أثار إعلان وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بدءها العام الدراسي اليوم الأحد، لمليون و350 ألف طالب وطالبة في الضفة و غزة و القدس، الجدل في صفوف أولياء أمور الطلبة، حول الخشية من زيادة انتشار وباء كورونا. 

وأكد وكيل الوزارة بصري صالح لـِ (راديو بيت لحم 2000)، خلال حديثه في برنامج "هل من مُستمع؟" الذي يقدمه الزميل عنان شحادة، تضافر الجهود بين الحكومة ووزارة التربية والتعليم، اللتان قامتا بتوفير سبل الحماية الووقاية، من توزيع المعقمات على المدارس، وتطوير أدوات ملائمة للوقاية، وتدريب كافة الطواقم التدريسية، ونشر مجموعة كبيرة من وسائل التوعية.

وأضاف صالح أن وزارة التربية والتعليم عملت بالتعاون مع وزارة الصحة على وضع بروتكول صحي شامل، وتحديد إجراءات محددة يتم اتخاذها في كل حالة من الحالات المفترضة.

من جهتها، قالت رانيا اسحاق عضوة مجلس أولياء أمور الطلبة في الضفة الغربية، لإذاعتنا: إن الصحة أولوية أكثر من التعليم، خاصةً في ظل ظرف مثل الوباء، بحيث قد تكون عودة المدارسة كارثية على مستوى المجتمع الفلسطيني، وتُعرّض النظام الصحي إلى الانهيار.

وأكدت رانيا ان تخوفات المجلس مبنية على إحصائيات ودراسات قام بها، مشيرةً إلى نماذج مثلما حصل في بعض المدارس الخاصة التي بدأت دوامها في 24\8، وكانت مؤشرات النتائج سلبية، بأن ازدادت الإصابات، وووصلت حصيلة عدد الإصابات من الثانوية العامة أكثر من 1000 من الطلبة، وتم إغلاق أكثر من 80 مدرسة ما بين إغلاق جزئي وكلي.

ولفتت إلى أن هناك دراسات رصدت مدارس في ألمانيا وفرنسا وكوريا فتحت المدارس، وبعد أن ازداد عدد الإصابات داخلها، عادت وأغقتها، وهذا أثر على الناحية النفسية بالهلع، وغيرها من الأعراض.

في حين برّر صالح، أن الوزارة والحكومة على صلة ومتابعة مستمرة مع المنظمات العالمية لاستشارتها في أي خطوة وإجراء، لافتاً إلى أن خطر عدم العودة إلى المدارس أكبر من خطر الإصابة بكورونا، ويهدد النمو والمستقبل. 

وأشار إلى أن فكرة تعرض الأطفال الطلبة  للإصابة بكورونا ليس مربتطاً بعودتهم إلى المدارس، إنما بالممارسة والسلوك اليومي في المجتمع، فنسبة الإصابة للأطفال في المجتمع خارج المدرسة 15% .

وأوضحت رانيا أن أحد الحلول المقترحة، كانت بتأجيل الفصل الدراسي الأول على كافة الطلبة باستثناء طلبة الثانوية العامة، بحيث يتم تعويضه في الفصل الدراسي الثاني، بزيادة عدد الحصص أو ما شابه، على أمل أن يتم إيجاد اللقاح لهذا المرض خلال هذه الفترة، والتعويض بإلغاء العطلات الصيفية والأعياد.

وفي حال لم ترَ التربية والتعليم ذلك مناسباً، رانيا مكملة، يمكن إجراء التعليم عن بعد، وأن يتم تدشين شعبة اختيارية للتعليم عن بعد، وشعبة أخرى بالتعليم الوجاهي.  

من جهته، أكد بسام جبر المدير الإداري في تربية وتعليم بيت لحم، أن المحافظة بدأت اليوم العام الدراسي، في ظل التزام من الطلبة نسبة  90% هذا اليوم، والتزام من المعلمين بنسبة 100%.

وذكر جبر أنه سيكون هناك تطبيق لـ "نظام المُدمَج" (3 أيام ويومان) ، بحيث يكون نصف الصف متواجد في المدرسة، وهناط تباعد وارتداء للكمامات، والطلبة الذين لا يرتدون كمامات يتم تزيودهم بها، والمعقمات موزعة داخل الصفوف، وفي اللقاء الأول يتحد المعلم عن وسائل السلامة والبرتوكول الصحي.

وأشار جبر إلى قرار وزارة التربية والتعليم، الخاص بغياب أيّ طالب عن 30% من عدد الايام الدراسية، الذي يعتبره راسباً في صفّه، لكنه استدرك بالقول إنه مع ظروف فيروس كورونا يدرس كل شيء حسب الوضع .

وقال إن هناك التعليم المدمج، كما أنه بإمكان الطالب الذي يغيب عن مدرسته أن يتلقى تعليمه من المنزل، إضافة إلى وجود فضائية فلسطينية تتيح تلقي الدروس عبرها .

وأكد أنه إذا كان هناك اتفاق مع مدير المدرسة للسماح لطلبة بالدراسة في منازلهم لظروف معينة، فإن الوزراة ستقدر هذا الأمر .