بيت لحم 2000 - شن وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، اليوم الإثنين، هجوما حادا على السلطات المصرية، وحملها مسؤولية كبيرة عن هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الأمر الذي رفضته القاهرة "جملة وتفصيلا"، واصفة تصريحات سموتريتش بـ"المشينة".

وفي اجتماع لكتلة حزب "الصهيونية الدينية"، ادعى سموتريتش أن عملية تسليح حماس تمت بواسطة عمليات تهريب أسلحة عبر الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر؛ الأمر الذي رفضته القاهرة، على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، الذي شدد على أن مصر "تسيطر بشكل كامل على أراضيها".

وطالب سموتريش، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بألا يوافق على إرسال وفد أمني رفيع إلى القاهرة لإجراء محادثات حول صفقة تبادل أسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، وقال إن "تسليح حماس مر إلى حد كبير عبر مصر". وأضاف أن "المصريين يتحملون مسؤولية كبيرة عما حدث يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر".

وقال سموتريتش: "بدلاً من إرسال رئيس الشاباك، رونين بار، إلى القاهرة لإجراء محادثات مع العدو النازي (وفق تعبيره)، يجب الاستمرار في إرساله إلى رفح مع رجاله ومع جنود الجيش الإسرائيلي لتدمير حماس وقتل قادتها وجميع مخربيها، على غرار الليلة الماضية"، في إشارة إلى العملية العسكرية لإعادة أسيرين إسرائيليين من رفح.

وتابع "عوضا أن إرسال رئيس الموساد، دافيد برنياع، إلى قطر، يجب إرساله لاغتيال قادة حماس في جميع أنحاء العالم".

وقال إن الرد على حماس ومطالبها الوهمية (في ما يتعلق بملاحظات الحركة على مقترح باريس الرامي للتوصل إلى هدنة في غزة وصفقة تبادل بين حماس والاحتلال) سيكون في رفح بواسطة طائرات سلاح الجو والدبابات وقوات المشاة والمظليين".

"تصريحات وزير المالية الإسرائيلي تحريضية وغير مقبولة"

وفي رد على سموترتيش، صرّح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيد، بأنه "من المؤسف والمشين أن يستمر وزير المالية الإسرائيلي، سموتريتش، في إطلاق تصريحات غير مسئولة وتحريضية، ولا تكشف إلا عن نهم للقتل والتدمير، وتخريب لأية محاولة لاحتواء الأزمة في قطاع غزة".

واعتبر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أن "مثل تلك التصريحات غير مقبولة جملة وتفصيلاً، حيث تسيطر مصر بشكل كامل على أراضيها، ولا تسمح لأي طرف بأن يقحم اسم مصر في أية محاولة فاشلة لتبرير قصور أدائه".

بدوره، علق وزير الخارجية المصري، سامح شكري، حول ما تردد في وسائل الإعلام عن إمكانية تعليق مصر لاتفاقية السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، إذا ما أقدم الأخير على اجتياح رفح التي تعج بأكثر من 1.7 مليون عزيّ نزح 1.3 مليون منهم من شمالي ووسط القطاع المحاصر.

وقال شكري، في مؤتمر صحافي عقده مع نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية السلوفينية، تانيا فايون، إنه "استمعت لبعض التعليقات المنسوبة لمصادر غير رسمية في الإعلام حول هذا الموضوع"، وتابع "لقد حافظت مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل على مدار الـ40 عامًا الماضية، والتي تم بموجبها إقامة العلاقات بين البلدين".

وأضاف "دائمًا ما تحافظ مصر على التزاماتها ما دام الأمر تبادليًا بين الطرفين... ولذلك سأستبعد أي تعليقات تم الإدلاء بها في هذا الشأن".

والسبت الماضي، حذرت القاهرة، من تطورات الأوضاع في رفح جنوبي قطاع غزة، مؤكدة أنها تنذر بتدهور الأوضاع في القطاع، وتداعيات وخيمة، مع تهديد الاحتلال بشن عملية عسكرية بالمدينة المتاخمة للحدود المصرية.

وشهدت رفح، فجر الإثنين، ليلة دامية، راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى إثر غارات إسرائيلية عنيفة، واشتباكات بين المقاتلين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي شمال غرب المدينة المكتظة بالنازحين، في تجاهل إسرائيلي واضح للتحذيرات الدولية.

المصدر: عرب 48.