بيت لحم 2000 - قالت وحدة العلاقات العامة والإعلام في محافظة القدس، اليوم الإثنين، إن 19 مواطنا استشهدوا في المحافظة خلال الربع الأول من العام الجاري، فيما اعتقلت قوات الاحتلال خلال الفترة ذاتها مئات المواطنين ونفذت عشرات عمليات الهدم والتجريف، إضافة إلى اقتحام آلاف المستعمرين المسجد الأقصى.
الشهداء والجثامين المحتجزة
وقالت المحافظة، في تقرير يغطي الربع الأول من العام الجاري، إن 19 شهيدا ارتقوا في محافظة القدس، من بينهم: 4 من خارج المحافظة، و8 أطفال أصغرهم طفلة لم تتجاوز 4 أعوام.
وأضاف التقرير أنه خلال الربع الأول من عام 2024 أعدمت قوات الاحتلال كلا من: محمد أبو عيد (32 عامًا) وزوجته ضحى أبو عيد (26 عامًا)، والطفلة رقية أبو داهوك (3 سنوات)، والطفل سليمان كنعان (17 عامًا)، والطفلة جنان أبو اسنينة في قطاع غزة، والطفل وديع عويسات (14 عامًا)، ومحمد خضور (19 عامًا)، والطفل محمد أبو اسنينة (16 عامًا)، وفادي جمجوم (40 عامًا)، ومحمد مناصرة (31 عامًا)، والطفل مصطفى أبو شلبك (16 عامًا)، والطفل رامي حمدان الحلحولي (13 عامًا)، والشاب زيد وارد شكري خلايفة (23 عامًا)، والطفل عبد الله مأمون حسن عساف (16 عامًا)، ومن خارج المحافظة ارتقى 4 شهداء على أرض القدس، هم: محمد زواهرة (26 عامًا)، وأحمد الوحش (31 عامًا)، ونزار حساسنة (34 عامًا)، والطفل مصطفى طالب (15 عامًا)، والأسير المحرر والمبعد إلى قطاع غزة زكريا نجيب.
ووفقا للتقرير، ما تزال سلطات الاحتلال حتى نهاية الربع الأول من 2024، تحتجز جثامين 40 شهيدًا مقدسيًا في ثلاجاتها ومقابر الأرقام.
اعتداءات المستعمرين
وأفاد التقرير بتزايد اعتداءات المستعمرين والمتطرفين اليهود على الفلسطينيين بشكل عام وعلى أهالي محافظة القدس بشكل خاص، وخلال الربع الأول من العام الجاري، رصدت محافظة القدس نحو 34 اعتداء للمستعمرين منها 5 اعتداءات بالإيذاء الجسدي.
الإصابات
كما رصدت محافظة القدس خلال الربع الأول من العام الجاري
الإصابات الناتجة عن استعمال الاحتلال القوة المفرطة ضد المقدسيين، إذ رصدت 42 إصابة نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح، بالإضافة إلى حالات الاختناق بالغاز.
الجرائم بحق المسجد الأقصى
وقالت المحافظة في تقريرها إنه في انتهاك واضح وصريح لقدسيّة المسجد الأقصى، استمرت اقتحامات المستعمرين خلال الربع الأول من العام 2024، إذ اقتحم المسجد 9894 مستعمرًا و6246 تحت مسمى "سياحة" من خلال الأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال والمسمى بالفترتين الصباحية والمسائية، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، أدّوا خلالها صلوات وطقوسًا تلمودية، وارتدوا الأزياء التنكرية خلال اقتحامهم المسجد في أيام ما يسمى عيد "المساخر".
وخلال الفترة التي يغطيها التقرير، واصلت سلطات الاحتلال حصارها المشدد للمسجد الأقصى، الذي فرضته منذ السابع من شهر تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، من خلال تقييد دخول المصلّين المسلمين إليه، إذ تتمركز قوات الاحتلال طوال الوقت على أبواب المسجد، وتضع السواتر الحديدية وتوقف الوافدين وتحاول عرقلة دخولهم إليه، وتمنع ذلك في كثير من الأوقات لا سيّما مع أوقات الصلاة.
وبالتزامن مع هذا المنع والقيود على دخول المسلمين إلى الأقصى، تتواصل اقتحامات المستعمرين إليه عبر باب المغاربة.
كما ضيّقت قوات الاحتلال على المصلّين خلال أيام الجمع، فواصلت فرض تقييدات على حرية العبادة ودخول المصلّين إلى الأقصى، ونصبت الحواجز على أبواب المسجد وعلى مداخل وطرقات البلدة القديمة والأحياء القريبة منها، واعتدت على المصلين في أكثر من مناسبة بالضرب والدفع والاعتقال، وبالرغم من محاولات الاحتلال منع إقامة الصلوات إلا أن المواطنين أدوا الصلاة في أقرب نقطة تمكنوا من الوصول إليها.
