بقلم: الكاتب مايك سلمان
نحن في هذا الوطن السليب المغتصب بأمس الحاجة إلى بناء جسور من العلاقات الطيبة المبنية على الاحترام المتبادل والحوار العلمي البناء آخذين بعين الاعتبار "مبدأ قبول الرأي والرأي الآخر"، لا إلى تشييد جدران فصل تساعد على العزلة وتمزق النسيج الاجتماعي في وطننا الحبيب من خلال الاتهامات المتبادلة والتخوين وتدفق سيل التصريحات النارية الجارحة والمحرجةالآسن. ولعلي أرى أن من واجب المسئولين الاعلاميين تغليب صوت العقل وتبني نهج إعلامي يخدم المصلحة العامة بحيادية مطلقة، ولا حاجة إلى الأقلام المأجورة التي تصب الزيت على الناروتشجع الفُرْقة مقابل فتات يعتاشون عليه من هذا الطرف أو ذاك، ألا يكفينا تصرفات مراهقة هدّامة تساعد على تأجيج المواقف وتعزيز الانقسام والشرذمة بين كافة الأطياف السياسية بشكل خاص وبين أبناء المجتمع الفلسطيني الواحد بشكل عام، خاصة ونحن نمر في أدق وأخطر مرحلة من مراحل الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي". لذلك فإنَّ واجبنا المقدس يحتم علينا تشجيع مبدأ الحوار العقلاني البنّاء الذي يرتكز على أُسس قويمة، ويخطئ كل من تسول له نفسه تبني خطاب العنجهية والعناد والتعصب الحزبي الأعمى.
دعونا إذن نستوعب بعضنا بعضاً من خلال الحوار المنطقي الشفاف، وليكن الاجتهاد والتباين في وجهات النظر مصدر ثراءلموقف وطني فلسطيني قوي ثابت وصلب، تتعزز من خلاله الوحدة الوطنية وتسود الديمقراطية الحقَّة إكراماً لأرواح الشهداء الأبرار، ومعاناة الجرحى وتضحياتهم الخالدة، ومعنويات الأسرى البواسل القابعين خلف القضبان في معتقلات الاحتلال الغاشم.
لعمري إنَّ في ذلك مصلحةً عامةً وحكمةً وسؤدداً، فهل هناك من سبيل كي يتعظ الغوغائيون والمنتفعون الذين يتفنَّنون بالصيد في المياه العكرة؟!!