11-06-2023
broadcast
الأخبار
 حين يقف العالم عاجزاً أمام "كورونا" .. ما العمل؟
03أكتوبر، 2020 - 09:14ص

بقلم: عقل أبو قرع

مع الإعلان فجر أمس عن إصابة الرئيس الأميركي ترامب وزوجته بفيروس كورونا، يكون الفيروس قد وصل أو قد نال من قمة هرم أقوى دولة في العالم، ورغم ما تملكه الولايات المتحدة الأميركية من إمكانيات مادية وطبية هائلة، إلا أنها ما زالت تقف عاجزه أمام تفشي الفيروس، الذي فتك بأكثر من مليون شخص على صعيد العالم، بينهم حوالي 210 آلاف أميركي، والذي ما زال غامضاً محيراً مربكاً للعالم، بباحثيه وبخبرائه ورجال السياسة والاقتصاد، سواء من حيث آلية الانتشار وطبيعة العدوى، وظهور الأعراض، وإمكانية تحوره أو تطوره خلال فترة قصيرة، لكي يصبح أقوى وأشرس وأكثر مقاومة لعلاج أو للقاح.

ومع عودة انتشار «كورونا» في معظم دول العالم، سواء في أوروبا أو في دول محيطة بنا، حيث تصل الإصابات اليومية في إسرائيل وفي الأردن الى الآلاف والى عشرات الوفيات، فنحن في وضع لا نحسد عليه، ورغم أننا نسجل معدل إصابات يومية بحوالي 500 حالة وحوالي 10 وفيات يومية، إلا أننا نخشى أن ذلك لا يعكس الوضع الحقيقي لانتشار الفيروس في المجتمع، وهذا ينطبق على دول أخرى، حيث انه ومع وجود إصابة غير مكتشفة أو بدون أعراض فإنها قادرة على نقل العدوى الى 3 أشخاص آخرين على الأقل، وهكذا دواليك، ومع ازدياد عدد الإصابات الهائل في المنطقة، سوف يتبع ذلك زيادة عدد الحالات التي تدخل المستشفيات ومن ثم عدد حالات الوفيات، وفي المحصلة لن يحتمل النظام الصحي في أي بلد ذلك وسوف ينهار، أو سيقف عاجزاً أمام هذا الفيروس، ألذي أربك وما زال يربك أقوى دول العالم.

ومع عودة الإغلاق الشامل في إسرائيل مثلاً التي تسجل إصابات يومياً تصل الى حوالي 8000 إصابة، والحديث عن إمكانية عودة الإغلاق في الاردن، فإننا سنكون في دوامة مؤلمة ومعضلة متواصلة، حول احتمال عودة الإغلاق الشامل، الذي غالبية الناس غير مقتنعة به، والذي وفي أوضاع مثل أوضاعنا وإمكانيات مثل ما نملك، وظروف صعبة ومعقدة نمر بها، لن يكون مجدياً، وبل على العكس سوف يزيد الأمور سوءاً وألماً وتعقيداً ومن جوانب أخرى، وحتى في ظروف الدول العادية، ومع تفشي الفيروس في المجتمع فإن الإغلاق الشامل لن يجدي، لان الفيروس موجود ويتفشى بإغلاق أو بعزل أو بدونه، وبالأخص حين لا يوجد التزام واضح بالإجراءات الوقائية البسيطة، من كمامة وتباعد وعدم تجمع، وهذا لا يحصل عندنا.

ومع التفشي المجتمعي للفيروس في بلادنا وفي تلك المحيطة بنا، أي انتقاله من تفشي البؤر الى تفشي مجتمعي غير معروف البؤر، ومع العجز الكامل لمنع مواصلة انتشاره، ومع عدم الالتزام بإجراءات وقائية محددة وبسيطة، ومع تضاؤل الأمل والتفاؤل بإمكانية إنتاج لقاح سريعاً، حيث ان افضل اللقاحات التي تعمل عليها شركات عملاقة لم تنته بعد من المرحلة الثالثة من الاختبارات بنجاح، وبالطبع هناك السلامة العامة وعملية الإنتاج والأهم تقبل الناس للقاح أن تم إنتاجه، ومع عدم وجود أدوية فعالة للتعامل مع تداعيات هذا الفيروس، فإننا نقف عاجزين تماماً أمام هذا الفيروس، شئنا أم أبينا.

