بيت لحم 2000 - قال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، مساء الأربعاء، إن ما نشر إعلاميًا عن هدنة طرحتها مصر على الفصائل الفلسطينية خلال الزيارة الأخيرة للقاهرة، مقابل مشاريع وتسهيلات، أنباء لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد إشاعات تقف خلفها جهات معادية.

وبين العاروري في لقاء متلفز عبر فضائية الأقصى التابعة لحركة "حماس"، أن اللقاءات في مصر جاءت ضمن استمرار المشاورات حول القضية الفلسطينية والمنطقة.

وأضاف العاروري: "الحديث عن مشاريع اقتصادية في غزة مقابل الهدنة سمعنا عنه في الإعلام وتقف خلفه ربما جهات معادية ..  حماس لن تخرج من معادلة المقاومة مقابل أي مشاريع اقتصادية أو سياسية، وستبقى غزة في قلب المقاومة الفاعلة".

وأشار إلى أن زيارة الوفد الحكومي من غزة، إلى القاهرة، هدفه بحث قضايا حكومية تفصيلية، ولا علاقة له بإشاعات هدنة طويلة.

وذكر أن اللقاء مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي في القاهرة، كان مهمًا للغاية على صعيد توحيد رؤية المقاومة وضبط إيقاعها بما يخدم مصالح شعبنا، مؤكدًا أن اللقاء كان ناجحًا، وحقق أهدافه، ونحن في خندق واحد. كما قال.

وبشأن الأوضاع في الضفة الغربية، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إن مزاعم وجود مخططات لسيطرة حماس على الضفة هي دعاية فارغة هدفها رفع وتيرة الصراع الداخلي خدمة للاحتلال، لافتًا إلى أنه لا أحد يستطيع السيطرة على الشعب الفلسطيني إلا عبر الشرعية الشعبية. كما قال.

ورأى أن هناك أهمية لنتائج انتخابات جامعات الضفة تكمن من أهمية فئة الشباب الفاعل والواعي في المعادلة الوطنية الفلسطينية، وهي مؤشر واضح على اتجاهات عموم شعبنا. كما قال.

ودعا العاروري، حركة "فتح" لاستراتيجية وطنية موحدة تشمل كل مسارات المقاومة السياسية والشعبية والمسلحة.

وأشار العاروري إلى أن "حماس" تحدثت مع حركة "فتح" عن استراتيجية وطنية تشمل دعم الجهد السياسي مع العالم مقابل دعم وتغطية المقاومة بأشكالها كافة.

وبين أن حركة "حماس" متفقة مع حركة "فتح" على تشخيص خطورة الحالة الفلسطينية، وهذا يتطلب قرارات قيادية تناسب خطورة المرحلة، مبينًا أن التجربة أثبتت أن العمل السياسي وحده لم يحقق أي نتيجة، والمراجعة الصادقة تقتضي بناء استراتيجية وطنية جديدة تشكل المقاومة الشاملة.

وأكد العاروري أن حركة "حماس" متفقة مع كل الفصائل على استراتيجية المقاومة الشاملة بما فيها العمل السياسي والمقاوم، مشيراً إلى أن أبو مازن يضع فيتو على مسار تجميع المؤسسات الفلسطينية في بناء الاستراتيجية الوطنية الموحدة.

وقال: "حماس تقبل بكلمة شعبنا في صندوق الانتخابات، وتقبل بالشراكة السياسية مع الآخرين، ولا نفرض رأينا على شعبنا .. الحركة لديها شرعية نضالية كبيرة وشعبية واضحة".

واعتبر أن الظرف الدولي وتركيبة الحكومة الإسرائيلية بمثابة فرصة كبيرة من أجل توحيد العمل الفلسطيني وفق الاستراتيجية الوطنية الموحدة.

وجدد التأكيد على استعداد حركة "حماس" وجاهزيتها لإجراء الانتخابات الطلابية في جميع جامعات قطاع غزة على أساس قانون التمثيل النسبي الكامل، موضحًا أن حركته ترعى أجواء من الحرية الكاملة في غزة لعمل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة "فتح". كما قال.

وقال العاروري: إن "حركة فتح تمارس عملها السياسي والتنظيمي بكامل الحرية في قطاع غزة".

وأكد أن "حماس" أسهمت في بناء الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، مشيرًا إلى حماس تزود الفصائل الفلسطينية بالسلاح والمواقع وكل ما يلزم لتعزيز المقاومة في القطاع.

وقال العاروري: "شباب فتح في الجامعات مناضلون مقاومون ونتقاسم معهم الهم الوطني في الضفة الغربية".

ووصف "الاعتقال السياسي بأنه معيب وطنيًا".

وحول قضية الأسرى، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إنه في حال دخل الأسرى الإداريون في إضراب عن الطعام فحياتهم في خطر، وشعبنا سيتوحد في معركة خلفهم، مؤكدًا أن معركة الدفاع عن الأسرى الإداريين ستكون نهضة وطنية كبيرة لشعبنا.

وشدد العاروري على أن قضية الأسير وليد دقة نموذج على أن الاحتلال لا يتمتع بذرة من الأخلاق والإنسانية. كما قال.