"فن الكاريكاتير بالنسبة لي وجبة مغرية، سنارة صيد، وسلاح حبره رصاص، بهِ تحيي الأفكار وتصطادها، وبه تنبذ ظلماً وتقتله، عن طريق السخرية والتوجيه وخلق المِزاج اللا مرئي"، يصف رسام الكاريكاتير سائد نجم أهمية هذا الفن بالنسبة له.
تخرج سائد قبل حوالي عام ونصف العام من جامعة القدس - أبو ديس بتخصص الإعلام، إلا أن موهبته في رسم الكاركاتير، الذي من خلاله ينتقد ما لا يراه مناسباً في مجتمعه.
بدأ العمل بإذاعة (راديو بيت لحم 2000)، خلال النصف الثاني من حياته الجامعية، محاولاً توسيع عمله حتى يستطيع تقديم رسومات أكثر، للتعبير عن الواقع الذي يعيشه مجتمعه، لأنه يعلم تماماً أن أي مردود مادي لن يجلبه له هذا الرسم.
يحاول سائد الوصول إلى هدفه باستخدام وسائل أخرى، فهو لم يركز على المجال ذاته في العمل للحصول على المردود المادي وإنما اختار أن يعمل في شأن متصل حتى يصل لهدفه المرجو.
عدة تحديات واجهها سائد بداية اهتمامه في هذا المجال تمثلت في بعض الأمور ذات التكلمة المادية، بالإضافة إلى تنقله بين جامعتين، الأمر الذي خلق فجوة جغرافية بموقع الدراسة في رام الله والذي أبعده المكان الذي يعيش فيه، وهو ما سجل مشكلة جديدة للتعبير عن أفكاره التي تشتت بفعل عامل الوقت والجهد اليومي.
بقلم من حبر ورصاص وأوراق مبعثرة ومحاولة لإدخال التكنولوجيا الحديثة، يعمل سائد على إعداد فكرته وتطويرها.
تحتاج الأفكار منه للقراءة الدائمة - كما يقول- حتى يستطيع أن يلخص كتباً ومقالات في كثير من الأحيان في رسمة صغيرة، تمثل واقع الحال أو أنها تربط فكرة بأخرى، كما أنه يحاول دائما قراءة البعد التاريخي لأي موضوع حتى يتنسنَ له الوصول إلى هدفه برسمة بسيطة.
سائد لا يعتبر نفسه ممن يعتمد فقط على الرسم الكاريكاتور، وانما هو في بداية هذا الطريق، رغم تعبيراته برسماته عن قضايا كبيرة في مجتمعه.