وفي ظل هذا الوضع القاتم، عندنا وعند غيرنا من الأقوى ومن الأكثر إمكانيات، وفي المدى القصير، أي خلال الأيام أو الأسابيع القادمة، فإن الوسيلة الوحيدة للحد من الخسائر من هذا الفيروس هي الوقاية، ومنها إجراء أكبر عدد من الفحوصات اليومية، لأنه كلما زاد عدد الفحوصات، يزداد عدد الإصابات المكتشفة، وفي العادة تصل الى حوالي الـ 10% أو أكثر من عدد الفحوصات، ومن ثم يتم عزلها، وبالتالي يقل عدد الحالات المعرضة للعدوى وهكذا، وهذا يفسر التوجه لإجراء الجانب الإسرائيلي مثلا لإجراء حوالي 100 الف فحص يومي وبالتالي الحد من تفشي العدوى من خلال اكتشاف المزيد من الإصابات، ولكن وفي ظل إمكانياتنا المحدودة ومنها إمكانية اجراء الفحوصات، فالوسيلة الوحيدة للوقاية وبالتالي مقاومة هذا الفيروس، هي التعود ولو بصعوبة على لبس الكمامة والابتعاد عن الآخرين وعن التجمعات بأنواعها، وحتى لو كان هذا غير مريح أو صعباً في البداية.

وفي ظل العجز الكامل أمام هذا الفيروس، يجب أن نقوي النظام الصحي، على المدى القصير لكي يتعامل مع تداعيات الفيروس، من مستشفيات وأسرّة وأجهزة تنفس وغيرها، وكذلك تقوية النظام المعلوماتي، ووضع خطة موضوعية من أجل تكامل بين القطاع العام أي الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني الصحية، ومن وضع الخطط اللوجستية لإمكانية الوصول الى مختلف الأماكن من أجل أخذ العينات وإجراء الفحوصات وإظهار النتائج بالسرعة الممكنة، وبالتالي العزل والتتبع، وهذا ممكن القيام به وبشكل فوري في بلادنا.

وأمام هذا العجز وإمكانية ظهور فيروسات أو أوبئة قد تكون أشد فتكاً من الفيروس الحالي، فإننا ورغم شح الإمكانيات، نحتاج الى الاستثمار في القطاع الصحي وبشكل إستراتيجي، بدءاً من اكتسابه أولوية في الميزانية، ومن كوادر بشرية وأسرّة وغرف عناية وتبعاتها من أجهزة، ومن مختبرات ووسائل فعالة لإحضار العينات، ومن نظام معلوماتي متكامل محوسب، تستطيع من خلاله الحصول على المعلومة بفعالية، ومن أنظمة إدارية للتتبع والمساءلة والتعلم والتقييم، والأهم الاستثمار بعيد المدى في وسائل التوعية الصحية والوصول الى الناس لإيصال المعلومة بدقة، ومن أنظمة الرعاية الصحية الأولية القائمة، وبشكل أساسي على مبدأ الوقاية ودرء الضرر وليس الوصول إليه.

currency أسعار العملات
11 يونيو 2023
العملة
سعر الشراء
سعر البيع
الأخبار الرئيسية
منسقة أممية: المئات من الفلسطينيين في القدس معرضون لخطر الإخلاء القسري
منسقة أممية: المئات من الفلسطينيين في القدس معرضون لخطر الإخلاء القسري
11يونيو، 2023
اقرأ المزيد
مقتل مواطن وثلاث إصابات خلال شجار بمخيم جنين
مقتل مواطن وثلاث إصابات خلال شجار بمخيم جنين
11يونيو، 2023
اقرأ المزيد
مستوطنون يعتدون على المواطنين وسط الخليل وفي مسافر يطا
مستوطنون يعتدون على المواطنين وسط الخليل وفي مسافر يطا
10يونيو، 2023
اقرأ المزيد
الأكثر مشاهدة
الطقس: أجواء صافية ويطرأ انخفاض طفيف على درجات الحرارة
الطقس: أجواء صافية ويطرأ انخفاض طفيف على درجات الحرارة
11يونيو، 2023
اقرأ المزيد
 أبرز الاختلافات بين
 أبرز الاختلافات بين "الواقع المعزز" و"الافتراضي" و"المختلط"
11يونيو، 2023
اقرأ المزيد
دوري أبطال أوروبا: مانشستر سيتي يحزر اللقب الأول في تاريخه
دوري أبطال أوروبا: مانشستر سيتي يحزر اللقب الأول في تاريخه
11يونيو، 2023
اقرأ المزيد