بيت لحم 2000 - استشهد المعتقل الإداري محمد أحمد راتب الصبار (21 عاما) من بلدة الظاهرية جنوب الخليل، ما يرفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى (245).
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، نبأ استشهاد الشاب الصبار وهو معتقل منذ شهر أيار/ مايو 2022، وكان آخر أمر إداري صدر بحقّه في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، لمدة أربعة أشهر.
والشهيد الصبار هو الثامن في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على شعبنا في 7 تشرين الأول/ اكتوبر، والشهداء هم: عمر دراغمة واستشهد في 23 تشرين الأول/ اكتوبر، وعرفات حمدان في 24 تشرين الأول/ اكتوبر، وماجد زقول في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر، وعبد الرحمن مرعي في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، وثائر أبو عصب في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، وعبد الرحمن البحش بتاريخ 1 كانون الثاني/ يناير 2024، إضافة إلى وجود شهيد لم تعرف هويته بعد.
وقال مراسلنا إن الشهيد الصبار استشهد نتيجة الإهمال الطبي في مستشفى "هداسا" بعد نقله إليه من معتقل "عوفر" بسبب معاناته من مضاعفات مرض يعاني منه في الأمعاء ناجم عن تشوهات خلقية، حيث كان يحتاج لنوع معين من الأدوية لكن سلطات الاحتلال منعته عنه، وهو ما أكدته الهيئة والنادي.
وأضافتا أن الصبار هو الابن الأصغر لعائلة المكونة من 7 أفراد، حيث له ثلاث أخوات وشقيق أكبر منه، علما أن هذا هو الاعتقال الأول له.
وأوضحتا أن الاحتلال نفذ جريمتين بحق الشهيد الصبار، الأولى باستمرار اعتقاله الإداري التعسفي تحت ذريعة وجود "ملف سري"، وبتنفيذ جريمة طبية بحقه وحرمانه من العلاج، فالصبار وقبل اعتقاله كان يعاني من مشكلة خُلقية في المعدة والأمعاء، وكان يتلقى علاجا ودواء بانتظام وطعاما خاصا، وبعد اعتقاله، نفذت معتقلات الاحتلال بحقه جريمة طبية بحرمانه من العلاج، وتضاعفت الجريمة بعد 7 أكتوبر، بحرمانه من الحد الأدنى من العلاج.
وبينت الهيئة والنادي، أن أعداد المعتقلين المرضى في المعتقلات تضاعف بعد 7 أكتوبر جراء الحرمان المضاعف من العلاج بهدف قتلهم، إلى جانب جرائم التعذيب والتنكيل وسياسة التجويع التي ضاعفت من معاناة المعتقلين بشكل غير مسبوق، وأثرت بشكل مباشر على مصير المرضى منهم، عدا عن البرد القارس والاكتظاظ الكبير، في ظل عدم توفير ملابس كافية أو أية وسائل تدفئة، أو حتى أغطية لهم.
وقالتا إن غالبية المعتقلين اليوم في المعتقلات يعانون من أمراض ومشاكل صحية، جراء الظروف الخطيرة والإجراءات الانتقامية الممنهجة التي فرضتها إدارة المعتقلات عليهم بعد 7 أكتوبر.
وحملت الهيئة والنادي، إدارة معتقلات الاحتلال كامل المسؤولية عن استشهاد المعتقل الصبار، وعن مصير كافة المعتقلين.
واعتبرت الهيئة والنادي أن الجريمة التي نُفذت بحق المعتقل الصبار تأتي في إطار العدوان الشامل والإبادة الجماعية في غزة، وعمليات القتل الممنهجة التي ينفذها الاحتلال بقرار بحق المعتقلين في معتقلاته، وفي ظل حكومة كانت قد سعت إلى سن قانون الإعدام بحقهم، إلى جانب مجموعة من معتقلي غزة الذي كشف إعلام الاحتلال عن استشهادهم في معسكر "سديه تيمان"، ولم يكشف عن هويتهم، واعترافه بإعدام أحد المعتقلين، ومن المرجح أن يكون هناك آخرين من معتقلي غزة استشهدوا جراء عمليات التعذيب والإعدامات الميدانية.
وطالبت الهيئة والنادي مجددًا المنظومة الحقوقية الدولية بكافة مستوياتها إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حقيقية وملموسة لوضع حد لمستوى الجرائم الوحشية التي ينفذها الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين، الذين يتعرضون لعمليات قتل ممنهجة، ومتعمدة عبر جملة من السياسات والأدوات التي تصاعدت وتيرتها بشكل كبير وغير مسبوق بعد السابع من أكتوبر.
ويبلغ عدد المعتقلين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي اليوم أكثر من 9 آلاف، منهم 3484 معتقلا إداريا، فيما كان عدد المعتقلين قبل 7 أكتوبر أكثر من 5250، والإداريين نحو 1320.