بقلم :- عائد حوشية
تعرف الصدمات النفسية على انها اختبار الذات لاحداث طارئة غير متوقعة تفوق القدرات التكيفية للافراد والجماعات وتفصلهم عن الواقع وتضعهم تحت رحمة الاخرين.
ولعل هذا النوع من الكوارث يعد من أشد أنواع الصدمات النفسية وأكثرها فتكا بالبنية والمناعة النفسية والإجتماعية لدى الأفراد ، حيث تضع خبرات الدول والمجتمعات والأفراد على المحك بحكم التجربة وإمكانيات الرعاية والدعم ، والبنى التحتية التي يكون لها الأثر الواضح في التعاطي والتعامل مع هذا النوع من الأزمات الكبرى عابرة حدود التجارب ومقومات التدخل وإدارة الأزمات...ولعل من نشهده الان شكلين من التدخل مختلفا القدرات والإمكانات والإستعدادات....والمقصود هنا الجغرافية التركية حيث الإستقرار والقوة الإقتصادية والتكنولوجية والطبية والدعم الخارجي الذي انهمر بتسارع يفوق سرعة الصوت... وجغرافيا أخرى هي الجغرافية السورية التي انهكتها الحروب الدامية وشلت قدراتها الطبية والإقتصادية والتكنولوجية أيضا منذ ما يزيد عن ١٢ عام.
وما شهدناه من دعم متواضع وخجول من قبل مجموعة من الدول الصديقة والحليفة للدولة السورية.....وهذا سينعكس تماما ومباشرة على الحالة النفسية لمتضرري هذه الكارثة من أبناء الدولة السورية مقارنة مع الجارة تركيا.
وعموما وتحت أي ظرف..فالتداعيات والأعراض والأزمات النفسية التي ستخلفها هذه الكارثة الطبيعية ستكون متشابهة إلى حد بعيد على ضحايا الكارثة من كلا البلدين.
إن ما تخلفه هذه الكارثة من جروح نفسية دائمة وبعيدة المدى على الضحايا من أعراض نفسية قاسية ستصل إلى حد المعاناة من أمراض نفسية شديدة وكذلك أمراض جسدية مرافقة نابعة من حالات الفقدان الأعزاء أو الإصابات البالغة وفقدان أماكن السكن وما سينجم عنها من إعاقات نفسية وجسدية واغتراب وتشتت ستشكل تحديا كبيرا وضخما أمام صناع القرار والمنشآت المسؤولة عن توفير الخدمات النفسية والإجتماعية والطبية والاقتصادية لهؤلاء الضحايا...وهنا ستحتاج هذه الشريحة المتضررة بشكل ماس وملح الى الاتي :
١.خدمات إسعاف نفسي أولي إحترافية متخصصة .
٢.تأمين الإحتياجات الأساسية من مساكن آمنة وعلاج طبي ونفسي بالتوازي.
٣. خطوط ساخنة للتعامل مع حالات الهلع والتوتر والخوف التي نجمت عن الكارثة.
٤.تدريب وتأهيل المزيد من أطقم الرعاية النفسية والطبية والإجتماعية المتخصصة.
٥.تضامن ومناصرة واحتضان اجتماعي ومجتمعي متواصل.
مع التمنيات للجرحى بالشفاء العاجل وللمفقودين النجاة والعودة للحياة من جديد.