بقلم الطالبة: رزان حميد
دعني أخبرك عزيزي القارئ أن الحياة ليست مُفرَشةً بالورود طيلة الوقت بل هي أعقد من ذلك بكثير، أحياناً تكون مليئةً بالأشواك والصدامات التي نتعرض لها إما أن تكون مع أشخاصٍ أو الحياة نفسها تُلقي عليك تلك الضَّرباتِ كي تختبركَ، سوف ترى أن الليالي باتت طويلةً وخطواتكَ أصحبت ثقيلةً وصعبةً، أما الوقت فهو متوقفٌ بالنسبةِ لك ولا يسير كما تريد فاعلم بأنك تُمتحنُ كي يختبرَ الله عز وجلَّ مدى تَحَمُلِكَ للصعوباتِ هل لحدِّ الألم والعجز؟ أم أنك تستطيعُ الفوزَ وإكمال حياتك رَغمَ كل تلك الآلام والمصاعبِ ها هيَ الحياةُ تنتزعُ نعومتكَ، وثوب لطافتكَ وهدوئكَ، وتُلبسكَ ثوبَ الجلدِ والقساوة والصبر على الوجع الذي يحيطُ بكَ كي تتغلبَ عليه ولكن صدقني بأن الجانبَ الآخرَ من الحياةِ في غاية الجمالِ والبساطةِ، تكون خطواتكَ بها سهلةً ومُيْسَرّةً بطريقةٍ جميلةٍ، لياليها قصيرةّ، هادئةٌ على القلب، دون قلقٍ وحزنٍ، يكون الوقت بها كالسيفِ سريعاً جداً كي تحظى بعددٍ كبيرٍ من الإنجازاتِ والفرحِ، أما النعمُ فتتوالى عليك من عدةِ جوانبَ، نجاحٌ وسعادةٌ لا يفارقونكَ، توفيقٌ من الله بكافة أمور حياتك، ولكنك لن تحصل على ذلك الجانب من الحياةِ بسهولةٍ يجب عليك أن تكون شخصاً نقياً وصافيِ القلب، جميلَ الروح ، مِعطاء وتحبُ الخيرَ للجميع، قريباً من الله تعالى إيجابيَّ الشخصيةِ عندما يراكَ الآخرونَ يبتسمونَ بشكلٍ لا إراديٍ ذاكَ الشخصُ من كسبَ حياةُ الدنيا والآخرةِ ، نعم هو من أراد أن يفرشَ حياتهُ بالورودِ لأطولِ وقتٍ ممكنٍ، أكثرُ ما يصدمني هو قولُ بعضِ الأشخاصِ بأنَّ هذهِ حياتكَ ونصيبكَ يجبُ أن تتقبلهم وتتعايشَ معهم ولا تستطيعُ أن تغيرَ منها ولو القليلَ.
لا إعتراضَ على قدرِ الله ولكنني ضدُّ تلكَ العبارةِ ، إن الله عزَّ وجلَّ دعانا أن نأخذَ بالأسبابِ والسعيِ للأفضلِ كي نكونَ سعداء وبخيرٍ، فهو الغفورُ الرحيمُ، لذلكَ إن كانت حياتكَ مظلمةً يسودها الحزنُ والفراقِ والعُقباتُ وعدمُ التوفيق عليك أن تجتهدَ وتبدأ من تغييرِ نَفسِكَ قبل البدءِ بتغييرِ ما حولكَ، لأنكَ أنتَ الأساسُ وجميعُ ما حولكَ يعتمدُ عليكَ غَيِّر من نفسكَ قبلَ أن تُغيرَ للآخرينَ، لِكَيْ تعيشَ حياةً مُطمئنةً وأفضلَ مما عليها الآن.