19-05-2024
broadcast
الأخبار
من الاخر- خسارات اسرائيل و ارباحها بعد الرد الايراني،بقلم/الكاتب: د. أحمد رفيق عوض
15أبريل، 2024 - 12:36م

تتمثل هذه الخسارات باتضاح ان اسرائيل لا تستطيع حماية نفسها بنفسها ، اذ تداعى الغرب المستعمر بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لحماية اسرائيل و الدفاع عنها على كل المستويات العسكرية و الديبلوماسية و الاعلامية ، هذه الحماية المكثفة و السريعة و الشاملة ، يعني ان اسرائيل و رغم كل ما تدعيه من استقلالية القرار يتهاوى في لحظات الخطر ، هذه الحماية تترجم في نهاية الامر بتوجيه اسرائيل و ضبط حركتها و جنونها و اندفاعها ، من جهة اخرى اثبت هذا الرد الايراني ان اسرائيل و اذا كانت لا تحمي نفسها فهي بالضرورة لا تستطيع ان تحمي احدا في المنطقة ، و بهذا يسقط الادعاء بأن العلاقة مع اسرائيل مفيدة في الحاضر او في المستقبل ، و هو ما يقود الى القول ان دمج اسرائيل في المنطقة ليس مصلحة عربية و انما مصلحة اسرائيلية امريكية للسيطرة و الاخضاع و الابتزاز و السرقة و التحكم في الناس و الارواح و الارض و الممرات و القرارات و حتى المستقبل .

خسارات اسرائيل بعد الرد الايراني تتمثل في وضوح الضعف و هشاشة البنية و انعدام العمق الجغرافي و قلة الامكانيات و تغير الصورة و قصور الاداء و بالتأكيد تغير الدور او على الاقل تعديله او انتقاله من حالة الى حالة ، لم تعد اسرائيل كما كانت في الماضي .

اسرائيل الان تجبر على وجود قوى اقليمية اخرى ، الرد الايراني اثبت فعلا ان الاقليم و كذلك الغرب الاستعماري يقبل نفوذ ايران و محور ايران ، احببنا ذلك ام كرهنا ، فأن الرد الايراني الذي قد يكون منسقا او مرتبا ، اكد ان ايران تستطيع ان تضرب اسرائيل دون ان يعاقبها الغرب الاستعماري ، كما فعل مع العراق قبل اكثر 30 سنة .

ان احتواء الرد الايراني و تصويره على انه انتصار لاسرائيل و من ثم القرار الامريكي بعدم الرد عسكريا يعني ان هناك قبولا بالنفوذ الايراني ، الثقافي و العسكري و السياسي في المنطقة ، و قد يشكل ذلك جزءا من سياسة الاحتواء التي عادة ما تعمد اليها الولايات المتحدة لحفظ التوازنات في المنطقة العربية و غير العربية ، هذا يعني ان على اسرائيل في هذا الوقت و بعد انتهاء حرب الوكالات او حرب الظل بينها و بين ايران ان تقبل او تتعايش مع السياسات الايرانية و اذرعها و استفزازاتها في المنطقة ، و قد يكون هناك من يريد ان يرى في ذلك تأثيرا او حتى انتصارا للمحور الذي تتزعمه ايران .

هل سيؤثر ذلك على الحرب التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني بالضفة و القطاع و القدس المحتلة ! و هل يمكن لاسرائيل ان تضطر الى انهاء الحرب او التوصل لاتفاق مع حماس !

قد لا يكون الامر كذلك ، فهناك من يرى ايضا ان ايران لم تتحرك لكل ما جرى في غزة و لكنها تحركت بعد عشرات الاعتداءات عليها و كان اخر ذلك تدمير القنصلية في دمشق ، اذ انها حشرت في الزاوية و كان عليها ان ترد ، لانها لو لم تفعل لضاع عليها الكثير من الحضور و التأثير و لضاع محورها و ردعها و صورتها امام جمهورها ، بغض النظر عن كثير من التفاصيل فأن اسرائيل قبلت ان تضرب و قبلت بالنتائج و صورتها بأنه انتصار لها و هو ليس كذلك حسب رأي على الاقل .

ماذا ربحت اسرائيل من كل ذلك ! هي ارباح قليلة و انية ، فقد اشترت وقت قصيرأ و كسرت عزلة الى حد ما فأزمت اسرائيل عميقة و ما تزال تراوح مكانها و تخرج من ازمة لتدخل في اخرى ، ليشير ذلك بقوة الى ان الغرب الاستعماري يستطيع بالتاكيد حماية اسرائيل من خارجها لكنه حتى اللحظة لم يستطع او ربما لا يريد ان يحميها من داخلها .

currency أسعار العملات
19 مايو 2024
العملة
سعر الشراء
سعر البيع
الأخبار الرئيسية
شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على شقة سكنية وسط رفح
شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على شقة سكنية وسط رفح
18مايو، 2024
اقرأ المزيد
لازاريني يصف الإدعاء الإسرائيلي بأن المواطنين في غزة يمكنهم الانتقال إلى مناطق آمنة بـ
لازاريني يصف الإدعاء الإسرائيلي بأن المواطنين في غزة يمكنهم الانتقال إلى مناطق آمنة بـ "الكاذب"
18مايو، 2024
اقرأ المزيد
ثلاثة شهداء في قصف للاحتلال على مخيم المغازي
ثلاثة شهداء في قصف للاحتلال على مخيم المغازي
18مايو، 2024
اقرأ المزيد
الأكثر مشاهدة
غانتس يمهل نتنياهو ثلاثة أسابيع لإقرار خطة عمل إستراتيجية لمواصلة الحرب على غزة
غانتس يمهل نتنياهو ثلاثة أسابيع لإقرار خطة عمل إستراتيجية لمواصلة الحرب على غزة
18مايو، 2024
اقرأ المزيد
الاحتلال يقتحم قرية دير أبو مشعل شمال غرب رام الله
الاحتلال يقتحم قرية دير أبو مشعل شمال غرب رام الله
18مايو، 2024
اقرأ المزيد
مصرع طفل بحادث سير غرب الخليل
مصرع طفل بحادث سير غرب الخليل
18مايو، 2024
اقرأ المزيد