حسن عبد الجواد - انطلقت، في بيت لحم، أعمال مؤتمر الهندسة المدنية الدولي الثاني، بمشاركة ما يزيد عن 1200 مهندس، وباحثين وخبراء من الدول العربية والأجنبية، والذي يأتي في اطار خطة النقابة لتطوير العمل الهندسي، وتبادل الخبرات، والمساهمة في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس.

وحضر حفل الافتتاح الذي عقد في قصر المؤتمرات، محافظ بيت لحم كامل حميد، ووزير الأشغال العامة والإسكان محمد زيارة، و رئيس هيئة تسوية الأراضي والمياه الوزير موسى شكارنة، والدكتور جلال الدبيك نقيب المهندسين، والدكتور عبد الفتاح الملاح رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وقائد شرطة محافظ بيت لحم العقيد طارق الحاج، وحشد كبير من ممثلي المؤسسات والشركات ورجال الأعمال، ومئات المهندسين من مختلف محافظات الضفة الغربية، والعديد المهندسين والباحثين والخبراء المدعوين من الأردن والولايات المتحدة واستراليا، فيما منعت سلطات الاحتلال عشرات المهندسين من قطاع غزة والدول العربية، والدول الأجنبية من المشاركة في أعمال المؤتمر. 

الديبك: المؤتمر يهدف لتعزيز معرفة المهندسين وتطوير أداءهم 

وقال المهندس جلال الدبيك نقيب المهندسين، ان أهمية هذا المؤتمر تكمن في نقل المعرفة وللتواصل ما بين المهندسين والباحثين سواء محليين أو عربيين أو دوليين، وهذا كفيل بتخفيف الفراغ المعرفي ما بين بعض فئات المهندسين في مجتمعنا الفلسطيني، والعمل الهندسي في العالم، والاطلاع على كل ما هو جديد في العالم وإظهار العديد من الأبحاث والدراسات التي تم عملها في فلسطين ونشرت في العالم.

وأشار الديبك إلى أن رسالة النقابة في هذا المؤتمر، هي التأكيد على ان العمل الهندسي استثمار وليس تكلفة وبالتالي الهندسة تتحدث عن ضبط الجودة في جميع التخصصات وهي كفيلة برقي المجتمعات والهندسة لا تعرف المستحيل.

الحكومة: المهندسون ونقابتهم شركاء في المشروع الوطني 

بدورها رحبت الحكومة الفلسطيني بانعقاد هذا المؤتمر، مؤكدة ان النقابات المهنية، ومن خلال هذه المؤتمرات تؤكد أنها شريك في مشروع بناء الدولة.

وفي هذا الإطار قال الوزير محمد زيارة وزير الأشغال العامة والإسكان ان الحكومة الفلسطينية تعتبر النقابات المهنية وعلى رأسها نقابة المهندسين شركاء في المشروع الوطني في التحرر وبناء الدولة وعاصمته القدس الشريف، مواضيع المؤتمر كانت في غاية الأهمية ليس فقط لتطوير العمل الهندسي والمشاركة في التنمية الشاملة ولكن أيضا في مقاومة الاحتلال لأنه بناء الطرق والمجمعات السكنية والبنية التحتية التي تحاصر الاستيطان هي رأس حربه فيس مقاومة المحتل.

وقال الوزير زيارة، ان الحكومة أطلقت مصطلح المقاومة الهندسية للاحتلال، ونأمل أن يكو هنالك مشاركات من النقابة في جميع صورها لمقاومة الاحتلال والانفكاك عنه .

بدوره قال الوزير موسى شكارنة رئيس هيئة تسوية الأراضي، ان الهيئة شاركت في الإعداد منذ بداية التحضير لهذا المؤتمر لشراكتنا المستمرة مع النقابة كون سلطة الأراضي وهيئة تسوية الأراضي من اكبر المشغلين للمهندسين في فلسطين.

وأضاف :"من البدايات شاركنا في لجان التحضير وسوف نشارك في أي مؤتمرات سواء في نقابة المهندسين أو في أي مؤتمرات تحقق الصالح العام الفلسطيني".

ورحب محافظ محافظة بيت لحم اللواء كامل حميد بالحضور من المشاركين بفعاليات المؤتمر سواء الذين قدموا من مختلف محافظات الوطن، او الزائرين من مختلف دول العالم، مشددا على ان هذا المؤتمر وانعقاده ببيت لحم يؤكد على قدرة بيت لحم لاستضافة الالاف من الزوار مشيدا بجهود نقابة المهندسين وكافة شركاءها على هذا الانجاز العظيم .

ونقل المحافظ حميد للحضور تحيات الرئيس محمود عباس ابو مازن على انعقاد هذا المؤتمر في بيت لحم وفلسطين، مشددا على أهمية الدور الكبير والوطني المناط بالمهندسين ونقابتهم سواء على صعيد المواجهة مع الاحتلال او على صعيد بناء الدولة، حيث يلعب المهندسين دورا حيويا في كل مجالات الحياة خصوصا البناء مما يجعلهم والنقابة شركاء ببناء الدولة والمجتمع الفلسطيني.