وفرضت سلطات الاحتلال، خلال الربع الأول من العام الجاري، قيودًا على أعداد المشاركين المسموح في "الجنازة -مرافقة الجثمان وحمله والصلاة عليه" داخل الأقصى-، إذ تم تحديد عدد الأشخاص المسموح لهم بالدخول بـ 10 أشخاص كحد أقصى.
ومع اقتراب شهر رمضان، حاولت سلطات الاحتلال الاستمرار في حصار المسجد، وفرض القيود على المصلّين، وذلك بتحديد أعمار من يتمكنون من دخوله من المصلين من القدس وداخل اراضي عام 1948، إلا أن هذه المحاولات فشلت فلم يتم فرض قيود على المصلّين من القدس وداخل أراضي عام 1948، لكنّ الاحتلال حرم المصلّين من باقي الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد الأقصى إلا عبر قيود، منها العمر إذ تم تحديد عمر الرجال فوق 55 عامًا والنساء فوق 50 عامًا، وإصدار تصاريح خاصة للصلاة تنتهي في الساعة الخامسة مساء، يجبر بعدها المصلي على مغادرة القدس قبل أداء صلاة المغرب وصلاتي العشاء والتراويح.
وخلال شهر رمضان، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد القبلي أكثر من مرة، وأخرجت المعتكفين منه ولا سيّما في الأيام التي سبقت وتزامنت مع ما يسمّى عيد "المساخر".
جرائم بحق المسيحيين
وفقا للتقرير، تواصلت انتهاكات سلطات الاحتلال واعتداءات المستعمرين بحق المقدسات المسيحية والمسيحيين في القدس المحتلة، وخلال الربع الأول من العام 2024 جرى رصد عدد من الاعتداءات على أماكن ومقدسات مسيحية.
ففي 3 شباط، هاجم مستعمِرون راهبا ألمانيا وهو رجل الدين الأب "نيقوديموس شنابل"، رئيس الرهبان البندكتان في الأرض المقدسة، واعتدوا عليه بالبصق وشتم السيد المسيح عليه السلام، وذلك خلال سيره في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
وخلال آذار، حرم الاحتلال الآلاف من المسيحيين هذا العام من الوصول إلى القدس لإحياء عيد الفصح المجيد وفق التقويم الغربي، وعيد "أحد الشعانين" ومسيرة درب الآلام والجمعة العظيمة وسبت النور والمشاركة في الطقوس الدينية، إذ رفض الاحتلال إصدار تصاريح دخول إلى القدس للفلسطينيين المسيحيين من سكان الضفة الغربية إلا بأعداد محدودة وشروط مقيّدة.
واعتاد أبناء شعبنا المسيحيون في كل عام الاحتفال في قلب مدينة القدس، حيث يتجمعون من كل محافظات الوطن باستثناء الفلسطينيين المسيحيين في قطاع غزة، الذين تحرمهم سلطات الاحتلال من الوصول للقدس في كافة الأعياد المسيحية، رغم رمزية المدينة وأهميتها.
استهداف شخصيات وطنية وإسلامية
وقال التقرير إنه في ظل حكومة اليمين المتطرف التي يقودها مستعمرون، تواصل سلطات الاحتلال محاولاتها فرض السيادة على القدس ومقدساتها بهدف فرض واقع جديد، وتستمر في سياستها العنصرية بحق الرموز الوطنية المقدسية وعلى رأسها محافظ القدس عدنان غيث، الذي يفرض عليه الاحتلال قرارًا بالحبس المنزلي المفتوح في منزله منذ الرابع من آب عام 2022 دون تحديد فترة زمنية للقرار.
ففي 14 كانون الثاني، سلمت مخابرات الاحتلال المحافظ غيث قرارا بنية حكومة الاحتلال تجديد قرارها السابق الخاص بإبعاده عن الضفة الغربية، وفي 4 شباط جدّدت سلطات الاحتلال للمحافظ غيث قرار منع دخوله إلى الضفة للعام الخامس على التوالي، وذلك عقب استدعائه للتحقيق.
كما واصلت قوات الاحتلال استهدافها لثلة من الشخصيات الوطنية والإسلامية خلال الربع الأول من العام 2024، ومنهم: أمين سر حركة "فتح" في القدس المحتلة شادي المطور، والشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية في القدس، والشيخ المقدسي يوسف مخارزة، والأسير المقدسي ماجد الجعبة.
اعتقالات
وخلال الربع الأول من العام 2024، رصدت محافظة القدس 461 حالة اعتقال في كافة مناطق المحافظة ، من بينهم 34 طفلا و 26 سيدة.
قرارات محاكم الاحتلال
وجاء في التقرير إن محاكم الاحتلال تفرض بحق المعتقلين قرارات مجحفة، تعددت بين إصدار أحكام بالسجن الفعلي، والحبس المنزلي، بالإضافة إلى قرارات إبعاد وغرامات مالية باهظة، ومنهم من أصدرت محكمة الاحتلال بحقهم قرارات منع سفر، بالإضافة إلى تمديد اعتقال عدد كبير من المعتقلين لأشهر طويلة وربما لسنوات، دون توجيه تهم واضحة بحقهم.
