بقلم: مايك سلمان
سألوا مُختارَ الحارةِ جحا: ماذا عن انتخاباتِ مجلِسِ الاختيارية؟
فقال لهم: الانتخاباتُ واجبٌ وطنيٌ وإنساني يُحتِّمُ مشاركتكم.
فقالوا له: وهل يمكننا الترشح؟
قال لهم: قطعاً لا فلستم بحاجةٍ لوجعِ الرأس وكفاكُم اللهُ شرَّ المرحلة؟
قالوا: وكيف ستتمُّ الانتخاباتُ إذن وبين مَن ستكونُ المنافسة؟
فقال لهم: هناك ثلاثةُ خياراتٍ للمنافسة:
الأول: أنا وأنا وهنا لا اشكالات ولا حاجةَ لتقاسُمِ الكعكة.
الثاني: أنا وظلّي وهنا أيضاً يتم لصالِحِكُم الحفاظُ على الكعكةِ حصة واحدة على اعتبار أنها مخزونٌ استراتيجيٌ يضمنُ مستقبلي.
الثالث: أنا وظلّي وتابعي ما دام مُسَحِّجي وحصتَهُ من الكعكة شرحةً صغيرة لا تؤثر في المخزون الاستراتيجي العام، وأمامَهُ الساحةُ بأكملِها لاقتطاع حاجتِهِ بحريةٍ مطلقة وبأساليبِه الخاصة دون أن تترتبَ عليه أيَّةُ مسؤوليةٍ قانونية.
فقالوا له جميعاً باستهجان: "عفارم عليك يا جحا" تتغنى يا مختارنا العزيز بالديمقراطيةِ والانتخابات إذا تم تفصيلُها على مقاسِكَ الخاص، فما هو تصرُّفُك إذا وجدتَ أنها تصبُّ في مصلحةِ الآخرين؟!!
فأجابهم بعصبية: أرأيتم كيف أنّ الديمقراطية لا تناسِبُكم؟!!! أعِدُكُم بتطبيقِ "الديكتامقراطية" على أن تكونَ هي الخيارَ الوحيدَ المطروحَ أمامَكُم حالياً شِئتُم أم أبيتُم، وبغير ذلك أعِدُكم بأن يبقى الحالُ كما هو، وعندها لن تحلموا بانتخابات ولا ترشحٍ ولا تصويت.