بقلم: مايك سلمان
استيقظت اليوم على فيروزيات الصباح وهذا ما أجهش تفكيري وجعلني أطرح هذه المعضلات التي مزقت نسيجنا الاجتماعي وجعلتنا كلًا يغني على ليلاه:
عذراً فيروز فالسيارة مش عم تمشي لأن ما في فلوس في جيوبنا ثمن بنزين.
عذراً فيروز لأن القهوة على المفرق أغلقت أبوابها بسبب الوضع الاقتصادي الصعب وتم الاستغناء عن جميع الموظفين.
عذراً فيروز لأنه على قدر ما كان في ناس على المفرق تنطر ناس، جاءت جائحة كورونا وحدث الحجر الأعظم وبطل حد يشوف حد.
عذراً فيروز لأني سألتك حبيبي إلى أين رايحين؟ قلت لي كل واحد يتحمل مسؤوليته ويذهب في طريقه لوحده لأنّ زخ الرصاص في الأعراس والاحتفالات أعمى وما بتعرف من أين تأتيك الرصاصة.
عذراً فيروز لأن زوج ام سليمان طلع يأكل رمان من الحقل وما رجع ولا تدري المسكينة إن كان أبو سليمان مختطفاً أو معتقلاً في سجون صديقة أم عدوَّة أو أنه جريح أو شهيد.
عذراً فيروز فلقد ضاع شادي في جنين واستشهد معه حنا وأحمد، وعيسى ومحمد، لذلك أعطني الناي كي أعزف وأغني أغنية تحيي ذكراهم وتوثق بطولاتهم وتتمنى صمود جنين وأهلها ومخيمها أمام الحملة العسكرية الغاشمة لجيش الاحتلال العنصري المنتظرة.
عذراً فيروز لو تدري أجراس العودة قد صدأت وهي في الغالب لن تقرع فغياهب أوسلو نخرتنا وفي الغيبوبة ألقتنا.
عذراً فيروز فزهرة المدائن قد ضاعت بمرسوم أمريكي جائر وحَّدَها الغاصب عاصمةً ابدية بقرارٍ أحاديِّ الجانب.
عذرا فيروز لو أنك تغني أغنية الصحوة فتستفزي الشعب كي يصحو ويستذكر أنّ لنا وطنًأ واحدًأ والشعب واحد لا شعبين.
مع محبتي واحترامي للجميع، والله من وراء القصد.