بيت لحم 2000 - عزل مجلس النواب الأميركي، الليلة، رئيسه الجمهوري كيفن ماكارثي في سابقة في تاريخ الولايات المتحدة تجسّد مدى الانقسامات التي يعاني منها الحزب الجمهوري.
وللمرة الأولى في تاريخه الممتدّ منذ 234 سنة، صوّت مجلس النواب بأغلبية 216 صوتا مقابل 210 لصالح مذكرة طرحها الجناح المتشدّد في الحزب الجمهوري تنص على اعتبار "منصب رئيس مجلس النواب شاغراً"، في خطوة تشرّع الباب أمام منافسة غير مسبوقة لخلافة ماكارثي قبل عام من الانتخابات الرئاسية.
وأثار مكارثي حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه نهاية الأسبوع الماضي، عندما تعاون مع الديمقراطيين لتمرير اتفاق مؤقت بشأن الموازنة لتجنّب إغلاق حكومي.
وقاد التحرّك للإطاحة بمكارثي، عضو الكونغرس مات غايتس، الذي لطالما كان مناهضا لمكارثي. وقدّم الإثنين مذكرة لـ"إخلاء منصب رئيس مجلس النواب"، ما أفضى إلى التصويت المقرر الليلة.
وعقب الإطاحة بمكارثي قال غيتس إن "مكارثي انتهك الاتفاقات التي عقدها معنا في كانون الثاني/ يناير الماضي".
وأضاف أن مكارثي تسبب في شلل مجلس النواب، ولم ينظر في مشاريع قوانين المخصصات المالية".
وتجبر الخطوة الديمقراطيين على اتّخاذ قرار بشأن إن كان عليهم إنقاذ رئيس المجلس الذي قضى جل ولايته في معارضة أجندتهم، فيما يدعم الرئيس السابق، دونالد ترامب، وفتح مؤخرا تحقيقا يرمي لعزل الرئيس جو بايدن.
وفي نهاية المطاف، شجّع زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، الديمقراطيين على الإطاحة بماكارثي، منتقدا في الوقت ذاته النواب اليمينيين الذين يصفهم بأنهم "متطرفو ماغا" (MAGA)، في إشارة إلى حركة ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" (Make America Great Again).
وقال جيفريز، في رسالة لزملائه: "نظرا إلى عدم رغبتهم في التخلي عن تطرف MAGA بشكل حقيقي وشامل، فستصوّت قيادة مجلس النواب الديمقراطية بـ‘نعم‘ على الإجراء الجمهوري القائم لإخلاء منصب رئيس المجلس".
ويحق لجميع أعضاء مجلس النواب الإدلاء بأصواتهم. ونظرا للغالبية الضئيلة التي يتمتع بها الجمهوريين، فلا يمكن لمكارثي خسارة غير أربعة أصوات في حال حضر جميع الأعضاء وصوّت الديمقراطيون ضدّه.
ورغم صعوبة وضعه، أصرّ مكارثي على أن لديه ما يكفي من الأصوات للمحافظة على منصبه. وقال للصحافيين في كابيتول هيل: "أنا واثق من بقائي".
لكن غايتس يشدد على أنه واثق من توفر الأصوات الجمهورية الخمسة التي يحتاجها لإزاحة ماكارثي، طالما أن الديمقراطيين لم يتدخلوا لإنقاذه.
وقال النائب عن فلوريدا: "لديّ ما يكفي من الجمهوريين لحدوث أمرين الأسبوع المقبل: إما أن كيفن مكارثي لن يكون رئيسا للمجلس أو أنه سيكون رئيسا للمجلس يعمل لخدمة الديمقراطيين".
وتأتي المعركة الأخيرة في الكونغرس بعد يومين على إقرار مجلسي النواب والشيوخ إجراء لتجنّب إغلاق حكومي مكلف، بأغلبية كبيرة من الحزبين في كلا المجلسين، عبر تمديد التمويل الفيدرالي حتى منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر.