بيت لحم 2000 - ببادرة من دار الكتب الوطنية التونسية، يتواصل تنظيم معرض "فلسطين في أرصدة دار الكتب الوطنية" يضم وثائق تاريخية ومخطوطات وكتبا عن فلسطين وشعبها، ابتداء من القرن السادس عشر، "لإماطة اللثام عن التعتيم عبر التذكير بتاريخ فلسطين".
ودار الكتب الوطنية مكتبة رسمية تضم أكبر رصيد من الكتب والوثائق التاريخية في تونس. والمعرض انطلق في 10 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، ويستمر حتى 6 يناير/ كانون الثاني المقبل.
والهدف من هذا المعرض، وفقاً لمدير عام دار الكتب الوطنية خالد كشير، هو "التأكيد على عراقة فلسطين وأصالتها وطناً وشعباً وتاريخاً وثقافة".
وأضاف كشير في حديثه لـ"العربي الجديد": "افتتحنا المعرض في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنتهك يومياً منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في قطاع غزة وكل الأراضي الفلسطينية حيث يتعرض الفلسطينيون إلى عملية إبادة وتشريد أمام أنظار العالم".
وبيّن أن المعرض "يضم وثائق تعرض لأول مرة، منها مخطوطان للإدريس وابن الجوزي، وطبعات حجرية لكتب الرحالة الأوروبيين منذ أواخر القرن السادس عشر ميلادي، وصحف صادرة في فلسطين وتونس منذ النصف الأول من القرن العشرين، إلى جانب كتب طرحت خارج تونس وداخلها، وهي تبين مدى متانة الارتباط بين فلسطين وتونس، بفضل العلاقات المميزة منذ ثلاثينيات القرن العشرين بين الشيخين عبد العزيز الثعالبي التونسي وأمين الحسيني مفتي الديار الفلسطينية".
وكانت دار الكتب الوطنية ذكرت أنها تحاول، عبر المعرض، "إبراز التقابل شبه المطلق بين المصادر الأوروبية والمصادر العربية، وهو تقابل يبلغ درجة التناقض".
وأوضحت أنها "تعرض كتباً تعود إلى عصر النهضة والأنوار، ألّفها رحّالة أوروبيون زاروا المشرق وفلسطين بأمر من حُكَّامِهم في إطار محاولات اكتشاف الشرق، وهي مرحلة آلت مثلاً إلى الحملة الفرنسية على مصر، كسابقة رسمت أهداف حركة التوسع الاستعماري، والتي من تبعاتها احتدام الصراعات حتى الحربين العالميتين، ثم إقرار السلام والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تزامن مع الإعلان الرسمي لاحتلال فلسطين سنة 1948، وهي مفارقة-معضلة يعيش ويلاتها الفلسطينيون إلى اليوم".
ولفتت إلى عرضها "ردود فعل العرب والمسلمين في الصحافة والكتب المتنوعة دفاعاً عن فلسطين وحقوق شعبها المسلوبة، حتى عام النكبة"، إضافة إلى "عينات من الدراسات والنشريات السياسية التي تناولت الواقع الفلسطيني بعد الاحتلال ومختلف أوجه المقاومة سياسياً وثقافياً واجتماعياً"، مع محافظتها على "المحور المركزي في اختيار الوثائق، وهو العلاقات التونسية-الفلسطينية".