بيت لحم 2000 - أكدت صحف أمريكية شهيرة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شكل ولا يزال العقبة الأكبر أمام إحراز أي تقدم حقيقي في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى لإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز إن نتنياهو أفشل مرارا وتكرارا تفاهمات يجرى التوصل إليها في إطار مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد موافقة مفاوضيه عليها.
وذكرت الصحيفة أنه قبل أيام توجه رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي "دافيد بارنيا" إلى الدوحة لإجراء محادثات حول المبادرة الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة.
ممر فيلادلفيا عقبة رئيسية
وبحسب الصحيفة فقد تركزت المحادثات يوم الاثنين الماضي بين بارنيا ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على العقبة الرئيسية التي تحول دون التوصل إلى اتفاق: إصرار (إسرائيل) على الاحتفاظ بقواتها على شريط من الأرض على طول حدود غزة مع مصر، يُعرف باسم ممر فيلادلفيا. وقد أبدى بارنيا بصيصاً من الأمل.
وقد تمسك بارنيا بموقف نتنياهو بأن (إسرائيل) لن تسحب قواتها من الممر خلال المرحلة الأولى من الصفقة المكونة من ثلاث مراحل، لكنه أضاف أنه إذا نجح الاتفاق ودامت الهدنة لمدة ستة أسابيع، فإن (إسرائيل) ستكون “مستعدة لسحب قواتها من هناك”، وفقاً لدبلوماسي أُطلع على المحادثات.
وذكرت الصحيفة أنه تم اعتبار هذا تطوراً إيجابياً و”شيئاً يمكن للوسطاء العمل عليه”، وفقاً لما قاله الدبلوماسي.
وقد جرت هذه المحادثات بين بارنيا والقطريين في وقت تزايدت فيه الضغوط الشعبية على نتنياهو، بعد الإضراب العام في (إسرائيل)، للموافقة على اتفاق تبادل الأسرى بعد مقتل ستة أسرى.
وتبع الإضراب احتجاجات جماهيرية مساء الأحد، حيث كانت التظاهرات الأكبر منذ هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الذي أشعل الحرب، وخرج مئات الآلاف من الإسرائيليين للتعبير عن إحباطهم من رئيس الوزراء وحكومته اليمينية المتطرفة.
صدمة الوسطاء
مع ذلك، تلاشت الآمال في تحقيق اختراق سريعاً، كما حدث مراراً وتكراراً في الأشهر الماضية.
ففي وقت لاحق من يوم الاثنين، عقد نتنياهو مؤتمراً صحفياً مطولاً تعهد فيه بعدم “الاستسلام” من خلال الموافقة على اتفاق، ورفض مطالب المحتجين، وأكد مرة أخرى على ضرورة الاحتفاظ بالقوات في ممر فيلادلفيا.
وبحسب الصحيفة فإن تحدي نتنياهو للضغوط الداخلية والدولية المتزايدة للتوصل إلى اتفاق - وذلك بعد ساعات من محادثات بارنيا في الدوحة - أبرز التحديات التي يواجهها الوسطاء في محاولة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأبرزت الصحيفة أنه لا حماس، ولا مصر، وهي أحد الوسطاء الرئيسيين الآخرين، مستعدة لقبول اتفاق يبقي القوات الإسرائيلية في ممر الحدود الذي يبلغ طوله 14 كيلومتراً.
رسائل متناقضة
من جهتها كتبت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عنوانا بأن نتنياهو يربك محادثات وقف إطلاق النار في غزة برسائل متناقضة.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو أعلن رفض الانسحاب من حدود غزة ومصر، بينما أخبر كبير مفاوضيه الوسطاء أن الجيش سينسحب في نهاية المطاف.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرسائل المتناقضة لنتنياهو تربك الوسطاء في وقت حرج لجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب على غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي مطلع على المفاوضات إن نتنياهو يرسل إشارات مختلفة للمفاوضين والجمهور الإسرائيلي، مضيفا أن بارنيع كان محبطًا من هذا التناقض الواضح.
فيما قال مسؤول مصري سابق إن "الوضع في (إسرائيل) مشوش للغاية". وأكد أن الرسائل المتناقضة تصيب الوسطاء بالإحباط.
وأضاف المسؤول المصري السابق: "إنهم (الإسرائيليون) يريدون استغلال المرحلة الأولى من الاتفاق المحتمل لوقف إطلاق النار"، متوقعًا أن تتوقف (إسرائيل) عن تنفيذ المرحلة الثانية بعد استعادة أسراها.
ويعترف المسؤولون الأمريكيون بوجود شكوك حول ما إذا كان الإسرائيليون مهتمين بالمضي قدماً نحو وقف إطلاق نار دائم والمرحلة الثانية.
وأبرزت واشنطن بوست أن حالة عدم اليقين بشأن مصير وقف إطلاق النار يأتي في وقت يتعرض فيه نتنياهو لضغوط سياسية كبيرة من الجمهور الغاضب الذي يريد صفقة، ومن حلفائه اليمينيين الذين يرون في أي اتفاق استسلاماً لحماس والمقاومة.
وقال يائير لابيد، زعيم حزب يش عتيد، حزب المعارضة الوسطي، عبر منصة "إكس": "طالما أن هذه الحكومة موجودة، ستستمر الحرب. إنهاء الحرب في مصلحة (إسرائيل)".
وإذا أطاح شركاؤه في الائتلاف بالحكومة، فقد ينهي ذلك المسيرة السياسية لنتنياهو ويضعه في خطر قانوني محتمل حيث يواجه عدة محاكمات بتهم الفساد.