بيت لحم 2000 - قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، إن الاحتلال الإسرائيلي في طريقه لانتصار مُطلَق خلال شهور، مكررا أن الضغط العسكري هو الذي سيقود إلى استعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع؛ كما أكّد الإيعاز للجيش بالاستعداد لشنّ هجوم في رفح، جنوبي القطاع.
وقال وزير الخارجية الأميركيّ، أنتوني بلينكن: "هناك أمور لم يتمّ قبولها في ردّ حماس على المقترح"، بدون أن يوضح طبيعتها. وفي حين أشار إلى أن "هناك أمورا غير مشجعة في رد حماس"، ذكر أن ردّ الحركة "يخلق مجالا للتوصل إلى اتفاق".
وأضاف: "هذه زيارتي الخامسة للمنطقة للتشاور مع الشركاء من أجل إطلاق جميع الأسرى المتبقين". مشيرا إلى أنه ناقش "مع الحكومة الإسرائيلية رد حماس على المقترحات وهناك مساحة للتوصل إلى اتفاق".
وقال بلينكن: "هناك مئات الآلاف يعانون من المجاعة في غزة ولا يزال القتل مستمرا".
وتابع: "أكدت أكثر من مرة على ضرورة حماية المدنيين خلال المعارك في غزة والدفع بمزيد من المساعدات".
وقال بلينكن: "نجري عملية تقييم في شمالي غزة بهدف إدخال مزيد من المساعدات.... أبلغت قادة إسرائيل بأن العدد اليومي للقتلى والجرحى في غزة لا يزال مرتفعا للغاية".
وحثّّ السلطة الفلسطينية على "إجراء مزيد من الإصلاحات". وأضاف: "أبديت لنتنياهو قلقي بشأن تصريحات لوزرائه قد تؤثر على الأمن في إسرائيل".
وتابع بلينكن: "بحثنا الرد من قبل حماس وهناك أمور لا يمكن قبولها، لكننا نجد فرصة في الرد من أجل المضي بالمفاوضات".
وفي ما يبدو تمهيدا لهجوم وشيك في رفح، قال بلينكن إن "أي عملية إسرائيلية يجب أن تضع المدنيين في اعتبارها خصوصا في حالة رفح حيث يتجمع النازحون".
ويأتي تأكيد نتنياهو أن الاحتلال الإسرائيلي سيشنّ هجوما على رفح، فيما كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد حذّر في وقت سابق اليوم، من هجوم إسرائيليّ بريّ على رفح، ومن "تداعيات إقليمية لا تُحصى"، لهجوم إسرائيلي بريّ محتمَل على المدينة التي تضيق بمئات آلاف النازحين في جنوبي القطاع، عند الحدود مع مصر.
وذكر نتنياهو في خطاب متلفَز، أن "الرضوخ لمطالب حماس، لن يؤدي إلى تحرير المختطَفين". وقال: "نحن في طريقنا إلى النصر الكامل، وهو في المتناوَل؛ إنها ليست مسألة سنوات بل أشهر".
وتابع نتنياهو: "الجيش الإسرائيلي يتقدّم بشكل منهجيّ، لتحقيق جميع الأهداف القتالية التي حدّدناها"، مضيفا أنه "منذ البداية عقدت العزم على أن النصر الشامل هو هدفنا ولن نرضى بأقلّ من ذلك".
وأشار إلى ما يُطلَق عليه بـ"اليوم التالي"، وقال إن "’اليوم التالي’ هو اليوم التالي لحماس. وبعد أن نسقِط حماس، سنضمن أن تكون غزة منزوعة السلاح بالكامل، وهناك قوة واحدة فقط يمكنها ضمان نزع السلاح؛ دولة إسرائيل".
وقال نتنياهو: "لقد أصدرنا تعليماتنا للجيش الإسرائيلي بالعمل في رفح أيضًا... آخر معاقل حماس". وزعم أن "الجيش الإسرائيلي سيتيح للسكان المرور الآمن وفقًا للقانون الدوليّ".
وأضاف نتنياهو: "سنستمر حتى النهاية في تدمير الأنفاق. ليس هناك حلّ آخر سوى النصر المطلَق"، مشيرا إلى أنه "إذا سيطرت حماس على غزة، فإن المذبحة القادمة ستكون مجرّد مسألة وقت. وفي النهاية، فإن القضاء على حماس (سيفيد) الشرق الأوسط بأكمله، وسيتيح لدائرة السلام التوسُّع".
وذكر نتنياهو أنه أبلغ وزير الخارجية الأميركيّ، أنتوني بلينكن إن إسرائيل "على مسافة قريبة من النصر المطلَق الذي سيكون للعالم الحرّ بأكمله، وليس لإسرائيل فقط"، على حدّ قوله.
وفي وقت سابق الأربعاء، أوردت وسائل إعلام إسرائيلية، أن بلينكن قال لنتنياهو ولوزير أمنه يوآف غالانت، أن واشنطن قلقة إزاء عمليّة عسكريّة بريّة مُحتملة في رفح.
وبحسب بيان صدر عنه، فقد أبلغ غالانت بلينكن، أن "ردّ حماس تمت صياغته بحيث ترفضه إسرائيل"، مضيفا أن "موقفهم (قادة الحركة) سيؤدي إلى استمرار الحرب، و(توجّه) قوّاتنا إلى أماكن أخرى في غزة، قريبًا".
وأضاف نتنياهو موجّها كلامه لعائلات الرهائن المحتجزين في غزة: "أحباؤكم يقفون أمام أعيننا دائمًا. قلبي ممزّق، ونحن لا نتوقف لحظة عن العمل من أجل إطلاق سراحهم"، عادّا أن "استمرار الضغط العسكري شرط ضروري من أجل إطلاق سراحهم".
وشدّد على أن "الرضوخ لحماس سيؤدي إلى كارثة كبيرة لا أحد من مواطنينا على استعداد تقبّلها"، مضيفا أن "’اليوم التالي’، هو بعد حماس؛ ليس جزءا من حماس، وليس نصفها، بل حماس كلها".
المصدر: عرب 48.