خاص - فادي العصا- " سُمِع صُراخ الجنود خوفاً من آخر المخيم!" بهذا الوصف تحدث الناشط محمد شعفوط من مخيم الدهيشة عن اقتحام جيش الاحتلال بأعداد كبيرة للمخيم فجر الإثنين.

يصف شعفوط في حديث لــــ (راديــــــــو بيت لحم 2000) بأنها الأعنف منذ فترة طويلة، فالاقتحام تم بمركبة بيضاء، يبدو أنها تحمل قوات خاصة قبل انكشاف أمرها، فيتبع ذلك اقتحام من كل مداخل المخيم بأعداد كبيرة من الجنود المدججين بالسلاح".

يقول شعفوط:" إن كمية رشق الحجارة كانت كبيرة، رغم أن الاقتحام تم عند الــــ (3:30) فجراً، هذا دفع الجنود لإطلاق القنابل والرصاص المطاطي أولاً بشكل جنوني، ومن ثَم استخدام الرصاص الحي بكثافة، لدرجة أن الجنود صرخوا وخافوا، وشُوهِدوا وهم يختبئون تحت مركبات المواطنين!".

شهيد وإصابات

بعد وقت قليل، نقل مواطنون من المخيم طفلاً أصيب بالرصاص في صدره، يقول شعفوط: "نُقل معه شابان اُصيبا بالرصاص إلى مستشفى بيت جالا الحكومي، وأُصيب الكثير من المواطنين بالاختناق الشديد نتيجة إلقاء قنابل الغاز بكثافة في المخيم".

ويؤكد الناشط محمد شعفوط لإذاعتنا، أن حملة الدهم كانت لاعتقال نشطاء في المخيم، يدّعي الاحتلال أنهم ينتمون للجبهة الشعبية، نجح في الاقتحام الذي تم فجراً بالاعتقال، مستدركاً "إلا أنه لم يكتفِ بذلك الاقتحام قبل الانسحاب قرابة الساعة السادسة، ليعاود الاقتحام مرّةً أخرى بعد دقائق من المدخل الجنوبي لبيت لحم، ولكن استنفار المواطنين مع انتشار خبر الشهيد صعّد من موجة المواجهات التي اضطرته للانسحاب".

رصاصة في القلب

يصف الطبيب المُشرف على حالة الشهيد مزهر في مستشفى بيت جالا الحكومي د. وسيم سلمان وضعه الصحي عند وصوله الى المستشفى بأنه حرجٌ جداً، رغم أن المواطنين استطاعوا نقله مباشرة وبعد وقت قصير إلى المستشفى، أُدخل إلى قسم العناية المكثفة وحاول الأطباء إنعاشه لأكثر من نصف ساعة إلا أنه استشهد".

ويرد الطبيب سلمان على سؤال (راديو بيت لحم 2000) حول تحليله الطبي لما حصل مع الشهيد بالقول:" إن الطفل أصيب برصاصة مباشرة اخترقت صدره وخرجت من ظهره، ويبدو أنها من قناص، كما أن الرصاصة كانت قد اخترقت القلب، ما أدى الى وصوله إلى المستشفى بحالة صحية حرجة جداً، إلا أن الواضح أن الهدف هو القتل، وهو ما حدث فعلا".

جماهير غاضبة

لم يمر وقت طويل حتى وصلت والدة الطفل مزهر مع أبيه والأقارب إلى ثلاجة الموتى في مستشفى بيت جالا الحكومي، لإلقاء نظرة الوداع عليه، ليعم الحزن المكان، وسط دعوات الوالدة بالرضا عنه، ولن يذهب مشهد وداع أبيه الذي كان يقول:" أركان كان يطلب أن أُسامحه، وأنا أُسامحه اليوم!".

هذه المشاهد وانتشار خبر استشهاد أركان، وصل إلى كل أبناء المخيم وانتشر سريعاً ليُسجل شهيد فلسطيني جديد في بيت لحم، وينضم إلى آلاف الأطفال اللذين استهدفهم الاحتلال.

خرجت جماهير مخيم الدهيشة وطالبت المقاومة بالرد، وللاحتلال بالوعيد بأن هذا الشعب لن يموت، وأن أركان سيكون نوراً على درب التحرر والانعتاق من الاحتلال.