بيت لحم 2000 - انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم الفارعة جنوب طوباس، مخلّفة دمارا واسعا في البنية التحتية.
واستمر اقتحام الاحتلال للمخيم نحو 10 ساعات متواصلة، إذ تخلله مداهمة للعديد من المنازل، واحتجاز عدد من المواطنين، كما أحدثت جرافات الاحتلال تدميرا واسعا في البنية التحتية وممتلكات المواطنين، بالإضافة إلى ارتكاب جنود الاحتلال انتهاكات بحق طواقم الإسعاف.
وأفاد مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة بأن قوات الاحتلال داهمت العديد من منازل المواطنين، واعتقلت واحتجزت عددا منهم، كما نفذت عمليات تحقيق ميداني مع أغلبيتهم قبل الإفراج عنهم لاحقا.
وأضاف أنه تم تسجيل حالة اعتقال للشاب ربيع زيد سرحان الذي لم يتم الإفراج عنه، حيث اقتاده الجنود معهم.
ونفذت قوات الاحتلال انتهاكات بحق طواقم الإسعاف خلال اقتحام المخيم، إذ أفادت مصادر في الهلال الأحمر بأن الاحتلال أطلق الرصاص الحي على نقطة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر داخل المخيم، وطالبت الطواقم والمتطوعين بإغلاق البؤرة والانسحاب منها.
وأكد مسعفون أن جنود الاحتلال عند اقتحامهم لنقطة الإسعاف في المخيم أطلقوا النار على الأرض عند أرجلهم وفوق رؤوسهم، وأجبروهم على إغلاق نقطة الإسعاف ومغادرتها.
فيما اعترض جنود الاحتلال إحدى مركبات الإسعاف وفتشوها وأوقفوها لمدة ساعة ونصف الساعة، وشتموا المسعفين اعتدوا عليهم بألفاظ نابية، واعتقلوا المسعف أحمد محمد عودة من داخلها حيث بقي محتجزا لحوالي 3 ساعات قبل الإفراج عنه.
كما شهد المخيم طيلة مدة اقتحامه انتشارا مكثفا للقناصة وقوات المشاة في أرجائه، كما كان الجنود يعملون على إطلاق الرصاص بشكل كثيف وعشوائي داخل المخيم.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المخيم، منتصف الليلة، من جهة حاجز الحمرا العسكري، بعدة دوريات عسكرية وبرفقة جرافتين إحداهما جرافة مجنزرة (D9)، وتمركزت على الشارع الرئيس المؤدي إلى المخيم لفترة من الوقت، حيث أحدثت أضرارا فيه قبل الدخول إلى المخيم واقتحامه.
وفي وقت سابق للاقتحام، نفذت طائرة مروحية عملية إنزال للجنود في محيط المخيم من الجهتين الشمالية والجنوبية.
يُذكر أن مخيم الفارعة يشهد منذ أكثر من عام اقتحامات متتالية ومتتابعة من قوات الاحتلال، كما تشهد مناطق محافظة طوباس كافة هذه الاقتحامات، وعادة يتخللها شهداء وجرحى، بالإضافة إلى الاعتقالات في صفوف المواطنين وعمليات التنكيل بهم، فضلا عن الانتهاكات بحق طواقم الإسعاف خلال عملهم.
وخلال عام واحد منذ بدء العدوان على قطاع غزة، استُشهد 65 مواطنا من محافظة طوباس خلال الاقتحامات المتكررة.