بقلم: زينة أبو سعدى
بيت لحم 2000 - جرّاءَ اكتشاف حالات في فندق آنجل في مدينة بيت جالا في الخامس من آذار عام 2020، دخلت مدينةُ بيت لحم مرحلة جديدة لم تعدها من قبل ولاسيّما بعد جلاء جميع السّياح الذين يرتادون المدينة بهدف السياحة أو الحج.
عَمَّ الأغلاقُ جميع مناحي الحياة في مدينة مهد المسيح رسول المحبة والسلام وغدت كنيسة المهد خالية من زوّارها، والأماكن السياحية كما الحال والمتاجر السياحية أُقفلت وانتظر أهل المدينة وأصحاب المحال السياحية أن تنتهي هذه الجائحة بل هذا الكابوس ولا سيّما أن سبعين في المئة من سكان هذه المدينة يعملون في حقل السياحة فمنهم يعمل بالحرف اليدوية كخشب الزيتون والصدف ناهيك عن المطاعم السياحية والفنادق التي تستضل كلَّ عام ما يزيد عن مليون سائح أجنبي.
واستمرّ هذا الحال قرابة التسعة أشهر ولم يتغيرْ الوضع وتأثرت معظم العائلات اقتصادياً أصبحت بلا دخل تعتاشُ به وغدت مدينة بيت لحم منكوبة اقتصادياً فمن سيعوض هذا القطاع خسارته؟!
الفنادق خالية وتحتاج الى نفقات عالية من اجل الصيانة والعاملون فيها تعطلوا عن العمل ولا بديل لهم فالجائحة أثرت على مناحي الحياة كافة. ولم يتمكن أصحاب القطاع السياحي من دفع الرواتب لأكثر من شهرين فهذه الحالُ لا يُعَرف متي ستنتهي.
أسواق بيت لحم السياحية تشكو قلة الزائرين لا بل عدمهم، ومعظم العائلات التي لا مصدر رزق لها تناشد سيادة الرئيس (محمود عباس) ورئيس الوزراء بالنظر في أمرهم فكيف سيطعمون أبنائهم وينفقون طعاماً وشراباً ناهيك عن غلاء المعيشة وفواتير الماء والكهرباء والانترنت وأقساط المدارس الخاصة التي تعاني أيضا أزمة مالية خانقة وقد فاقت هذه الأزمة جراء الجائحة وما من رحمة.
ويبقى السّؤال من المسؤول عن هذا الحال الأليم؟! وما ذنب مدينة مهد السلام أن تصبح مدينة منكوبة تعاني الفقر وشُحَّ مصادر الرزق؟ من سيعوض هؤلاء الناس مخاسرهم ونحن تحت سيطرة السلطة الفلسطينية التي تعيش اصلاً على المعونات والتمويلات ومساعدة الدول المانحة؟!
مرَّ أكثر من تسعة أشهر على هذا الحال ولسان مدينة بيت لحم على حاله على أمل أن يتغير الوضع في العام القادم وتعود السياحة تزدهر من جديد وتتنفس هذه المدينة الصعّداء.