لا يمكن وبأي من الأحوال أن نغفل أهمية عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس ومعها الجهاد الإسلامي وتأثيرها على عموم المنطقة والعالم ، غير أن هذه الأهمية يجب ألا تنسينا حجم الخسائر ، والأهم السؤال : لماذا لا يتم تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية في تداعيات هذه العملية؟
بداية وقبل أي شيء يمكن أن نعدد مكاسب العملية ومنها:
1- قوة المقاتل الفلسطيني
2- قدرته على مباغتة العدو
3- تكبيد العدو لخسائر كبيرة رغم فارق الإمكانات
4- دراسة العدو وثقافته وهو ما يفيد كثيرا في القتال معه (دلالة اختيار توقيت العملية نموذجي)
غير آن هناك الكثير من الخسائر التي يجب أيضا أن نذكرها ومنها :
1- سقوط أكثر من ١٠ آلاف شهيد في غزة
2- تضرر حوالي ربع مليون وحدة سكنية حسب التقديرات التي نشرتها السلطات في غزة
3- أخلاء قرابة نصف مليون شخص بيوتهم بشكل قسري جراء القصف العنيف الذي تعرضت له مدينة غزة.
4- ما لا يقل عن 70 في المئة من سكان قطاع غزة أصبحوا الآن نازحين
5- ارتفاع عدد الأسرى الفلسطينيين مع اعتقال العديد من الفلسطينيين في مدن ومستوطنات الغلاف
6- انخفاض مستوى الطموح من حديث محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لحركة حماس من حرب التحرير إلى التفاوض من أجل إدخال المعونات
7- حتى الآن لا يوجد في الأفق إلا حديث عن صفقات تبادل للأسرى ، جميعها تتحدث عن الأطفال والنساء المعتقلات ولا تتحدث أي منها عن صفقة لتبييض السجون تضم مقاتلين ، مثل صفقة جلعاد شاليط مثلا.
8- بات واضحا إن حركة حماس تقدم القرار العسكري عن القرار السياسي، الأمر الذي يمثل تسرعا غير محسوب العواقب
9- فشل ما يعرف بمحور المقاومة في تقديم دعم عسكري لغزة ، ولا تمثل المواجهات التي تشتعل في الشمال حاليا مع حزب الله إلا مناوشات وليس حرب
10- بالفعل أثبتت جماعة الحوثي أنها جزء من المحور المساعد للمقاومة ، ولكن يظل البعد الجغرافي للجماعة عن فلسطين مانعا استراتيجيا لكي تحقق أي مكاسب.
11- هناك حديث نسبته وكالة رويترز للأنباء للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية ، وهو حديث مفاده أن حماس اتخذت قرار الهجوم وحدها وبالتالي يجب أن تتحمل العواقب وحدها .
12- من الواضح أن قرار الهجوم وتنفيذ عملية طوفان الأقصى قد اتخذ من قبل دائرة ضيقة من القادة في غزة الذين لم يشاركوا التفاصيل مع ممثليهم السياسيين في الخارج، إلا أن الجميع تخندق تحت راية واحدة.
من هنا أعتقد أن تشكيل لجنة تحقيق بعد انتهاء الحرب هو أمر ضروري ، وأطالب حركة حماس بالمبادرة لذلك.
للعلم ، عشت في مصر لسنوات طويلة وكنت دائما أشاهد الحديث عن حرب أكتوبر وانتصاراتها ، غيز إنني كنت دوما أتابع تحقيقات لجنة أغرانات التي شكلتها إسرائيل بعد الحرب ، وكم كان تشكيل لجنة مصرية للتحقيق في نتائج حرب أكتوبر أمر مهم مع تصاعد الخلاف بين الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش في حرب أكتوبر وبين الرئيس الراحل أنور السادات ، هذا الخلاف الذي تحدث عنه الكثير من القادة العسكريين ، غير أن التاريخ كان يفرض على مصر آن تجري تحقيقا في هذا الإطار.
ومن هنا وللتاريخ أطالب وعقب انتهاء هذا العدوان الإسرائيلي تشكيل لجنة تحقيق داخلية في هذه العملية، وشرح تداعياتها.
فقط للعلم ، الشاب الفلسطيني المولود في التسعينات هو شاب ثائر وذكي ولماح ، يستحق قراءة تاريخ الأجداد ، وهو ما لن يتحقق إلا بالشفافية والمصارحة.
كان الله في عون المواطن الغزاوي الذي فقد المنزل والأبن والزوجة، كان الله في عون فلسطين.