بيت لحم 2000 - بحضور ممثلي مسلسل وطن ع وتر وعدد من العلماء أطلقت جامعة بيرزيت مدونة محوسبة للعامية الفلسطينية، بلغ حجمها 55 ألف كلمة، وتم تصريف وتعريف خصائص كل كلمة فيها.
وأوضح مدير المشروع د. مصطفى جرار أن غالبية نصوص المدونة كانت من مسلسل وطن ع وتر، وأن المدونة ستستعمل في تطوير تطبيقات لفهم العامية الفلسطينية بالإضافة إلى استعمالها من قبل طلبة أجانب وباحثين مهتمين بتحليل وفهم اللهجات العامية.
وتجدر الإشارة إلى أن بناء هذه المدونة استغرق أكثر من عامين، وعمل عليه عدة باحثين وطلاب، وقد تم دعمه من قبل مجلس البحث العلمي في وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية.
كما تم نشر عدة أوراق علمية وتقنية حول هذه المدونة. ولقد تم نشر محتويات المدونة بالكامل عبر محرك بحث خاص يتيح لأي شخص استرجاع الخصائص التصريفية لأي كلمة عامية، كما ويمكن للباحثين تنزيل واستعمال المدونة بالكامل من خلال هذا الرابط http://portal.sina.birzeit.edu/curras
من جهته، بيّن نائب رئيس مجلس البحث العلمي في وزارة التربية والتعليم العالي د. كريم طهبوب، أن هذه المدونة ستشكل أرضية خصبة لأبحاث وبرمجيات قادمة في مجال الفهم الحاسوبي للغة العامية المحكية في فلسطين، وأن هذا المشروع هو دليل على أن المبالغ التي تصرف على البحث العملي سيكون لها أثر هام سواء أكان ذلك اقتصاديا أو اجتماعيا أو ثقافيا، وأن العلماء الفلسطينين يمكنهم عمل الكثير بجهود ذاتية وبتمويل ذاتي إذا ما توفرت الإرادة.
كما أمل د. طهبوب أن يستأنف مجلس البحث العلمي نشاطه الذي يترقبه الباحثون بشغف في وقت قريب.
رحب عميد كلية الهندسة والتكنولوجيا د. خالد أباظة بهذا الإنجاز وبين أن الكلية تسعى في رسالتها إلى وضع البحث العلمي ضمن أولوياتها، شاكراً مجلس البحث العلمي على دعم عدة أبحاث في الجامعة.
وأكد أن الكلية عبر مشاريعها البحثية والأكاديمية تعمل على خدمة احتياجات المجتمع الفلسطيني والثقافة الفلسطينية.
الممثلة الكوميدية في مسلسل وطن ع وتر، السيدة منال عوض، عبرت عن سعادتها لاستخدام نصوص مسلسل وطن ع وتر لخدمة الأبحاث العلمية، وأضافت أن هذه المدونة تخدم الثقافة الفلسطينية بالإضافة للاستخدامات الحاسوبية الأخرى للمدونة.
كما عبر الممثل خالد المصو والممثل محمد الطيطي عن إعجابهما بفكرة المشروع خاصة أنها تؤرشف المصطلحات الفلسطينية وأبديا حماسهما لدعم المشروع والباحثين بكل ما يحتاجونه.
وأوضح د. سامي شعث، مدير برنامج الطلبة الأجانب في جامعة بيرزيت، أن هذه المدونة ستساعد الطلبة الأجانب الذين يدرسون اللغة العربية والعامية الفلسطينية، حيث سيتمكنون من الاطلاع على تصريف ومعنى الكلمات العامية.
كما أوضح أن المدونه بحد ذاتها هي خامة هامة للبحث العلمي المتعلق باللهجة الفلسطينية من الناحية اللغوية، وأنها تسهل صناعة المعاجم العامية المتخصصة.
بدوره، أوضح د. مصطفى جرار، الباحث الرئيسي ومدير المشروع أن العمل على إنجاز هذه المدونة لم يكن سهلاً، ليس فقط لصعوبة بعض الكلمات، بل لأن كل كلمة في المدونة تم تصريفها وتحديد خصائصها، مثل: نوع الكلمة وتصريفها اللغوي، نوع وتصريف السوابق واللواحق لكل كلمة، الكلمات المقابلة في الفصحى، التهجئة العامية المعيارية الموحدة، المعنى بالإنجليزية، جنس الكلمة، وغيرها من الخصائص.
وأضاف: "تكمن أهمية هذه المدونة ليس بحجمها وإنما بدقتها وكونها تمثل العامية الفلسطينية بمختلف تبايناتها المناطقية والإجتماعية، وقد وفقنا باختيار نصوص مسلسل وطن ع وتر لأن حلقاته تناولت مواضيع مختلفة واحتوت على نصوص للهجات فلسطينية مختلفة.
وأضاف د. جرار أن من إنجازات المشروع ليس فقط محتوى المدونة نفسه، بل كذلك الحصر لأنماط التهجئة والتصريف في العامية الفلسطينية، مبيناً أن الاختلاف بين العامية واللغة الفصحى كان على عدة مستويات، مثل الإختلاف في اللفظ كالمد والتفخيم وقلب الحروف، وفي التصريف مثل أنماط النفي واستبدال حرف الياء في الفعل المضارع بحرف الباء، وفي استخدام كلمة جديدة ليست موجودة في الفصحى.
و أشار د. جرار إلى التعاون العلمي بين جامعة بيرزيت وكل من جامعة نيويوك في أبو ظبي، عبر د.نزار حبش، وجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية عبر د. أوان رامبو.
استخدامات المدونة التي أشار إليها د. جرار شملت استخدام المدونة كمعجم ثلاثي، عامية-فصحى-إنجليزي، خاصة للأجانب والباحثين، بالإضافة إلى استخدام المدونة لتطوير تطبيقات حاسوبية تخدم الفلسطينين، مثل تحويل النصوص العامية إلى فصحى آليا، والترجمة الآلية، والتدقيق الإملائي الآلي، ومحركات البحث، وتحويل الكلام إلى نصوص، وتحديد رأي المعلقين آلياً وغيرها.
كما دعا الطلبة والباحثين اللغويين إلى الإستفادة من المدونة في دراساتهم وأبحاثهم اللسانية.
مقارنة مع العامية المصرية، أشار د. جرار إلى تجربة أولية تم إجراؤها إحصائياً لمقارنة مدى تقارب واختلاف العامية الفلسطينية والمصرية، حيث كانت النتيجة تقارب اللهجتين بنسبة 75%، وهي نسبة أعلى مما قد يعتقد البعض.
وهذا قد يشير إلى أن العامية الفلسطينية تتقارب مع العامية اللبنانية والسورية والأردنية بنسب تفوق 90% أو أكثر.