بقلم: الكاتب مايك سلمان
عصر الانحطاط فيما يسمى بدولة اسرائيل بدأ يطغى ويتعاظم داخلياً وخارجياً، ورغم تشاؤم كثيرين من نتائج الانتخابات الإسرائيلية، فأنا اليوم أكثر من أي وقت مضى مُتفائِل بأن العد التنازلي لانحلال وتفكك وزوال ما يسمى بدولة اسرائيل قد اقترب إذا أحسنّا التخطيط والتصرف والعمل، ونجحنا في استيعاب المرحلة دون تردد أو وجَل.
وإنَّ مَن يتابع آخر الأخبار على الساحة الإسرائيلية سوف يصل إلى تلك القناعة التي بدأت بالتشريعات التي صدرت مؤخراً فيما يسمى بالكنيست الإسرائيلي والتي منحت الحق للفاسدين والمختلسين ومجرمي الحرب في إسرائيل أمثال "سمودريتش، بين غفير وآرييه درعي" المشاركة في حكومة نتانياهو الجديدة الأكثر عنصريةً وتطرُّفاً منذ إنشاء الكيان المُّحْتَل، وتبعها إعلان وزير العدل الإسرائيلي الجديد "ياريف ليفين" مساء أمس الأربعاء عن عزمه إجراء تعديل للنظام القضائي وتضمينه "استثناءً" يسمح لما يسمى بالكنيست تعليق قرارات المحكمة العليا، وهذا يعتبر انتهاك خطير وسافر لمبدأ الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ليتلاءم هذا الإجراء مع التشريعات التي تم إقرارها.
صحيح أنه على المدى القريب سوف تزداد معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد الصابر المرابط، ولكني على قناعة تامة بأنه وعلى المدى البعيد فإن النصر قادم لا محالة إذا تمكن أبناء شعبنا من استغلال الفرصة ومواجهة هذا الصلف والظلم والطغيان بمزيد من المقاومة والوحدة الميدانية في الساحات بغض النظر عن تمسك أطراف الانقسام بمواقفهم المتشددة والتمترس خلفها.
وقد علمنا التاريخ بأنه عجل دوار يسحق كل مَن يتوانى ويتقاعس، فإما أن نسرع في العمل بجد وكد ونشاط فنسبقه ونحقق المعجرات ونكون بإذنه تعالى من الرابحين، أو أنه سيدوسنا ويتجاوز عنا ويجعلنا من الخاسرين.