11-06-2023
broadcast
الأخبار
قطاعات مدمّرة، عائلات منهكة، وكارثة اقتصادية وصحية تحلّ بالوطن .. ماذا ننتظر من حكومة فَشِلَت في إدارة الأزمة؟
07مارس، 2021 - 07:07م

بقلم: جورج قنواتي

عُدنا للمربع الأول دون تحقيق أيّ نتائج الا زيادة بأعداد الإصابات وكارثة اقتصادية تحِلّ بالوطن ‏وخاصة بيت لحم التي تعتمد على القطاع السياحي بشكل كامل.. قِطاعٌ توقف عن العمل لأكثر من ‏عام وعجلة إقتصادية متوقفة بشكلٍ كامل وغياب لدور الحكومة على شتى الاصعدة، تمخض عنها ‏فقط صندوق وقفة عز الذي اعتمد بشكل كامل على القطاع الخاص، هذا القطاع الذي أنهى عقود ‏أغلب الموظفين والعُمال! حكومة تُذكرنا بصورة القردة الثلاثة ولكن مع تغيٌّر الاخرس، لم نأخذ ‏منها الا الوعود والكلام والعبارات الرنانة حتى أثبتت فشلها على مدار عام كامل في إدارة ازمة ‏تعرّض لها العالم أجمع، فالفرق بين حكومات العالم وحكومتنا ان الحكومات عوضت شعوبها ‏وحاسبت من اخطأ وشكرت من عمِل وكرّمت من أنجر  وقَسَت على من تجاوز حدوده لحد الفساد، ‏الا أنّ حكومتنا فهي تشكر وتكرّم ولا تُحاسب الا بالعبارات الرنانة وتغضّ البصر عن جميع ‏أخطاء وزرائها وأفرادها‎.‎

بيت لحم أُنهكت، هذه المدينة التي تمثّل نافذة فلسطين على العالم تموت كلّ يوم، والعنقود السياحي ‏الذي تباهت به الحكومة أصبحَ في عداد الموتى؛ لم تمرّ المدينة بهذه الحالة أبداً على مرّ تاريخها.‏

صحيح أنّ العالم كلّه تضرر، ولكن الحكومات ساعدت شعبها وقطاعاتها على الاستمرار، منعته ‏من الانهيار، أما حكومتنا فغطّت عينيها، وأصمّت أذنيها، وربطت لسانها وتركت بيت لحم ‏تصارع لوحدها، أعطت من الوعودات كثيراً، ويا ليتها لم تفعل، نعم، يا ليتها لم تفعل، لأننا لم ‏نشهد أيّ تنفيذ لهذه الوعودات، بل استمرت الحكومة في فرض الضرائب التي أوصلت العاملين ‏في هذا القطاع إلى الإفلاس، والبنوك من جانبها لم ترحم.‏

حكومة وزّعت فشلها على كثيرين، تارة على الشعب الذي تستمر بانتقاده لعدم الالتزام، وتارة على ‏الاحتلال، وعلى الشركة المصنّعة للقاح، وعلى المطارات والجسور المغلقة، وعلى الدول، على ‏كل شيء تستطيع تحميله مسؤولية الفشل، ما عدا ذاتها طبعاً، فهي حكومة لا تُخطيء، أبداً‎.‎

حكومة لم تعرف الا التصريحات والخطابات الرنانة، وفي هذه فشلت فشلاً ذريعاً أيضاً، ‏تصريحاتها متناقضة، ووصلت حتى التضليل، أرقامها خاطئة، وبياناتها مستقاة من واقع لا يمتّ ‏لواقعنا بصلة، كل ذلك من أجل تغطية فشلها، وفشل وزرائها‎.‎

