تجد كثيراً من القصص والحكايات المصورة عن بيت لحم، لكنك لن تجد كيف يعيش التجار فيها من النساء والرجال وعلاقاتهم مع السياح الذين يزورون المدينة بالملايين سنوياً.

فهناك وجهات نظر مختلفة ومتداخلة في النظر إلى بيت لحم من زاوية أخرى، فكيف ينظر هذا الفلسطيني الى السائح؟؟ وكيف يرى السائح فلسطين؟؟

جيسيكا مسلم واحدة ممن يتعاملون مع السياح بشكل مباشر حيث تعمل بمحل للتحف الشرقية ببيت لحم.

تقول جيسيكا: "أعمل في شركة المجوهرات والتحف الشرقية، وتخرجت منذ سنة، وأنا متحمسة للعمل في مجال السياحة لأن الاقتصاد الفلسطيني يعتمد على السياح بشكل كبير وعلى الحجاج المتواجدين في بيت لحم من شهر 10 و11 من كل عام ومجال عملي بالمبيعات والتسويق".

وتضيف: "العمل مشجع في مجال السياحة لأن المحلات التي تبيع المجوهرات والتحف الشرقية تفتح مجالا لدعم عائلات كبيرة، كما تساعد عائلات لترويج منتجاتها في مجال خشب الزيتون والسيراميك والصدف، وهذا الشيء يشجع الشباب والبنات للتوجه الى الأماكن التحف الشرقية، ومن خلال ذلك نشعر بدعم اهل البلد وتثبيت اهل البلد بدل الهجرة.

أما ماهر قنواتي وهو أحد تجار مدينة بيت لحم ويعمل في مجال بيع أغراض للحجاج والسياح فيقول: نعمل على بيع أغراض الحجاج والتحف لمن يأتون من جميع انحاء العالم لمدينة بيت لحم، وكنا قديما نأتي بسياح على جمال وعلى الحمير من القدس لمدينة بيت لحم، وتطور عملنا من مصنع صدف الى مصنع خشب وسوفنير ومن ثم الى تحف شرقية.

ويضيف قنواتي: "هناك كثير من السياح من يعبرون عن دهشتهم عند مشاهدة السيدات الاتي يعملن معنا، ويتفاجئون من من تصرفاتنا ولغتنا وذوقنا والابتسامة المرسومة وتعاملنا كنساء او رجال مع نساءهم ورجالهم، حيث لاي مشاهدة هذه الأمور في الشرق، ونقول لهم نحن في فلسطين مسيحين ومسلمين رجال ونساء كلنا فريق عمل واحد ونمثل فلسطين وبيت لحم.

السائحة الدنماركية فدريكا تصف زيارتها لمدينة بيت لحم وتقول: هذه اول مرة ازور فلسطين وانا محظوظ بالوجود مع عائلة فلسطينية، وبناء العائلة الفلسطينية ليس كما في الدنمارك التي تعيش مع ام واب ثم تغادر العائلة بعد 18 عاما للاعتماد على نفسك، ولكن هنا تبقى في عائلة كبيرة والابن الأكبر يسكن في المنزل فوق منزل العائلة وانا اسكن مع العائلة (الاب والام) في الطابق السفلي، وللمرة الأولى العيش مع العائلة جيد، وانا اشعر بانني أنتمي لهذه العائلة والعيش معهم في التجارب الجيدة والسيئة وكل تفاصيل الحياة، وهو شعور جميل ان تعيش مع عائلة فلسطينية.

وتضيف فدريكا: انا قدمت هنا لوحدي وهذه اول مرة أكون هنا في الشرق الأوسط والمنطقة وفلسطين ولم اكن خائفة ولكن كانت تجربة جديدة كيف تدور الأمور هنا، ولكن ان تكون امراة لوحدك انا متفاجأة من ذلك، لانه من السهل ان تتنقل وتتواصل مع الناس وتجد دائما أحد يتحدث الإنجليزية، وبدأت باستخدام السرفيس هذا امر عظيم وتجربة جيدة لانه من السهل التواصل مع المجتمع والتعامل مع الناس وان تكون امراة وتنتقل في الجوار هو امر جيد وسهل للغاية.

اما مريولا، وهي سائحة من بولندا، فتعمل كقائد سياحي تقول: اقود السياح والحجاج الى الأرض المقدسة وتحديدا في بيت لحم وصلت الى بيت لحم واعمل فيها منذ سنوات، وخلال سفري من والى فلسطين تكونت لدي مجموعة من الأصدقاء، وهم يساعدونني في التعرف على الاصدقاء الجيدين، لأـنه من الصعب الحصول على أصدقاء جيدين بسبب الوضع الصعب الذي تمر به فلسطين.

وتقول مريولا أيضا: "اعتقد انه بعض الأحيان اواجه صعوبات، أن تكونين تكون امرأة شابة هذا يجعل الأمور صعبة، وفي أحيان كثيرة يجب علي الحديث عن موقعي ووضعي وان ابقى قوية معظم الوقت ولا اعتقد ان الرجال لديهم نفس المشكلات واتوقع ان حال الرجال في العمل افضل وفي تجربتي ولأنني ليس فقط قابلت الناس هنا في فلسطين أيضا في أوروبا أحيانا هناك مشاكل متشابهة كون الشخص امراة، وربما لانني اعمل كقائد سياحي منذ 10 سنوات وبدأت بهذا العمل ويجب ان أكون اكثر قوة واعتقد انني افضل اليوم من البدايات ولكن لا بد من وجود مشاكل مع كل عامل جديد وتحديدا الفتيات.

بالعودة إلى جيسيكا مسلم التي أثنت على دور المرأة الفلسطينية وتقلدها مناصب عدة فتقول: هذا شيء نفتخر فيه ونحب ان ننقل صورة جيدة عن المرأة الفلسطينية في محافظة بيت لحم وكل فلسطين لأن السائح عندما يصل بيت لحم يشعر بالضيافة والكرم الفلسطيني ولا يشعر انه بعيد عن بلده بل بالعكس وهناك مساعدات وخاصة للسياح لمعرفة طريق ما، أو كدليل سياحي، وهناك اشخاص بعدد كاف يقدمون النصائح المتعلقة بالأماكن والسياحة والمطاعم.