بيت لحم 2000 - وسط ترقب لرد إيران و"حزب الله" على اغتيال شكر وهنية، تصعد إسرائيل عملياتها العسكرية في جنوب لبنان، فيما عمدت، خلال الأيام الماضية، على ضم مناطق وقرى جديدة لنطاق القصف والاستهداف.

ويرى مراقبون أن نتنياهو ماضي في التصعيد، ولا حلول سياسية في الأفق، مؤكدين أن الحل الوحيد لوقف التصعيد على الجبهة اللبنانية، وقف العدوان على غزة، عبر إتمام صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب.

وطرح البعض تساؤلات بشأن التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان، وإلى مدى يمكن أن يصل، وما الحلول المطروحة لمنع الانزلاق إلى حرب شاملة في المنطقة.

وأطلع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، امس الخميس، رئيس لجنة الدفاع والداخلية والبلديات النائب جهاد الصمد، على الاستعدادات التي تقوم بها الحكومة لمواجهة التحديات في المواجهة المفتوحة مع الجيش الإسرائيلي.

وقال ميقاتي، في بيان حكومي، إن "الوضع حساس ودقيق والعدوان يجب أن يتوقف والطريقة الوحيدة لإيقافه هو أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة"، مؤكدا استمرار الجهود الدبلوماسية لعدم اتساع الحرب.

من جهته، قال الصمد إنه "في حصول حرب فإن أهم شيء هو عدم إغلاق مرفأ بيروت أو حصول حظر لكي لا يؤثر ذلك على الحركة اللوجستية".

و أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مهاجمته لأهداف وبنى تحتية استراتيجية تابعة لـ"حزب الله" جنوبي لبنان.

اعتبر داوود رمال، المحلل السياسي اللبناني، أن إسرائيل كل يوم توسع دائرة استهدافها، وتضم مناطق وبلدات وقرى جديدة إلى نطاق العمليات العسكرية، كما حدث بالأمس مع منطقة النبطية، التي قامت باستهدافها.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، نتنياهو ماض في عملية التصعيد العسكري، مستفيدا من الفترة الانتخابية الرئاسية التي دخلت بها الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن زيارته الأخيرة إلى واشنطن تمكن من الحصول على دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري لمواصلة عدوانه العسكري.

ويرى رمال أن المسألة والتصعيد ليس رهنًا للرد الإيراني، أو عمليات حزب الله، فأي كان هذا الرد سيلجأ نتنياهو إلى توسيع عملياته أكثر، واعتماد أسلوب تدميري مضاعف، لأنه لا يريد بأي شكل أن يذهب إلى حل وعملية وقف إطلاق نار مستدام في القطاع، تنسحب على الجبهة اللبنانية.

ويعتقد المحلل السياسي اللبناني، أن الأمور ستستمر على حالها الفترة المقبلة، مع مزيد من التصعيد، حتى انتهاء الانتخابات الأمريكية ومعرفة اسم الرئيس القادم، ونتنياهو يستفيد من هذا الوقت لأبعد الحدود، ويراهن على أن إيران وحزب الله لا يريدان توسعة الحرب وتحويلها لمعركة إقليمية، لذلك يمضي في الاستفزاز والتصعيد، ويبقى التساؤل هل تتدحرج الأمور إلى ما هو أسوأ، والإجابة أن مع نتنياهو علينا دائما توقع الأسوأ.

في السياق اعتبر ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، أن الأمور بين لبنان وإسرائيل مستمرة في التصعيد، وأن الحل الوحيد الذي يمكن أن ينزع فتيل الأزمة، كما أعلنت المقاومة في اليوم الأول من تدخلها لإسناد قطاع غزة، وقف المجازر الإسرائيلية على القطاع.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، في حال أوقفت إسرائيل الحرب على قطاع غزة، وقبلت بصفقة تبادل الأسرى والتوصل إلى هدنة، ستقف المعركة تباعا في جنوب لبنان.

وتابع: "سوى ذلك، نحن مستمرون في العمليات العسكرية، وعلى الأغلب سائرون إلى التصعيد، لا سيما وأن المقاومة حتى اللحظة لم تعلن عن أي علمية في إطار الرد على اغتيال القائد الجهادي الكبير شكر".

ويرى عوض أن التصعيد بين إسرائيل ولبنان، هو المسار الوحيد، وسيد الموقف، ومستقبل هذا الصراع، ما دام بنيامين نتنياهو ومن خلفه إسرائيل، لا يقبلون بهدنة، ولا يرغبون في وقف إطلاق النار، وإنهاء المذابح والعدوان على قطاع غزة.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أن سلاح الجو الإسرائيلي دمر منصة تابعة لحزب الله في منطقة سجد بجنوب لبنان أطلقت منها مسيرة ناحية هضبة الجولان السورية المحتلة من قبل.

وأوضحت الإذاعة على موقعها الإلكتروني أن الصواريخ والقذائف التي أطلقها حزب الله في وقت سابق  الأربعاء تسببت في اندلاع حريق في غابة بالقرب من مدينة صفد شمالي البلاد.

وفي السياق نفسه، أفادت الإذاعة الإسرائيلية، بأن "حزب الله" اللبناني يدير "حربا نفسية" على بلادها في الشمال، حيث نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن آفي إشكنازي، المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن هناك حربا نفسية تدار في منطقة الشمال، حيث يرسل حزب الله طائرات دون طيار لإثارة الرعب في نفوس المستوطنين بتلك المنطقة.