حتى قرارتها لا تتعدّى الحبر الذي طُبِعَت فيه، ومكانها هو الأرشيف الذي سيخجل منه أبناؤنا في ‏المستقبل، أذكر على سبيل المثال موضوع إعفاء المحطات المحلية من رسوم التراخيص السنوية، ‏فقد قررت الحكومة، بعد مناشدات كثيرة، إعفاء المحطات المحلية من الرسوم السنوية لدعمها في ‏ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وهلّلت الحكومة حينها بهذا القرار، إلا أنّه بعد مراجعتنا لوزارة ‏الاتصالات تبيّن أنّه لا يوجد أية إعفاءات تُذكر، كذلك الأمر بالنسبة للتسهيلات وتأجيل القروض ‏للمواطنين، فالحكومة في واد والبنوك في واد آخر، وتبيّن فعلاً أنّ البنوك هي الحكومة التي تحكم ‏على أرض الواقع وقرارات الحكومة لا تلقى آذان صاغية، لا بل لا ترى البنوك أيّ حكومة أمامها ‏سوى ذاتها ورأس مالها.‏

أما في جانب اللقاحات، أذكر هنا قضية أُثيرت قبل خمسة أيام في اسبانيا عندما زارت ابنتا الملك ‏السابق والدهما في أبو ظبي، وتمّ تطعيمهما عند الدخول الى الامارات، فقامت القيامة في اسبانيا ‏حيث انه لا يصح تلقي أفراد العائلة الملكية، وأشدد هنا على أفراد العائلة الملكية، لا يصحّ تلقيهم ‏اللقاح بينما لا يزال الكثير من العاملين بالقطاع الطبي والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة في ‏إسبانيا ينتظرون التطعيم، أما في وطني الذي وصلت اليه بضعة الاف قليلة من اللقاح، فقد حصلت ‏عليه فئات لا اعرف مَن اختارها او حددها، ولو حصل ذلك في دولة تحترم ذاتها لسقط نظامها ‏السياسي فوراً‎.‎

لا أعرف كيف تشعر وزيرة الصحة عندما تسمع عن عشرات حالات الوفاة يومياً ممّن لم يُعطوا ‏اللقاح، ولو حصلوا عليه لحصل فرقٌ كبير في أعداد الموتى، ولبَقِيَ أحباءنا معنا؛ كيف تشعر بأنّ ‏فريق كرة القدم أخذ اللقاح ليدخل بطولة، وموظفي لجنة الانتخابات كونهم يحضّرون لانتخابات ‏غابت ١٦ عاماً، صحفيين ودبلوماسيين وغيرهم الكثيرين أخذوا اللقاح، بينما عائلات كثيرة فقدت ‏أحباءها، فقدت أعز ما تملك، كيف تشعر؟ وكيف يشعر معها رئيس الوزراء وكل الوزراء ‏مجتمعين المؤتمنين على هذا الشعب؟ بينما لو أعطي واحد من كبار السن هذا اللقاح لبقي بيننا ‏بدلاً من مصارعة هذا الفيروس اللعين، حتى فقدان الروح‎.‎

أكدت حكومتنا ان الانسان ليس أغلى ما نملك، وأنّ هناك الكثيرين أغلى من الانسان، وأقل خطوة ‏يمكن أن يقوم بها الوزراء هي "التنحي" ليحفظوا ماء وجههم أمام الشعب، وليكفروا قليلاً عن ‏أخطائهم المستمرة، أو حتى ليقولوا.‏

نعود لموضوع الاغلاق، فجولة واحدة خلال الاغلاق تظهر الواسطة حتى في الاغلاق، فمحلات ‏تُخالف ويُساق أصحابها الى السجون، ومحلات أخرى تبقى مفتوحة وعلى أعين الجميع، ليس لعدم ‏القدرة على اغلاقها بل لأنّ اصحابها هم من "عظام الرقبة"، الذين لا يستطيع المسؤولون تحمّل ‏زعلهم وغضبهم‎.‎

