قال المحلل السياسي د. محمد فرحات إن الحكومة الفلسطينية المقبلة ستكون ضمن الظرف السياسي الذي تأتي فيه ومجمل المشهد الفلسطيني أمام خيارين إما أن تكون اخر الحكومات قبل تحولات تفلت من ايدي الجميع، أو أن تكون حكومة تبني رأس جسر يربط الفلسطينيين مع متغيرات أخرى بدون اهتزازات شديدة من خلال عمل سياسات وبرنامج عمل بصورة مختلفة.
وأشار فرحات في حديث لبرنامج "عمار يا بلد" الذي يقدمه الزميل جورج قنواتي عبر أثير راديو بيت لحم 2000، إلى أنّ هذا التوقع ينطلق من وجود شيء يتغير في الإقليم والعالم والمنطقة وهناك مفصل تحول سياسي هام.
وأضاف أنّ المعطيات تقول إن فتح تتجه إلى أن تأخذ الحكومة جملة وتفصيلا وبالتالي الاحتمالات تذهب في هذا الاتجاه ولكن عند الفلسطينيين كل شي وارد وفقة نظرية الاحتمال ونقيضه وهذا شي مرهق.
وحول ملف المصالحة والانقسام، يرى فرحات أنّ المزعج في هذا الملف غياب القدرة الداخلية على نية الحل وعلى رأسها الانقسام، وأنّ المشهد الفلسطيني هو ابدا لم يعرف الوضع الذي يكون فيه على ما يرام.
وتابع: نحن ينقصنا وجود نظام أو طريقة لتنظيم الخلافات بيننا في المشهد السياسي الفلسطيني وغير قادرين على عمل اتفاق حول المصالح السياسية والجوهرية المشتركة.
وقال: نحن نعيش حاليا في منعطف خطر ونحن والنخب السياسية التي تداولت علينا منذ الـ 48 وحتى الان نتحمل مسؤولية كل ما يجري، وكل ما وصلنا اليه، وإن الحياة السياسية الفلسطينية الراهنة هي استثنائية سلبية في تاريخ الحركات السياسية، مؤكداً أن المستفيد من الانقسام هو الخيبة والفشل والبؤس ولا رابح من الانقسام.
وفي ما يتعلق بقضية قرصنة حكومة الاحتلال لأموال المقاصة، أشار فرحات إلى أنّ الحكومة لديها موقف رئاسي واضح وهو عدم استلام اموال المقاصة في حال تم اقتطاع مبالغ منها تتعلق برواتب اسر الشهداء والاسرى، وهذا موقف مناسب وهو تعبير عن القيام بالواجب.
وتحدث عن وجود خليتين تعملان في المشهد السياسي الفلسطيني، الاولى خلية الرئيس والقوى المؤيدة له و"هذه القوى غير نافعة وليس عندها سعر سياسي حقيقي" على حد تعبيره، والخلية الاخرى القوى المعارضة وهي "قوى غير منصفة"، وبالتالي لدينا أزمة في العمل السياسي الفلسطيني وطرق التعبير السياسي، ولكن هذا لا يلغي بأي حال من الاحوال أن هناك قدرة ليكون لدينا عداءً سياسيا يغادر منطقة السلبية والركود الى منطقة واسعة النطاق لنكون قادرين أن نوظف من خلالها بعض الاشياء لصالحنا.