05-04-2024
broadcast
الأخبار
على كفّ الموت.. يتأرجحون!
03مايو، 2018 - 12:00ص

لمى منصور - الصحفيُّون في غزّة مهددون بالقتل يومياً، وحياتهم في مرمى نيران الاحتلال الإسرائيلي.

رصاصةٌ واحدة قادرة على إيقاف نبض قلبهم، وإسكات صوتهم، وإسقاط عدستهم.

ياسر مرتجي، وأحمد أبو حسين، صحفيان يعملان مصوران، ذنبهم الوحيد أنهم فلسطينيان، يعيشان بغزة.

رصاصةٌ استقرّت وتفجرّت في مكانٍ واحد، بظروفٍ واحدة، بقاتلٍ واحد، على حدودٍ يفصلها سياجٌ حديديّ، ومئة قنّاص.

قُتِل حلم ياسر، وأَسكتت الرصاصة صوتَ أحمد.

وحين يغادِرُ الصحفيُّ في غزة بيتَه متوجهاً إلى مخيمات العودة التي نصبها الفلسطينيون يوم الأرض إحياءً وإصراراً على حقهم بالعودة إلى أراضيهم، يودعون أهلهم ويعدّون أنفسهم، ويبتسمون لبعضهم قائلين: "على من الدور سيقع اليوم؟!"

وحول تجربة الصحفيين في مواجهة موتٍ أو إصابةٍ أثناء تغطية مسيرات العودة السلميّة، تحدثنا إلى الزميل الصحفي نضال الوحيدي، حيث أشار إلى أن التجربة محفوفةٌ بالمخاطر والقلق من الاستهداف.

"والشعور بأنك مستهدف في أي لحظة بات قائماً في كل لحظة، خاصةً أن زملاء لي استشهدوا، وأصيب أخرون بشكلٍ مباشر من قبل القنّاصة الإسرائيليين المنتشرين على طول حدود مناطق الاعتصامات الفلسطينيّة شرق القطاع" قال الوحيدي.

وأضاف الوحيدي، أنّ "الزميل ياسر مرتجى أصيب برصاصة من قبل قنّاص، أصابت الشرايين الرئيسية لجسمه، ونفس الإصابة أصيب بها الزميل أحمد أبو حسين، قبل أن يرتقيا شهيدين".

"من لحظة الدخول للميدان تبدأ بمشاهدة أصعب المواقف" قال الوحيدي.

وتابع "أنتَ ترى انتهاك للإنسانية بكل صورها وأشكالها، وأنتَ لا تستطيع أن تفعل شيء سوى التقاط الصور فقط، وأيضاً مهدد بأن تصيبكَ أحد الطلقات أو قنابل الغاز".

وفي ختام حديثه، أكد الوحيدي على أن رسالة الصحفيين في غزة تقوم على نقل كل ما يجري في الميدان بكل شفافية، مطالباً المؤسسات الصحفية ونقابة الصحفيين بتوفير كل ما يلزم الصحفي، وأنْ لا يقتصر الاهتمام بعد الإصابة أو الاستشهاد.


"كل فلسطينيّ.. مستهدف"

 

وحول التحديات التي تواجهها الصحفية الفلسطينية خلال تغطيتها لأحداث مسيرات العودة، قالت الإعلامية صفاء الهبيل: "إن الصحفية الفلسطينية التي تعمل في مجال المراسلة الصحفية في غزة، تواجه العديد من المشاكل والتحديات في ظل أدنى مقوّمات الحماية الصحفية".

وأكدت الهبيل على أن التغطية في أماكن مفتوحة يشكل خطراً على حياة الصحفيين، حيث إن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يميّز بين أحد، وكل فلسطيني أمامه هو مستهدف، والرّصاص لم يعد يفرّق بين صحفي منوط به حسب قوانين الشرعية الدولية تغطية الأحداث وبين المواطنين العاديين.

ومن المواقف الصعبة التي من الممكن أن يتعرض لها الصحفي في الميدان، قالت الهبيل: "إن من الصعب على الصحفي أن ينقل خبر إصابة أو استشهاد أحد من زملائه الصحفيين".

وأوضحت الهبيل، أنها أول من نقلت خبر إصابة الشهيد ياسر مرتجى، وأعدت لقاءً صحفياً مع أحد مرافقين ياسر.

