بيت لحم 2000 - تذرع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن المجزرة التي نفذها جيش الاحتلال في وقت سابق أمس في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، وأسفرت عن استشهاد 90 فلسطينيا نصفهم من الأطفال والنساء، وإصابة 300 آخرين، نفذت في إطار محاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، وقال نتنياهو إن الجانب الإسرائيلي غير متأكد من نجاح العملية.
جاء ذلك في تصريحات صدرت عن نتنياهو في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس السبت، في أعقاب التقارير الإسرائيلية عن اغتيال الضيف وقائد لواء خان يونس في كتائب القسام، رافع سلامة، في الهجوم الذي شنه الاحتلال وطوال خيام النازحين الفلسطينيين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية متواصلة منذ 281 يوما.
وخلال المؤتمر الصحافي، أعاد نتنياهو عرض تصوراته بشأن الحرب على قطاع غزة وكرر تصريحاته بأن الحرب ستتواصل حتى "النصر المطلق" على حركة حماس، وتحقيق أهداف الحرب المعلنة والمتمثلة بـ"القضاء على القدرات العسكرية لحماس وقدرة الحركة على الحكم، وإعادة الرهائن وضمان ألا يشكل قطاع غزة تهديدا لإسرائيل" في المستقبل، مدعيا أن إسرائيل تقترب من تحقيق هذا النصر.
وزعم نتنياهو أنه لم يتراجع عن مقترح تبادل الأسرى مع حركة حماس بموجب اتفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والذي كان قد طرحه الرئيس الأميركي، جو بايدن؛ وقال نتنياهو إنه متمسك ببنود هذا المقترح وإنه لن يسمح لحركة حماس بإجراء تعديلات عليه. وقال إن فرص التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن الإسرائيليين ستتحسن من خلال زيادة الضغط العسكري على حماس.
وشدد على أنه مستعد للمضي قدما لإبرام صفقة تضمن لإسرائيل مواصلة حربها على قطاع غزة حتى تحقيق أهدافها؛ وكرر "خطوطه الحمراء" في إطار المفاوضات مشددا على أن أي اتفاق محتمل يجب أن "يُمكّن إسرائيل من استئناف حربها على غزة، ويمنع تهريب السلاح إلى حركة حماس عبر الحدود المصرية، ويمنع المسلحين من العودة إلى شمالي قطاع غزة، ويتيح إعادة أكبر قدر من الرهائن الأحياء".
وقال نتنياهو إن الهجوم في المواصي "محمد الضيف ونائبه رافع سلامة، لكن حتى الآن لا توجد تأكيدات على مقتلهما". وأضاف "رغم ذلك فإننا سنصل إلى أي متهم بالمسؤولية عن أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر". وتابع "أمس (الجمعة) عرض علي جهاز الشاباك العملية في المواصي، وقد باركتها وصادقت عليها"، وهدد باغتيال جميع قادة حماس معتبرا أن دماءهم مهدورة.
وأضاف نتنياهو أن "تصفية قادة حماس تتيح التقدم نحو تحقيق جميع أهدافنا بنجاح. هذا الأمر يوجه رسالة ردع إلى جميع وكلاء إيران في المنطقة وإلى إيران نفسها". وتابع "منتصف ليل أمس (الجمعة)، حين عرض علي مسؤولو الشاباك تفاصيل العملية، أردت أن أعرف ثلاثة أمور: إذا كان هناك رهائن في الأنحاء، مقدار الأضرار الجانبية ونوع الذخائر المستعملة".
وقال نتنياهو "في الأسابيع الأخيرة، رصدنا ثغرات واضحة داخل حماس (...) وتساهم عملية اليوم في ذلك أيضا مهما كانت نتيجتها"، مشددا على ضروة مواصلة وتصعيد الضغط العسكري على الحركة في جميع أنحاء قطاع غزة، واتهم محمد الضيف بـ"تنظيم وتنفيذ مجزرة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر والعديد من الهجمات الأخرى".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ في منطقة خان يونس غارة استهدفت محمد الضيف ورافع سلامة. وأضاف أن "الضربة نفذت في منطقة مغلقة تديرها حماس، لم يكن فيها مدنيون بحسب معلوماتنا". لكنه اتهم في بيان سابق قادة حماس "بالاختباء بين المدنيين".
وردت حماس بأن "ادعاءات الاحتلال بشأن استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة... للتغطية على حجم المجزرة المروعة. ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية ويتبين كذبها لاحقًا".