12-04-2024
broadcast
الأخبار
يسقط الجسد منهكاً، لكن الإرادة تصمد شامخة
25سبتمبر، 2021 - 10:57م

بقلم: مايك سلمان

مأساة تجر أختها وما فتئت دولة الاحتلال في انتهاكاتها اليومية للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة، ولا زالت تتفنن في شرعنة ممارساتها القمعية بقوانين عنصرية وبمشاركة غالبية ألوان الطيف السياسي فيها، وما انفكت تتصرف وكأنها فوق القانون وغير خاضعة لأي محاسبة أو ملاحقة قضائية من قبل المحكمة الجنائية الدولية والمؤسسات الحقوقية الدولية الأخرى. وهذا سبب رئيس يجعلها تتمادى في تجاوزاتها تجاه أبناء شعبنا وأسرانا البواسل الذين لا زالوا يقبعون خلف القضبان، ويعانون من نير التحقيق في زنازين القمع الاحتلالي العنصري المُسْتَنكَر المُدان. 
وتدور عجلة الأيام، ولا يزال عدوّنا الغاشم يزرع في بيوتنا الرعب والألم والموت، ورغماً عنه فإن بذور الحياة تنبت وتزهر في مرابعنا، ويفوح منها شذا الحنين للوطن في أفئدتنا، وتمضي حاملة معها جروحاتها الأليمة  وعدالة قضيتنا، بحثاً عن ترياق  قادِر على تضميدها، ويصفن أبناء هذا الوطن متأملين في عمق الجراح ولا يجدون سوى الحرية دواءً ناجعاً، ينهي جور الاحتلال ويحرر أسرانا البواسل جميعا على طريق الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على كامل التراب الفلسطيني المحتل عام 1967.
وتتسارع الأحداث تباعاً وتتعارك في سجال ما بين مد وجز، وتتصاعد معه أساليب القمع وتتفنن إدارة السجون في التنكيل بالأسرى، وتتسرب بين الفينة والأخرى أخبار ساخنة ملتهبة كشمس آب الحارقة، ومُرّة كالعلقم البعلي، وقاسية كحجر الصوان، وأحياناً أُخَر تكون حمراء قانية تسيل دافقة مع كل جرح عميق نازف في جراح الأسرى نتيجة القمع الممنهج والتعذيب المتواصل في زنازين التحقيق، وكم تسببت هذه الزنازين البغيضة في استشهاد العديد من أسرانا الأبطال. 
وتتوالى التسريبات خارج المعتقلات عن المعاناة الجارفة التي يعاني منها أبناؤنا المعتقلون، فتخترق جدار الصمت الذي شيده الإحباط بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية واللهث خلف لقمة العيش، وتقرع أبواب أفئدتنا لتذكرنا معاناة أبنائنا المعتقلين وهم يعانون الجوع والتجويع، والإهمال والتهميش، بهدف التركيع، ورغم ذلك فإن صمودهم وإصرارهم على كسب المعركة متسلحين بالمبادئ ومتمسكين بإيمانهم  وكرامتهم وعزتهم يجسد ملحمة نضالية بطولية غير آبهين إن دفعوا ثمنا باهظا يقودهم في كثير من الأحيان إلى درب الشهادة. ويبقى صمودهم بشموخ وكبرياء هو العزاء الوحيد خاصة عندما يتدفق نبضهم الحي رجولة وإيباءً ليعلنوا بإقدام  وهتافٍ عالٍ " نموت واقفين ولا نركع"، ويزداد تحدي الأسرى للجلاد رغم جوعهم وعطشهم، وأحياناً قد يسقط الجسد منهكا، فيتم نقلهم إلى مستشفيات الاحتلال العسكرية، ولكن المبادئ تصمد شامخة، كشجرة الزيتون المزروعة في أرض الآباء والأجداد، ويبقى الأمل في الصمود والتصدي للعنجهية المفرطة التي يتعامل بها السجان الغاصب عنوان المعركة. ولعل عملية التحدي للمنظومة الأمنية الاسرائيلية التي خاضها الأسرى الأبطال الستة فجر يوم الاثنين الموافق 6/9/2021  حيث تمكنوا من حفر نفق من داخل المعتقل إلى خارجه بأدوات بدائية ونجحوا بالفرار من معتقل "جلبوع" الأكثر تحصيناً والملقب "بالخزنة". وعلى الرغم من أنه قد تم القاء القبض عليهم مجدداً على 3 مراحل بعد أن جنَّدت آلة الاحتلال العسكري القمعية كافة الامكانات للعثور عليهم وإعادتهم للمُعْتَقَل، غير أن نجاحهم هذا يجسد مدى عزيمة واصرار أبنائنا الأسرى على الصمود والتحدي والانتصار وقهر السجان رغم كافة التحصينات الانشائية والتكنولوجية والاستخباراتية، ليثبتوا للعالم بأسره وهن وهشاشة نظام الاحتلال الأمني، وقوة الإرادة وبريق الأمل في التحرر والنصر وإحقاق الحق والعدل.    
ولعل الدافع الوطني الحر هو أهم واعز كي يتحرك أبناء مجتمعنا الفلسطيني بالالتفاف حول قضية الأسرى وعدالة مطالبهم وحقوقهم التي تنتهكها حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة. ويتجذر انتماؤنا  لقضيتنا الوجودية أكثر فأكثر، ويتم التحرك على عدة جبهات لنصرة قضية الأسرى ودعمها ولكن ضمن إمكانياتنا المحدودة المتواضعة. وليعلم الجميع أن لا حصانة لأي من أبناء شعبنا المرابط أمام عنجهية المحتل الغاصب، والتهمة " أنت فلسطيني" جاهزة دائماً ونحن أيضاً جاهزون لدفع فاتورة الكفاح والنضال حتى تحرير الأرض والإنسان!!! علماً بأن حكومة الاحتلال الغاشمة مجردة من كل القيم وتتفنن بجرائمها؛ فليس بعيداً على من يقتل البشر الأبرياء ويغتال أطفالا نياما، وأطفالاً ذوي احتياجات خاصة، ونساء حوامل وشيوخ آمنين في بيوتهم أو لدى تنقلهم عبر الحواجز العسكرية،  أن تتفنن أيضاً في تدمير الشجر والحجر وأن تعيث في الأرض فساداً بهدف تصفية شعب بأكمله وجودياً ومعنوياً وجسدياً، حتى تصدق ادعاءاتها الباطلة أن فلسطين أرض بلا شعب.
وفي الختام لابد من التأكيد على أن الاعتقالات وبالرغم من ضخامة أرقامها وبشاعة ما يصاحبها من اجراءات وممارسات جائرة تعسفية، فإنها لم ولن توقف مسيرة شعب يُصِرّ على المقاومة حتى استرداد آخر ذرة تراب في هذا الوطن المغتصب، والسعي للحرية والاستقلال الكامل غير المجزوء. وليَعْلم قادة الاحتلال والمجتمع الدولي بأسره أن الاعتقالات لن توفر الأمن والسلام لمحتل غاصب يتنكر لأبسط المفاهيم والحقوق الإنسانية. إذ يستحيل فصل الأمن والسلام عن الحرية والاستقلال. ونهاية الكلام، لا يمكن لأي فلسطيني شريف أن يسمح لعدو غاصب العيش بأمن وأمان واستقرار وينعم بالسلام، حتى يعترف بحقوق شعب أعزل اغتُصِبَت أرضه ووطنه وشُرِّد وتشتت في أرجاء المعمورة كلها.
عاش أسرانا الأبطال وعاش سعيهم وإصرارهم على التحرر والانعتاق من نير السجان الظالم.


