بيت لحم 2000 - أجرى وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، محادثة مع وزير الدفاع الأميركيّ، لويد أوستن، بشأن عدوان جيش الاحتلال الإسرائيليّ عل جنين ومخيمها، اللذين، أفاد تقرير صحافيّ، بأن جيش الاحتلال، قد استخدم خلال العدوان عليهما، طائرات مسيّرة انتحاريّة، عدّة مرات.

جاء ذلك بحسب بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية، قبيل انتصاف ليل الخميس.

وذكر البيان أن "وزير الأمن، يوآف غالانت، تحدّث مساء الخميس مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن"، مضيفا: "ناقش الاثنان نشاطات قوات الجيش الإسرائيلي لتدمير البنية التحتية للإرهاب في جنين"، على حدّ وصف البيان.

وذكر البيان أن غالانت، "أوضح لنظيره الأميركيّ، أهمية العملية في جنين، لمنع الاعتداءات على المواطنين الإسرائيليين وقوات الأمن".

وأضاف: "أكد (غالانت) أن مقاتلي الجيش الإسرائيلي، تصرفوا بشكل هادف لتدمير البنية التحتية للإرهاب: مخابئ، وشقق، ومستودعات، ومختبرات متفجرات".

وزعم غالانت أن قوات جيش الاحتلال، "بذلت قصارى جهدها، لتجنُّب إلحاق الأذى بالمدنيين غير المتورطين، بل وسمحت لسكان جنين الذين يحملون تصاريح لمواصلة عملهم في إسرائيل حتى خلال أيام العمليات"؛ علما بأنمئات العائلات من مخيم جنين، كانت قد غادرت منازلها مرغمة، تحت التهديد، وفي ظلّ استمرار العدوان الذي شمل قطع الماء والكهرباء بشكل كامل عن المخيم.

وجاء في البيان أن غالانت، "شكر وزير الدفاع، والإدارة الأميركية على الدعم الذي قدموه لأنشطة القوات (الإسرائيلية)، وأوضح أن إسرائيل ستواصل الدفاع عن نفسها، ضد أي تهديد، وستتصرف بحسب الضرورة، ضد الإرهاب".

واستخدم جيش الاحتلال، طائرات مسيّرة انتحاريّة، عدّة مرات، خلال عدوانه على جنين.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكتروني ("واينت")، أن مقاتلي وحدتي "دوفدوفان" و"ماغلان" في جيش الاحتلال، استخدموا، مسيرات من طراز "ماعوز" خلال العملية العسكرية.

وأوضحت أن المسيرات المذكورة، من صُنع الشركة الإسرائيلية الحكومية "رفائيل" (سلطة تطوير الأسلحة).

ولفت تقرير "واينت"، إلى أن المسيرات هذه، "تحتوي على كمية صغيرة من المتفجرات". وزعم أنها استُخدمت "لضرب أهداف إرهابية في محيط" مخيم جنين.

كما أشار إلى أن "الأهداف التي تم استهدافها، كانت نقاط المراقبة والسيطرة" التابعة للمقاومين في المخيم، والتي زعم أنها "احتوت أيضا على عشرات العبوات الناسفة".

ووفق التقرير، فقد أطلق عناصر جيش الاحتلال، "في المجموع، ست طائرات مسيرة من طراز ’ماعوز’ خلال العملية".

وذكر التقرير أن استهداف نقاط المراقبة، بواسطة مسيرات "ماعوز"، "جعلتها تنفجر بأمان، ومن مسافة بعيدة".

ولفت "واينت" إلى أنه نُظر إلى استخدام المسيرات في جنين، من قبل الجيش الإسرائيلي، على أنه "نجاح"؛ وبحسب التقرير، فإنه ليس من المستبعَد، أن يعمد جيش الاحتلال مستقبلا، إلى استخدام المسيرات ذاتها، بُغية تنفيذ عمليات اغتيال.

وكان غالانت، كان قد زعم، الأربعاء، "تحقيق أهداف العملية بالكامل" في جنين ومخيّمها. كما ذكر أنه بات للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الإسرائيلي العامّ (الشاباك)، "حرية عمل أخرى في جنين".

وانسحب جيش الاحتلال من مخيم جنين قبيل منتصف ليلة الثلاثاء، بعد عدوان استمرّ يومين شارك فيه أكثر من 3 آلاف جندي و200 آلية عسكرية وعشرات الطائرات. وترك العدوان دمارا هائلا في المخيم. وأسفرت العملية العسكرية عن استشهاد 12 فلسطينيا، وإصابة نحو 100 آخرين، بينهم 20 بحالة خطيرة، فيما أكّد جيش الاحتلال مقتل أحد جنوده خلال العدوان.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأربعاء: "لقد وجّهنا ضربة قوية للبنية التحتية في جنين، وحسَمْنا أن كل من يقتل إسرائيليين؛ مكانه إما في القبر أو في السجن"، مضيفا: "أبطلنا شعور الإرهابيين بالحصانة، ورأينا ’الأبطال’ يفرّون حفاظا على أرواحهم من قواتنا. وإذا عادت جنين إلى الإرهاب فسنعود إلى جنين".

وقال غالانت في تصريحاته، الأربعاء: "أنهينا عملية تركّزت ضدّ التنظيمات الإرهابيّة في مخيم جنين، ونحن نتحدث عن منظمات مختلفة ذات قاسم مشترك"، مضيفا أنه "خلال الـ48 ساعة الماضية، ألحقنا أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية للإنتاج الإرهابيّ، ودمّرنا مصنع الإنتاج الإرهابيّ الذي تم إنشاؤه في جنين"، على حدّ وصفه.

وتابع غالانت: "نتحدّث عن عشرات المواقع التي كانت فيها ورش لإنتاج العبوات الناسفة، والمختبرات، ومواقع التخزين، وكذلك وسائل أمنية لحراسة مداخل المخيم، والتي حاولت رصد الأنشطة الروتينية"، التي يقوم بها جيش الاحتلال في المخيم، خلال الفترة الأخيرة. وقال: "اعتقلنا العديد من المتورطين في الإرهاب، وألحقنا الأذى بهم".