كتب حسن عبد الجواد
انطلقت في بلدة بتير، في الريف الغربي لمحافظة بيت لحم، يوم امس، فعاليات مهرجان وسوق الباذنجان البتيري وعسل حواكير بتير السنوي السادس، في ميدان عين البلد، والذي نظمته بلدية بتير، وجمعية بتير التعاونية الزراعية، وجمعية بتير التعاونية للتصنيع والإنتاج الغذائي، وذلك بدعم من معهد الأبحاث التطبيقية / اريج، ومنظمة وي ايفكت.
وحضر المهرجان، الذي يستمر لمدة خمسة أيام، وزير الزراعة راعي الاحتفال رياض العطاري، ومحافظ بيت لحم كامل حميد، ورئيس بلدية بتير زكي البطمه، والدكتور جاد اسحق المدير التنفيذي لمعهد البحوث التطبيقية، وكلاس سفنسن مدير التعاون السويدي في القنصلية السويدية في القدس، ويوسف الترك رئيس هيئة العمل التعاوني،والسيدة الهام أيوب مديرة مكتب هيئة العمل التعاوني في بيت لحم، سماح أبو هيكل مدير عام مديرية الزراعة في محافظة بيت لحم،والمهندسة اروى أبو الهيجا مدير عام الحكم المحلي في محافظة بيت لحم، والعديد من ممثلي وفعاليات المؤسسات الوطنية المدنية والأمنية، في المحافظة، ومئات المواطنين من أبناء البلدة والمحافظة.
ورحب البطمه بالضيوف الحضور،وقال: "ان مهرجان الباذنجان البتيري السادس وعسل حواكير بتير والذي اصبح تقليدا سنويا ينتظره اهل بتير وزوار بتير، بل واكثر من ذلك اصبح مطلبا من المزارعين، ومن جميع مؤسسات المجتمع المحلي،لانهيمثل سوقا شعبيا لجميع المنتجات الزراعية والحرفية في في بتير،مؤكدا ان مثل هذه المهرجانات والفعاليات تعزز صمود اهلنا في بتير ، وتعرف المواطنين خصوصا فئة الشباب بالمنتجات الزراعية، وتعزز النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المختلفة في هذه المنطقة".
وأوضح البطمه، ان زراعة البلذنجان البتيري تتم في بساتين الجنان لوجود بنابيعالمياه والبرك، حيث أن مثل هذا المحصول يحتاج الى كميات وفيرة من المياه. ولهذا كله يكون له طعم خاص ومذاق مميز ومواصفات مختلفة عن أي باذنجان آخر. وكذا بالنسبة لعسل حواكير بتير فهو ايضا من أشهر أنواع العسل الصافي المميز خاصة وأن هذا العسل منتج من طبيعة بتير التي تمتاز بنباتاتها الجبلية مثل الزحيفوالطيون والزعتر والميرمية الى غير ذلك.
ولفت الى ان ادراج بتير على لائحة التراث العالمي في العام 2014، كان من اهم الأسباب لذلك هو المدرجات الزراعية الموجودة في بتير، ونظام الري المتبع فيها لأكثر من 3000 سنة، ما يتطلب الاعتناء بالزراعة ودعم المزارعين كي تبقى بتير على لائحة التراث العالمي.مؤكدا ان بتير الصامدة في وجه الحملة الاستيطانية الشرسة التي تستهدف كل أراضي بتير تتطلب من كل الجهات الرسميةوغير الرسمية مساعدة أهلنا في بتير لشق طرق زراعية وتعبيدها حتى يتمكن المزارع من الوصول الى ارضه بسهولة ليستطيع تعميرها وزراعتها، خاصة وان معظم اراضي بتير مصنفة مناطق (ج) وجميعها مستهدفة من الاحتلال وقطعان المستوطنين.
بدوره قال حميد إن "بتير الصامدة الغالية على قلوبنا جميعا نرى فيها عمق التاريخ الفلسطينيمضيفا، ان هذا المهرجان التنموي يجسد تحدي الاهالي وإرادتهم، وهو دليل على ان أهالي بتير، يحافظون على الارض ويحاربون الاستيطان، دفاعا عن ثرى فلسطين".