وأشار حميد الى التجربة بالعمل الميداني على الأرض مع نقابة المهندسين والمهندسين في مختلف المؤسسات الحكومية، حيث عكس المهندسين مستوى عالي من الأداء المهني الى جانب حضورهم وطنيا في كل الساحات، متمنيا لهم النجاح بانعقاد المؤتمر وخروجه بتوصيات تساهم بالنهوض في العمل الهندسي الفلسطيني.

وقال الدكتور الملاح ان هذا المؤتمر ياتي ضمن رؤية النقابة وخطتها الاستراتيجية الهادفة الى تعزيز وترسيخ دورها في تقدم وتطور العمل الهندسي في فلسطين، وذلك عن طريق فتح المجال لتبادل الخبرات والمعرفة بين المهندسين المحليين ونظرائهم من دول أخرى، إضافة الى توفير مناخ مناسب لنقاش ما يستجد في مجالات الهندسة المدنية. وعليه يهدف المؤتمر الى فتح افاق الممارسة المهنية التطور وذات الجودة العالية والمستدامة في مجالات عمل الهندسة المدنية المختلفة، وتأكيدا لأهداف النقابة في تطوير البحث العلمي وتشجيع المهندسين على التطور والابتكار وجذب الاستثمارات والتقنيات الحديثة.

وأكد المهندس عيسى شاويش رئيس اللجنة الإعلامية والسياسية في الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين / فرع استراليا، على أهمية فعاليات مؤتمر الهندسة المدنية الدولي في بيت لحم في تعزيز تبادل الخبرات الهندسية، ومواكبة التطور الهندسي في العالم. وأبدى المهندس شاويش استعداده للمشاركة والعديد من المهندسين الفلسطينيين  في بناء مؤسسات الوطنية وخاصة في مجال البنية التحتية.  

باسوس : قصر المؤتمرات يطلق مسابقة الجائزة المعمارية 

من ناحيته قال المهندس جورج باسوس مدير عام شركة قصر المؤتمرات في برك سليمان في مدينة الثقافات والحضارات ارطاس، ان قصر المؤتمرات المكان الذي ينعقد فيه المؤتمر اليوم كان من أبرز الشركات الراعية إلى جانب أنه شكل نقطة استمرار للعمل المعماري الهندسي الذي بدا في برك سليمان منذ مئات بل ألاف السنين ويستمر في التطور والإبداع، وما انعقاد المؤتمر فيه إلى نقطة تأكيد على التجذر الفلسطيني في هذه الأرض.

وتأكيد على دعم القصر للإبداعات الهندسية أعلن باسوس عن إطلاق شركة برك سليمان وقصر المؤتمرات عن إطلاق الجائزة المعمارية للعام 2020 لتشجيع طلبة الهندسة في الجامعات على تنمية مهاراتهم وإبداعاتهم.

وأوضح باسوس ان قصر المؤتمرات يحتضن اليوم 1500 مهندس من الدول العربية ومن فلسطين ومختلف دول العالم الذين يشاركون في المؤتمر لمناقشة قضايا هندسية هامة، مشيرا إلى انه الى جانب هذه الورشات والمحاضرات سيتم إطلاق مسابقة التصميم الهندسي لمدينة الثقافات والحضارات، بالتعاون بين قصر المؤتمرات ونقابة المهندسين ومع جامعات الوطن من خلال دوائر وكليات الهندسة المعمارية فيها، والتي سنقوم بالتنسيق والإشراف معنا، من اجل إنجاح المسابقة التي سيتم الإعلان عن الفائزين فيها عام 2020.

وأشار إلى أن الإعلان عن الفائزين بهذه المسابقة سيكون ضمن فعاليات واحتفالات بيت لحم بكونها عاصمة الثقافة العربية، معربا عن أمله بمشاركة وإشراف مهندسين عالميين وفلسطينيين من مختلف أنحاء العالم فيها من حيث المشاركة والإشراف خصوصا أولئك الذين أثروا في مجال الهندسة العمرانية.

ناصر: المؤتمر فرصة لتعريف المهندسين بالمنتجات الإنشائية 

هذا واشتمل المؤتمر على العديد من الفعاليات كان على رأسها تنظيم معرض بمشاركة 22  الشركات والمؤسسات الفلسطينية ذات العلاقة بالإنشاءات والأبنية، حيث اعتبرت هذه الشركات ان انعقاده يشكل فرصة لهم لتعريف المهندسين بآخر الصناعات والإبداعات الفلسطينية في هذا المجال.

وقال المهندس قال المهندس نجيب ناصر مدير شركة فنون لصناعة الحجر، ان هذا المؤتمر الدولي الذي يشارك به مؤتمر دولي بلا شك، بحضور مهندسين محليين وعالميين وهذه فرصة لعرض جدارية لنعرض الصناعة الفلسطينية من حجر تفوح حجر فلسطيني بأيادي فلسطينية.

وأشار ناصر الى ان صناعة الحجر في فلسطين تواجه صعوبات عديدة أهمها ان هناك منافسين للصناعة مثل مسالة استيراد الحجر التركي والمصري وهذا امر يضر بالصناعة الفلسطينية، معربا عن الأمل بأن يتم وضع قيود لاستيراد الحجر من الخارج وتشجيع الحجر الفلسطيني فنحن نعمل على إدخال الفن في صناعة الحجر.