 

currency أسعار العملات
12 أبريل 2024
العملة
سعر الشراء
سعر البيع
الأخبار الرئيسية
8 مجازر في قطاع غزة وحصيلة الشهداء ترتفع إلى 33634
8 مجازر في قطاع غزة وحصيلة الشهداء ترتفع إلى 33634
12أبريل، 2024
اقرأ المزيد
إصابة طفل واعتقال مواطن خلال اقتحام الاحتلال الفندقومية جنوب جنين
إصابة طفل واعتقال مواطن خلال اقتحام الاحتلال الفندقومية جنوب جنين
12أبريل، 2024
اقرأ المزيد
إعلام: السنوار يريد خضوع واستسلام إسرائيل
إعلام: السنوار يريد خضوع واستسلام إسرائيل
12أبريل، 2024
اقرأ المزيد
الأكثر مشاهدة
في اليوم الـ 189 للعدوان: نحو 25 شهيدا إثر قصف الاحتلال منزلا وسط مدينة غزة
في اليوم الـ 189 للعدوان: نحو 25 شهيدا إثر قصف الاحتلال منزلا وسط مدينة غزة
12أبريل، 2024
اقرأ المزيد
إعلام إسرائيلي: لقد خسرنا الحرب.. وضربة الـ7 من أكتوبر ستكوينا لسنوات
إعلام إسرائيلي: لقد خسرنا الحرب.. وضربة الـ7 من أكتوبر ستكوينا لسنوات
12أبريل، 2024
اقرأ المزيد
شهيد وإصابات في قصف للاحتلال شمال مخيم النصيرات
شهيد وإصابات في قصف للاحتلال شمال مخيم النصيرات
12أبريل، 2024
اقرأ المزيد