على بعد 4 كيلومتر، من الجنوب الغربي من مركز القدس الشريف، تقع قرية بيت صفافا، وتمتاز بأنها الوحيدة التي كانت منقسمة الى شطرين في عام 1948، ومن ثم عام 1967.حسبما يؤكد مختار القرية محمد عليان "ابو داود ".
وعند الحديث عن بيت صفافا، فنحن نتحدث عن قرية كانت مساحتها 4500 دونم، واليوم لم يتبقى منها سوى 1500 دونم وهذا يدل على الاستيطان المتفشي الذي بدأ في السبعينيات بمستوطنة "جيلو" الجاثمة على اراضي بيت صفافا وأراضي من بيت جالا.
في عام 1948 انقسمت بيت صفافا الى قسمين، الأول أردني والآخر لاسرائيلي، وهنا يقول المواطن "محمد سمّان" إنه نتيجةً لذلك فقد انقسمت العائلة الواحدة الى قسمين، فعلى سبيل المثال تجد أن بعض الاقارب موجودين في الاردن، وآخرون في الارض المحتلة عام 1948.
ويشير المواطن "سمان" إلى أن بيت صفافا بقيت مقسومة الى عام 1967 ثمّ عادت وتوحدت مجدداً.
يقول المختار "ابو داود" إن المباني القديمة التي شيدت منذ مئات السنين يسكنها اهالي القرية حاليا، وهي مناطق مكتظة، وشوارع القرية ضيقة كثيرا، ولكن هناك حفاظ على التراث والبلد صاحبة التاريخ القديم .
وعن التعليم في القرية، يؤكد المختار "ابو داود" أن نسبة المتعلمين في القرية تبلغ حوالي (30%-40%) ولهم مناصب ليكونوا اصحاب قرار في قريتهم المحاطة بالمستوطنات الاسرائيلية التي تحاول طمس معالمها العربية .
يتحدث المختار "ابو داود" عن منطقة البرج الذي تأسس وبني أيام الرومان، والان هو مهدوم وهناك محاولات من الاحتلال بالدخول الى هذه المنطقة عن طريق علماء الاثار واستخدامها ومحاولة السيطرة عليها.
لكنّ المختار "ابوداود" يشدد على أن السكان ما زالوا يدافعون عن دخولهم الى المنطقة حتى لا تعتبر اثاراً اسرائيلية، مؤكداً أن "هنا اصل بيت صفافا ومن هنا انطلقت القرية، وكانت كل عائلات بيت صفافا من آل سلمان، وآل عليان وآل حسين يسكنو ن في هذه المنطقة".
وعن العادات وتقاليد القرية يقول المواطن "محمد سمان" إن العادات لم تتغير عما كانت عليه في السابق، فما زال المجتمع محافظاً.
وتطرق المختار "ابو داود" إلى السكة الحديدية في القرية، قائلاً إنها كانت ما قبل عام 1967 وتأسست من خلال الانجليز وكان هدفهم ربط الشاطيء مثل يافا وتل ابيب مع وسط البلاد في القدس ومحيطها.
ويشير إلى أن القطار كان يمر من القرية، غير أن اهالي بيت صفافا عانوا كثيرا من القطار لانه لم يكن يخدمهم وانما يزعجهم، لافتاً إلى تعرّض بعض السكان لاصابات من القطار، لانه لم يكن هناك حواجز للسكة الحديدية.
واليوم، توقف القطار واصبح مكان السكة ممر للمشاة يربط منطقة البقعة مع المالحة .
وعن اسم "بيت صفافا" يقول المختار "ابو داود": "للاسف الشديد .. اسرائيل حاولت تغير اسم بيت صفافا، لكن ورغم محاولة تغيير الاسم، ووضع اسم" اشخونا" بالعبرية كحي من احياء القدس، إلا أننا طالبنا بابقائها كقرية، لان تمسكنا في وضعها كقرية يعيدنا الى تاريخنا وتشبثنا في ارضنا، ومهما عمل الاحتلال من بناء مستوطنات محيطة فلن يتغير الامر".
ورغم كل التغييرات المحيطة في بيت صفافا الا ان السكان صامدون للبقاء فيها لابقائها بالصبغة العربية الاسلامية.