بتول حسين- سحب وجهاء العشائر في مقطع مصور نشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي قرار "هدر دم" شاب متهم بابتزاز سيدة أقدمت على الانتحار بسبب ابتزازه لها في صور باهر بالقدس المحتلة، وذلك بعد أن كان معلناً عنه في "العطوة" التي أقيمت بين عائلتي أبو طير وعميرة، بسبب احتجاز شرطة الاحتلال للشيخ عصام عميرة مساء امس الأربعاء.
وفي هذا الشأن قال جمال الدرعاوي أحد وجهاء العشائر في مدينة بيت لحم، لـِ (راديو بيت لحم 2000) خلال اتصال هاتفي مع برنامج عمار يا بلد الذي يقدمه الزميل جورج قنواتي، "إن من قام بسحب قرار هدر دم الشاب ليسوا رجال الإصلاح ووجهاء العشائر، إنما ذوي المرحومة ، ولم يكن عليهم سحب هذا القرار، وسحبه ليس انتهاء للقضية".
وأشار الدرعاوي إلى أن العقوبة المالية التعويضية التي فرضت على عائلة أبو طير عليها أن تكون بقيمة أكبر مما هي عليه، ولكن عندما قرروا هدر دمه لم تهتم عائلة عميرة لقيمة المبلغ المالي المفروض عليه.
واعتبر قضية "هدر الدم" أنها لا تجوز في ظل وجود مؤسسات الدولة المختصة والمحاكم، إنما في الحالة المقدسية نظراً لوقوع القدس تحت سيادة الاحتلال، وأهالي البلدتين صورباهر وأم طوبا يدركون مسبقاً أن الاحتلال لا يسمح بممارسات دولة داخل دولة، لكن ذوي المرحومة كان عليهم أن يستمروا بقرار هدر دمه.
وشبه الدرعاوي هذه القضية بقضية العملاء والجواسيس الذين يتخابرون مع الاحتلال، والذين يهدر دمهم من قبل العشائر الفلسطينية وفصائل العمل الوطني، والذين يقعون تحت حماية الاحتلال لذلك لا يتخذ بحقهم أي اجراء قانوني من قبل السلطات الفلسطينية، ولكن تكفيهم نظرات الازدراء التي يقتلوا بها كل لحظة، مؤكداً على أن الاحتلال يعبث لمكونات المجتمع الفلسطيني وتخريب مساره وسلوكياته، كما يوجهه نحو الانحراف.
وشدد على ضرورة تشكيل لجان إصلاح من قبل فصائل العمل الوطني والسلطة الفلسطينية، تكون ذات نزاهة وأمانة؛ لدعم وجهاء العشائر من أجل أخذ دورهم في حل مثل هذه المشكلات والنزاعات في القدس، في ظل عدم القدرة على محاكمة هؤلاء الأشخاص في المحاكم الفلسطينية، نظراً لوجودهم تحت حماية قوانين الاحتلال التي تصدر لهم أحكاماً مخففة لمثل هذه الجرائم، لذلك يجب أن يكون هناك دورا للعرف والنظام العشائري باعتباره نظام فلسطيني بديل في ظل وجود الاحتلال.
وفي الحديث عن المخاطر التي يترتب عليها عدم خضوع هؤلاء الأشخاص للمحاكم، قال الدرعاوي "إنهم "بلطجية" ويعرقلون سير الحياة، لذلك يترتب على وجهاء العشائر وفصائل العمل الوطني تحمل المسؤوليات ليس فقط على الصعيد المالي، إنما على الصعيدين النفسي والفكري أيضاً، ففي القدس عددا من رجال الإصلاح القادرين على رفع مكانة القدس مقابل المحافظات الفلسطينية الأخرى".
وكان الاحتلال قد اعتقل مساء أمس الأربعاء، الشيخ عصام عميرة من قرية صور باهر جنوب القدس، على خلفية العطوة العشائرية بين عائلتي أبو طير وعميرة، كما استدعت سلطات الاحتلال الحاج موسى تيم أحد رجالات الاصلاح في القدس للتحقيق معه على نفس القضية.
يذكر أن نهى عميرة من قرية صور باهر في مدينة القدس المحتلة، أقدمت على الانتحار السبت الماضي، بتاريخ 25/8/2018، وذلك عقب تعرضها للابتزاز من صديقتها وشقيق صديقتها، وهما: محمد عيسى أبو طير، وشقيقته هديل أبو طير.