ورصد التقرير إصدار محاكم الاحتلال العنصرية 77 حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بينها 58 حكمًا بالاعتقال الإداري "أي دون تحديد تهمة لهم بشكل واضح".
ومن أعلى الأحكام التي أصدرتها سلطات الاحتلال خلال الربع الأول الحكم الصادر بحق الأسير محمد حلاوة، بالسجن الفعلي لمدة 78 شهرًا (6 سنوات) وغرامة 2000 شيقل.
وقال التقرير إن الحبس المنزلي أصبح سيفًا مسلطًا على رقاب المقدسيين، والذي يتمثل بفرض أحكام من قبل محكمة الاحتلال تقضي بمكوث الشخص فترات محددة داخل المنزل بشكل قسري، ما جعل من بيوت المقدسيين سجونًا لهم، فهو يقيد المحكوم وكفلاءه، ويخلق حالة من التوتر الدائم وضغوط من الناحية النفسية والاجتماعية، وجرى رصد 16 قرارًا بالحبس المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال خلال الربع الأول من العام 2024.
كما واصلت سلطات الاحتلال اتخاذ قرارات كوسيلة لقمع التواجد الفلسطيني في المسجد الأقصى والبلدة القديمة وباب العمود، وغيرها من الأحياء المستهدفة، إذ أصدرت 39 قرارًا بالإبعاد، 24 منها بالإبعاد عن المسجد الأقصى خلال الربع الأول من العام الجاري.
كما أصدرت سلطات الاحتلال جملة من قرارات منع السفر بذرائع أمنية، وخلال شهر كانون الثاني تم رصد تجديد قرار منع السفر بحق المقدسية هنادي الحلواني.
وخلال شباط تم رصد قرار واحد بالمنع من السفر بحق المقدسية خديجة خويص، وخلال آذار مددت قوات الاحتلال منع السفر بحق خويص حتى 18 آب المقبل، ومددت إبعادها عن الضفة الغربية حتى 19 أيلول المقبل، وذلك عقب استدعائها للتحقيق.
عمليات هدم وتجريف
كما وصلت سلطات الاحتلال انتهاج سياسة هدم منازل المواطنين في القدس المحتلة، والتي تأتي في سياق الإجراء العقابي والتهجير القسري والتطهير العرقي للمواطنين، وتهويد و"أسرلة" المدينة المحتلة، التي تبررها سلطات الاحتلال بإقامتها دون ترخيص، بالرغم من ندرة منح موافقة على التراخيص اللازمة لبناء منازل المقدسيين.
وخلال الربع الأول من العام 2024، بلغ عدد عمليات الهدم في محافظة القدس 68 عملية هدم وتجريف، منها 25 عمليات هدم ذاتي قسري، و35 عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال، بالإضافة إلى 8 عمليات تجريف.
فقد سلمت سلطات الاحتلال خلال الربع الأول من العام الجاري عددا من إخطارات الهدم في مختلف أنحاء محافظة القدس، كان أخرها خلال شهر آذار، إذ أخطرت بلدية الاحتلال بهدم نادي سلوان الرياضي بالقدس المحتلة.
كما سلّمت قوات الاحتلال إخطارات هدم لعدد من المحال والمنشآت التجارية في بلدة حزما بالقدس المحتلة.
انتهاكات ضد المؤسسات المقدسية
وقال التقرير إن الاحتلال يواصل سياسة إغلاق المؤسسات العاملة في القدس، وقمع الفعاليات التي تثبت وجود وصمود المقدسي في المدينة المحتلة.
ومن أبرز هذه الاعتداءات خلال الربع الأول من العام 2024، استهداف المؤسسات التعليمية والطلبة المقدسيين ومحاربة المنهاج الفلسطيني، والاعتداء على الأماكن الدينية وطمس معالمها، وتوجيه خطاب التحريض والكراهية، والتحريض على المؤسسات الدولية في القدس (أونروا)، والانتهاكات ضد المؤسسات الثقافية، والاعتداءات بحق الصحفيين.
مشاريع استعمارية
وفي إطار سعيها الدؤوب والمتسارع بشكل جنوني إلى فرض واقع جديد على مدينة القدس المحتلة وتهويدها من خلال تنفيذ مشاريع استعمارية خطيرة، وخلال الربع الأول من العام 2024، صادقت سلطات الاحتلال على 11 مشروعا استيطانيا جديدا، بالإضافة إلى الشروع بتنفيذ أكثر من 6 مشاريع تمت المصادقة عليها في وقت سابق، كما أنهت العمل على أحد المشاريع خلال شهر آذار من العام 2024، وهو تحويل أرض فلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة إلى موقف مركبات للمستوطنين.