ومع استمرار الاغلاق، خسر كثيرون مصدر رزقهم، أُغلِقت مصالح كثيرة، وانتهى "التوفير" ‏الذي وفّرته العائلات لسنوات طويلة، وبالكاد يتوفر للكثير من العائلات "نصف ربطة خبز"، ‏وليس ربطة كاملة: في العالم عوّضت الحكومات شعوبها، وفي وطننا عمّقت الحكومة هذه الازمة، ‏حتى مع "عز" الذي أخذت الحكومة أمواله من الشعب وأعادت له جزءاً منها فقط، لتُثبت فشلاً ‏آخر حتى في التوزيع‎.‎

أما النظام التعليمي فحدّث بلا حرج، وزارة تعرف أنها فشلت في ادارة الازمة، لكنها ما زالت ‏تكابر، وزارة تعرف انّ "التعليم عن بُعد" بعيدٌ جداً عن النجاح، ستكون اثاره واضحة في السنوات ‏القادمة عندما يكبر الاطفال ونجد أن تأسيسهم كان فاشلاً، حينها ستضع الحكومة فشلها على ‏كثيرين وليس على ذاتها طبعاً‎.‎

فقد الشعب الثقة بشكل كامل في الحكومة، ومن كان يقف ويوزع الشاي والحلوى على "حواجز ‏المحبة" والتزم الاغلاق اليوم، لم ولن يلتزم بها لان وجد أن الحكومة فقط تريد السيطرة وعلى ‏افراد الشعب، لا على رأس المال، فالبنوك في واد والحكومة في واد والشعب في دولة اخرى‎.‎

الحل الوحيد لهذه الحكومة إما تعديل وزاري عاجل يُسقط من أخفق في هذه الازمة او طريقة ‏أخرى لإعادة الثقة بها من قِبل الشعب إن عادت‎ .‎

إنّ هذا الواقع هو الذي يتحدّث فيه الشعب، في البيوت والعمل والمحلات والشوارع، والمصيبة إنْ ‏كانت الحكومة لا تعرف هذا الواقع، أما الكارثة فهي أن تعرف هذا الواقع وتستمر به.‏

هل سنشهد أي تغييرات في القريب العاجل، أمّ أنّ أبيات الشعر التي قالها الشاعر عمرو بن معدي ‏كرب بن ربيعة الزبيدي هي التي تطغي على واقعنا:‏

لقد أسمعت ولو ناديت حياً، ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت، ولكن أنت تنفخ في رماد

والسلام ختام.‏

currency أسعار العملات
11 يونيو 2023
العملة
سعر الشراء
سعر البيع
الأخبار الرئيسية
منسقة أممية: المئات من الفلسطينيين في القدس معرضون لخطر الإخلاء القسري
منسقة أممية: المئات من الفلسطينيين في القدس معرضون لخطر الإخلاء القسري
11يونيو، 2023
اقرأ المزيد
مقتل مواطن وثلاث إصابات خلال شجار بمخيم جنين
مقتل مواطن وثلاث إصابات خلال شجار بمخيم جنين
11يونيو، 2023
اقرأ المزيد
مستوطنون يعتدون على المواطنين وسط الخليل وفي مسافر يطا
مستوطنون يعتدون على المواطنين وسط الخليل وفي مسافر يطا
10يونيو، 2023
اقرأ المزيد
الأكثر مشاهدة
الطقس: أجواء صافية ويطرأ انخفاض طفيف على درجات الحرارة
الطقس: أجواء صافية ويطرأ انخفاض طفيف على درجات الحرارة
11يونيو، 2023
اقرأ المزيد
 أبرز الاختلافات بين
 أبرز الاختلافات بين "الواقع المعزز" و"الافتراضي" و"المختلط"
11يونيو، 2023
اقرأ المزيد
دوري أبطال أوروبا: مانشستر سيتي يحزر اللقب الأول في تاريخه
دوري أبطال أوروبا: مانشستر سيتي يحزر اللقب الأول في تاريخه
11يونيو، 2023
اقرأ المزيد