يفتتح يوم بعد غد الاربعاء المعرض الفردي الثاني عشر للفنان تيسير بركات "بحر بلا شطان" في غاليري زاوية، يضم سلسلة من الاعمال الجديدة التي تسجل بصريا حكايا اللاجئين في رحلاتهم اليائسة للهروب من اوطان لم تعد تتسع لهم، ويوثق محاولاتهم لتخطي البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.
ويرتبط البحر الابيض المتوسط بشكل وثيق في حياة بركات الشخصية؛ فقد نشأ كطفل في مخيم جباليا في غزة بالقرب من شواطىء المتوسط، وقضى أيامه الجامعية بالقرب من شواطىء مدينة الاسكندرية. ولكن البحر الذي يعرفه بركات، تغيّر منذ ذلك الحين، ليتحول اليوم إلى جسم مائي بارد يبتلع اللاجئين في رحلاتهم للنجاة من الحروب.
قارب يلقي بمن عليه في وسط البحر، وقوارب أخرى فارغة تماما، وأرواح تطير في السماء، وبعثات انقاذ، أم تحتضن أطفالها، عاشقان، دوريات حدود تحول دون الوصول إلى المبتغى، طائرة مروحية تطير بشكل منخفض فوق الرؤوس.. رحلة بطولة تتكلل بمجموعة من اللاجئين المحتجزين يتم اقتيادهم تحت الحراسة في خط مستقيم، وما يشبه طقوسا احتفالية لقلة اجتازت جميع العوائق. سلسلة أخرى من الاعمال من القطع الكبير تجسد ما يبدو وكأنه فراق عبر مساحات بيضاء شاسعة.
ويقول تيسير بركات أن هذا المعرض هو حالة تأمل في ما آلت اليه الشعوب العربية وتحول أعداد كبيرة إلى لاجئين بمصائر مجهولة، وكذلك تأمل في برود البحر المتوسط، والبرود ذاته الذي اصاب العالم الذي لا يتفرج من بعيد على مآسي اللاجئين في المتوسط، ويوصد الابواب أمام الناجين من الحروب على أسس عرقية بدل من احتضانهم. ويضيف بركات أن المعرض بالنسبة له رحلة في أعماق نفسه كلاجىء واستكشاف لفراق الوطن وفراق الأحبة والحياة التي تحولت إلى أمواج متخابطة.
ولد تيسير بركات في مخيّم جباليا في قطاع غزّة في عام ١٩٥٩. وأنهى تعليمه الأكاديمي في مجال الفنون البصريّة في مدينة الإسكندرية عام ١٩٨٣ لينتقل للعيش والعمل في مدينة رام الله.
شارك بركات في العديد من المعارض، الفرديّة والجماعيّة، في فلسطين وفي الخارج، منها معارض دوليّة في اليابان، والولايات المتحدة الامريكيّة. والبرازيل، وأوروبا، وفي الدول العربيّة المختلفة. كما شارك بمعرض فرديّ في بينالي سان باولو في البرازيل عام ١٩٩٦، بالاضافة إلى معارض فرديّة عدة في أنحاء فلسطين كرام الله والقدس وغزّة. وبركات هو عضو مؤسس لمركز الواسطي للفنون في القدس والأكاديمية الدولية للفنون في رام الله.
ويستمر معرض "بحر بلا شطان"، من ١٥ كانون الثاني/يناير حتى ٢ نيسان/إبريل ٢٠٢٠ ، في غاليري زاوية برام الله.