وبيّنت أنّها كانت تجمع كل المواد الصحفية التي تخص إصابة زميلها ياسر، لتعطيه إياها عقب تعافيه من الإصابة.

وقالت: "إن الاحتلال لا يعطِ لنا فرصة، وعلى الدوام يأخذ منا كل ما هو جميل".

وأشارت الهبيل إلى أن الصحفيين بغزة يعانون من نقص كبير في وسائل الحماية. وطالبت بضرورة إجبار الاحتلال الإسرائيلي على إدخال دروع حماية إلى غزة، وتوفير معدات الحماية.

وأكدت على ضرورة تنظيم ورش عمل وندوات لتوعية الصحفيين حول كيفية التعامل خلال تغطية الأحداث التي يتم تغطيتها من جانب صحي ومهني لحماية أنفسهم.

 

"2006.. بداية التحوّل"

 

في تقرير لمؤسسة الضمير الحقوقية، أشار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين في غرة بدأت تتجه نحو الاستهداف المباشر لهم منذ عام 2006.

وأوضح التقرير أن عام 2006 شهد تراجعاً كبيراً على صعيد الحريات الصحفية.

وازدادت عمليات القمع بمختلف أشكالها التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين منذ ذلك العام.

وللحديث أكثر عن هذا التوجه الإسرائيلي في التعامل مع الصحفيين، بيّن الصحفي إبراهيم العطلة أن "في صباح يوم 26.6.2006، توغلت آليات الاحتلال الإسرائيلي في حي التفاح، وكان هناك ناقلة للجند تتمركز عند أحد السواتر الترابية".

وقال العطلة: "صوبت عدسة الكاميرا باتجاه ناقلة الجند، لتوثيق ما يجري، لكن ما وثق بالصورة هو دخان متصاعد من الرشاش المثبت فوق ناقلة الجند، في استهداف مباشر لي".

وأكد العطلة على أنه كان على بعد 200 متر، ويرتدي السترة الواقية، ومكتوب عليها صحافة، وجاءت الإصابة خطيرة، وكادت أن تصيب العطلة بشلل.

وبعد محاولات كثيرة لنقله للعلاج في مستشفيات الداخل المحتل الفلسطيني، تم نقله وتقديم العلاج له تحت ظروف لا تراعي أدنى حقوق الإنسانية.

 

"مخاطبة العالم"

 

عقب الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، والقدرة على مخاطبة جمهور عالمي بسهولة وبوقت قصير جداً، اتجه عدد من الصحفيين والناشطين الفلسطينيين والداعمين للقضية الفلسطينية إلى مخاطبة العالم من

خلالها، وتوسيع نطاق التضامن الدولي مع الفلسطينين. 

وحول هذا الموضوع، توجهنا بالسؤال للإعلامية وعضو لجنة أخلاقيات المهنة في نقابة الصحفيين نور عودة، عن الدور المطلوب من الصحفيين الفلسطينيين لمواجهة ما يجري.

وبيّنت عودة، أن المعركة التي يواجهها الصحفي في فلسطين، هي مع احتلال متجبّر لا يحترم ولا ينصاع لأي قانون، ومدعوم من أقوى دولة في العالم.

وحول خصوصيّة الصحفي في قطاع غزة، أوضحت عودة أن "نسبة الخطر على حياته أكبر مقارنةً بالضفة للغربية، لأن في غزة المعالجة تتم بشكل عسكريّ، والاستهداف المباشر لحياته".

وأعربت عودة عن أمنيتها، بأن تصل الجهود المبذولة إلى مرحلة يتم من خلالها إلزام الاحتلال للوقوف عن جرائمه بحق الصحفيين. وأكدت على أن هذا يحتاج إلى جهد مضاعف، وبدعمٍ من الإدارة الدوليّة.

وأفادت عودة بأن نقابة الصحفيين تسعى للوصول إلى المحافل الدولية، ومخاطبة المهتمين بموضوع حقوق الإنسان والصحفي، لإلزام دولة الاحتلال احترام قانون الإنسان الدولي وحقوق الصحفيين.

وأشارت عودة إلى أن نسبة التعاطف الدولي مع الصحفيين الفلسطينيين اختلف، حيث قبل قترة قصيرة لم يكن الصحفييون الأجانب يتعاملون مع الفلسطينيين كزملاء مهنة.

