بيت لحم 2000 - طالب ممثلون عن وسائل الإعلام المحلي الخاص، الحكومةَ الفلسطينية بالعمل على إسناد الإعلام الخاص من خلال إجراءات تحفظ استمراريته، في ظل الأزمة التي تسبب بها "كورونا" وتداعياته بتوقيف الرعايات، والذي يؤثر سلباً على المؤسسات الإعلامية الخاصة.
وأتى ذلك في سياقٍ اجتمع فيه ممثلون عن وسائل الإعلام في بيت لحم خلال لقاء لهم مع نقيب الصحفيين: ناصر ابو بكر، وأعضاء الأمانة العامة: حسن عبد الجواد وموسى الشاعر، بمقر (شبكة فلسطين الاخبارية: PNN).
وأشاروا إلى أن وسائل الإعلام أوضاعها تزداد سوءاً مع ظل أزمة "كورونا"، معربين عن "استغرابهم من إصرار الحكومة على مطالبتهم بدفع أجور: التراخيص، الموجات الإذاعية، الضرائب، وغيرها من التزامات، مثل: أجور المقرات، وفواتير الاتصالات، والإنترنت، والكهرباء، في وقت توقفت فيه كافة مصادر دخل وسائل الإعلام.
قنواتي: القطاع الخاص والشركات والبنوك تتآمر على الإعلام وتتجاهله لصالح الفيس بوك
وقال جورج قنواتي مدير (راديو بيت لحم 2000) إن الإذاعات تعاني من ظروف صعبة نتيجة توقف الشركات الفلسطينية عن نشر الإعلانات في وسائل الإعلام، وتوجهها إلى "الفيسبوك" الذي يقوم بمحاربة المحتوى الفلسطيني.
ولفت قنواتي إلى "أن موقف الشركات مُستغرَب وهي تُسمي نفسها بالوطنية، وتقوم بذات الوقت بتمويل ودعم جهات تعادي الحق والمحتوى الفلسطيني، فيما تدفع وسائلُ الإعلام الثمن نتيجة مواقفها الوطنية بنشر الرواية الفلسطينية".
وأضاف قنواتي أن الاجتماع مع النقابة يهدف إلى إطلاعهم على واقع الإذاعات في بيت لحم، والتي تعاني منذ تاريخ 5/3/2020، متمنيا ان تقوم النقابة بالإجراءات المطلوبة، خصوصا في ظل إهمال الحكومة للاطلاع على قطاع الإعلام.
وأكد قنواتي أن الصحفيين ومن خلال اجتماعهم، رفعوا إلى النقابة جملة من المطالب لاتخاذ خطوات لاحقة، لإسناد ودعم الصحفيين.
العبد: الإعلام لعب دوراً إيجابياً خلال الجائحة ولا بد من دعمه
أما الصحفي علاء العبد فقد أشار الى ان الاعلام الخاص والمحلي في فلسطين كان له دور كبير في نقل الرسالة وتوحيد الموقف لخدمة الفلسطينيين على أكثر من صعيد، حيث ظهر ذلك واضحا خلال جائحة كورونا حيث وقف الجميع وتحمل مسؤولياته.
واشار العبد الى ان وسائل الاعلام والصحفيين الفلسطينين عملوا على توحيد الموقف واسناد الموقف الوطني ومحاربة الفتن التي نجمت عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تحارب الرواية الفلسطينية كما ان هذه الوسائل ترفض دفع مستحقاتها الضريبية للسلطة وبالتالي من الاولى على القطاع العام والخاص اسناد وسائل الاعلام الفلسطينية التي تحمل الهم والرسالة والرواية الفلسطينية.
جادو: بإمكان النقابة لعب دور أكبر تُجاه تعزيز صمود الإعلام
وقال الزميل منجد جادو مدير (شبكة فلسطين الإخبارية: PNN) إن احتضان "شبكة فلسطين الإخبارية" للاجتماع بين النقابة والصحفيين وممثلي وسائل الاعلام المحلية يأتي استكمالا لاجتماعات ولقاءات سابقة بين مدراء الوسائل الاعلامية في بيت لحم، والتي تعتبر الأكثر تضررا بسبب تسجيل الحالات الأولى بإصابات كورونا منذ شهر آذار وما تبعها من إغلاق وإيقاف الأنشطة والمؤتمرات، وقرار الشركات بإيقاف الإعلانات بوسائل الاعلام تحت حجج الكورونا وتوجيه هذه الأموال إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالب جادو نقابة الصحفيين باتخاذ خطوات إسنادية لوسائل الأعلام، حتى تكون هذه الوسائل قادرة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه الصحفيين، علماً أن غالبية وسائل الإعلام اضطرت لإيقاف موظفين، لعدم مقدرتها على تحمل مزيد من الأعباء.
وأشار جادو إلى بعض الدول التي تعاقد فيها الإعلام الرسمي مع وسائل الإعلام المستقلة، من أجل إنتاج برامج تمولها الحكومة لدعم المجتمع، الأمر الذي يغيب في فلسطين، متمنياً على وفد النقابة العمل على اتخاذ إجراءات جدية وعملية سواء تجاه الحكومة او القطاع الخاص لإسناد الاعلام الفلسطيني
نقيب الصحفيين: سنصعد في حال استمرار الحكومة بتجاهل المطالب
بدوره قال نقيب الصحفيين الفلسطينين ناصر أبو بكر إن هذه الاوضاع ستؤدي إلى انهيار وسائل الإعلام وخلق جيش من العاطلين عن العمل في مجال الإعلام، وإغلاق 59 وسيلة إعلامية مؤكدا أن نقابة الصحفيين مُلزمة برعاية هذا القطاع، وتقف إلى جانبه في نضاله من أجل الاستمرار، سيما أن وسائل الإعلام قد وضحت في كل المراحل الصعبة التي مرت علينا ولا يمكن تركها او تجاهلها.
وطالب ابو بكر الحكومة الفلسطينية الفلسطينية بإصدار إعفاءات لمدة عامان للتراخيص ورسوم البث وإلغاء الضرائب على المبالغ التي تصدر فيها الإذاعات فواتير، لأن حجم النفقات والخسائر لقطاع الإعلام كبير، ولا يمكن لأي مبلغ تعويضه إضافة إلى قيام الحكومة بخطوات، لدعم الإعلام، مثل: تقديم مساعدات طارئة وغيرها من الإجراءات.
وأكد أبو بكر أن على الحكومة مسؤوليات تجاه الإعلام الفلسطيني لأن مسؤوليتها ليست فقط على الإعلام الرسمي، ولأن قطاع الإعلام جزء من المجتمع والحالة الفلسطينية، ويقف في كل المواقف الوطنية، كما أنه رفض محاولات الكثيرين الدخول من خلاله إلا انه بقي صامدا وتبنى الموقف الوطني ورفض الكثير من الإغراءات .
وأكد أبو بكر أن النقابة ستقوم برفع رسالة عاجلة الى رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور محمد اشتية، معربا عن الأمل بالاستجابة لمطالب الصحفيين و وسائل الاعلام، كما أكد على أن النقابة ستتوجه إلى الاتحاد الدولي للصحفيين، وإذا لم يكن هناك تحرك فإنه سيُعقَد اجتماع موسع لاتخاذ الخطوات الواجب اتخاذها لمنع انهيار القطاع الاعلامي.