً الأب الذي كان يعتدي جنسيا على ابنته أو على حفيدته أو ذلك الشاب الذي غرر في إحدى الفتيات ووعدها بالحُب والزواج، وقام بفِعلته وقال لها "زي ما شفتي خرفي" فتُقتل وهو يتفاخر بين أصدقائه كيف يستطيع بدهائه أن يوقع أي فتاة في شباكه.

قد يعتقد البعض أن هذه الجرائم لا تحدث في مجتمعنا، لا يا سادة يا "ذكور"، تحدث وأنتم تعلمون ذلك جيداً، ولكن كُلنا يعمل مثل النعامة كي لا نرى أو نسمع أو نُصدّق. نحن لا يحكمنا الدين أو الشرع أو القانون في موضوع "السكس" ما يحكمنا هو العادات والتقاليد البالية، أذكر مرّة قلت لرجل دين لو أن ابنتك عزباء وغلطت -بمعنى أنها مارست "السكس"- فماذا تصنع ؟ كانت إجابته "بقتلها"، تعجبت وقلت له: حرام الناس تصلي وراك ، فقال لي: أفكارك غربية ومستوردة، فرددت عليه: الله يقول ١٠٠ جلدة للذكر والأنثى فكيف تقتُل ؟ فسكت، وابنك إذا غلط، هل تقتله؟ أكيد لا! فهو رجل ويجوز له.

الرجل الشرقي يقبل لنفسه زوراً أن يخرج مع أنثى أو يتواصل معها عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي، ويحرم ذلك على اخته أو زوجته أو ابنته، وعندما تقوم هي بذلك يُعنّفها أو يقتلها. قد يتهم البعض مؤسسات المرأة أو حقوق الإنسان أنها تريد إفساد المجتمع ليُغطي على الكوارث التي تحدث نتيجة "السكس"، هذه المؤسسات التي تناضل من أجل حماية المرأة من العنف الذكوري، هذه المؤسسات التي فيها نساء مناضلات لا يقبلن بالظلم والقهر والاستعباد، ولا يقبلن بإشاعة الرذيلة كما يحاول البعض تشويهها، هذه المؤسسات التي تعمل على توعية النساء بحقوقهن وتحذرهن من مخاطر الانجرار وراء الرذيلة، وتوعية المجتمع من مخاطر الابتزاز، ومنهم كُثر من يرفعون ويرفعن لواء تربية الأطفال والأسرة على الأخلاق والقيم والدين ورفض الانحلال الأخلاقي والقيمي، ويدعون إلى تربية جيل لا يخاف، ومؤمن بقيم التسامح واحترام الآخر.

 يا سادة يا كرام، اعذروني على استخدام كلمة "سكس"، أعلم أنها "عيب" وحرام، ولكن من أجل أن نسمي الأمور بمسمياتها، وأن نعمل من أجل حماية النساء من العُنف والقتل، وأن نتقي الله، مقالي هذا لا يعني أنني أدافع عن من يرتكب الغلط أو أؤيده، أو أدعوا له كما سيحاول البعض اتهامي بذلك، فإنني إنسان مسلم ملتزم بأحكام الإسلام، وملتزم بمبادئ حقوق الإنسان العالمية، وإنني لا أُؤيد أي علاقة "سكسية" خارج إطار الزواج الذي أحلّه الله، ولا أدعو لذلك وأرفضه، ولكن إذا قام أحد بذلك فهو من يتحمّل عواقب فعله أمام الله وأمام القانون، سواء بقصد أو حتى إذا تعرض لاعتداء. الله سبحانه وتعالى يقول: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، إذا تحدثت من منطلق ديني . أعتقد أن علينا جميعا مسؤولية حماية المجتمع خاصة القاصرين والقاصرات، وتعويتهم بمخاطر إقامة أية علاقات أو التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن مخاطر الابتزاز.