واوضح أن ثمرة الباذنجان تمثل تصميم وارادة الفلاح الفلسطيني القابض على جمر اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، الذين يحاربونه في أرضه حتى الوصول نحو الحلم، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقال الدكتور اسحق:"ان معهد أريج يسعى دائما لتشجيع المنتج المحلي، وخاصة منتجات الجمعيات التعاونية والمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، ايمانا منا بالعمل التعاوني كرديف ومكمل لعملية تطوير الاقتصاد الفلسطيني، وعليه يستغل المعهد أي فرصة لزيادة وصول التعاونيات إلى أكبر عدد من المستهلكين، كمثل هذا السوق. المشروع التعاوني يعد نموذجا للاستثمار الجماعي الاجتماعي، باعتباره مشروع اقتصادي اجتماعي يدار بطريقة تعاونية وديمقراطية، وهي ملكية جماعية خاصة لأشخاص يتحدون اختياريا كشركاء متعاونين لمواجهة احتياجاتهم الاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف:" ان معهد أريج مع كل الشركاء نحو عمل تعاوني نوعي، كونه من الآليات الاقتصادية والاجتماعية المناسبة لتحقيق أهداف التنمية، خاص الهدف الثامن (العمل اللائق)، ووسيلة فعالة لتعزيز دور الأفراد والمجتمع في العون والتضامن والمساعدة المتبادلة، الامر الذي يفتح المجال أمام المبادرات والأفكار الريادية لتنطلق ضمن مشاريع اقتصادية جماعية وتعاونية دامجة للشباب والنساء كونها من اكثر الفئات العاطلة عن العمل في فلسطين".
ولفت الدكتور اسحق،انه في اطار جهود المعهد، نسعى لتركيز على رفع الوعي المجتمعي حول أهمية دعم المنتج الوطني والعمل التعاوني والمنتجات المحلية، ونسعى للعمل مع كافة الشركاء لنجعلها رخيصة، وفي متناول اليد لكل منزل فلسطيني.
وأضاف :"عندما يذكر اسم بتير التي أصبحت الآن على قائمة التراث العالمي فإن ما يخطر بالبال هو حدائقها وباذنجانها البتيري المميز الذي يعتبر أحد المحاصيل التي تمتاز بالهوية والتعريف الجغرافي الذي يعطيه جودة وسمعة خاصة مرتبطة بالموقع الجغرافي لقرية بتير. وهذا يدعونا إلى السعي وبجدية لحماية هذا الصنف من الباذنجان خاصة من أية محاولة لسرقته أو ادعاء أية جهة بأنها قد طورته وخاصة الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لتهويد واسرلة كل شيء ذا أصول فلسطينية وإن نسعى وبجد للحصول على هذه الهوية التعريفية الجغرافية للمنتج التي ستسهم في حماية أصل الباذنجان البتيري وحقوق الملكية له، فهذه مسؤولية وطنية، وعلينا البدء بتسجيل العديد من المنتجات والأصناف الفلسطينية الأصلية على المستوى الوطني والعالمي".
وقال العطاري:" هذا المكان المميزبتعدد مساراته ومساطبه، بلدة تعكس جمال الطبيعة، وأشبه بمحمية طبيعية غنية بمياهها وأرضها وطيورها وهي جسر للتواصل مع العهد الكنعاني والروماني، وهذه المصاطب تمثل امتدادا لهذا التاريخ، والهدف من ذلك البقاء على هذه الارض، مضيفا أن هذه البلدة متجددة بكل ما تحتضن من ثروات وكنوز طبيعية ما جعلها مطمعا للاحتلال".
وندد العطاري بإجراءات وسياسات الاحتلال التي تستهدف كجزء من استراتيجيتها مياه البلدة واراضيها الخصبة،داعيا أبناء المحافظات للمجيء لبلدة بتير والتمتع بطبيعتها، والتسوق من منتجاتها الطبيعية،والاستمرار في تنظيم مثل هذه المهرجانات، التي تعكس أهمية الموروث الشعبي والرواية الفلسطينية، ووعي المواطن الفلسطيني.
واشادت أيوب، في كلمة لها بالنيابة عن وزير العمل نصري أبو جيش، بعمل الجمعيات التعاونية في بتير، والذي يدعم السيدات، وينمي استقلالهن المادي، ويعزز دور المرأة في المجتمع.وأضافت أن المهرجان هو جزء مهم لتعزيز مكانة المنتج الوطني، ودعم المزارع الفلسطيني.
وتخلل حفل فعاليات المهرجان، فقرات فنية من الدبكة الشعبية وأخرى شعرية، كما تم عرضعشراتالمنتجات الزراعية وعلى راسها الباذنجان والعسل، والمنتجات الغذائية المنزلية.