واعتبرت عودة، أن "المسؤولية الآن إلى جانب الجهود التي تبذلها النقابة، تقع على عاتق الصحفيين أنفسهم، من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتكثيف الجهود في مخاطبة العالم، بدلاً من مخاطبة أنفسنا".

وقالت عودة: "إن الفترة التي تلت استشهاد ياسر وأحمد، شهدت أسلوباً جديداً في التعاطي مع الموضوع، وكان هناك تعاطف دولي وإنساني مع الصحفيين في غزة بشكلٍ ملحوظ"، مؤكدة على أن الطريقة التي تم نشر قضية ياسر وأحمد "جاءت بطريقة ذكيّة ووعي كبير، مما ساعد في حشد كمية هذا التعاطف الكبير".

واختتمت عودة بقولها: "لا حلول واقعيّة سريعة قادمة، لكن هذا لن يوقف من عزيمتنا، وسنستمر في عملنا، وسنوثق جرائم الاحتلال، ونفضحها".

 

"قانون العمل الصحفي"

 

وفي بيان لنقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، بمناسبة اليون العالمي لحرية الصحافة، حذر فيه من أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي اتخذت قراراً بتصعيد هجومها وانتهاكاتها ضد الصحفيين الفلسطينيين.

وأشار أبو بكر إلى أنه منذ العان 2013 وحتى اليوم، استشهد 24 صحفياً برصاص الاحتلال أثناء ممارسة عملهم الصحفي، وأصيب أكثر من 2600.

وأكد أبو بكر على أن النقابة ستعقد مؤتمراً دولياً في فرنسا بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين.

وبيّن أن هذا المؤتمر يأتي بهدف تدويل قضية الصحفيين الفلسطينيين، خشيةً على حياة الصحفيين، خاصة عقب استشهاد الصحفي ياسر مرتجي، والصحفي أحمد أبو حسين مؤخراً لي قطاع غزة، إثر استهداف مباشر لهم من قبل قنّاصة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وحول تجاهل مؤسسة "مراسلون بلا حدود" جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين في تقريرها، قال أبو بكر: "إن هذا التصرف سيجعل إسرائيل تشعر بالارتياح وستصعد من انتهاكاتها في ظل عدم مساءلتها وملاحقة جرائمها".

وأوضح أبو بكر، أن هناك جهوداً تُبذل لتطوير قانون العمل الصحفي، وترسيخ قوانين عصرية تتوافق مع المعاييز الدوليّة للصحافة القائمة على احترام حقوق العمل الصحفي.

currency أسعار العملات
05 أبريل 2024
العملة
سعر الشراء
سعر البيع
الأخبار الرئيسية
"التعاون" وبنك فلسطين تطلقان حملة لجمع 400 مليون دولار لكفالة ايتام العدوان على غزة
05أبريل، 2024
اقرأ المزيد
حزب الله يقصف جنود وآليات الاحتلال جنوب لبنان
حزب الله يقصف جنود وآليات الاحتلال جنوب لبنان
05أبريل، 2024
اقرأ المزيد
تركيا تعلن اعتقال خليّة من 8 أشخاص تجسّست على أفراد وشركات لصالح الاستخبارات الإسرائيلية
تركيا تعلن اعتقال خليّة من 8 أشخاص تجسّست على أفراد وشركات لصالح الاستخبارات الإسرائيلية
05أبريل، 2024
اقرأ المزيد
الأكثر مشاهدة
الاحتلال يرتكب مجازر جديدة في قطاع غزة وحصيلة الشهداء ترتفع إلى 33091
الاحتلال يرتكب مجازر جديدة في قطاع غزة وحصيلة الشهداء ترتفع إلى 33091
05أبريل، 2024
اقرأ المزيد
تجدد القصف الإسرائيلي على عدة بلدات في جنوب لبنان
تجدد القصف الإسرائيلي على عدة بلدات في جنوب لبنان
05أبريل، 2024
اقرأ المزيد
مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يطالب بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل على خلفية الحرب على غزة
مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يطالب بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل على خلفية الحرب على غزة
05أبريل، 2024
اقرأ المزيد