إياد حمد-
لن ابداء بطبيعة العلاقة الحميمة بين الشعبين الأردني والفلسطيني .لكون هذه العلاقة اصبحت جزء من تاريخ عربي اصيل نسجت هذه العلاقة بالدم والوجع الواحد والجرح الواحد . دفعتني الأيام كثيرا ان اطرق ابواب السفارات العربية من اجل قضايا السفر والحصول على تأشيرات دخول اليها.
وكنت اعتقد انهم يقدمون لي افضل الخدمات من اجل تسير اموري . اليوم كانت لي تجربة جديدة تسجل بحروف من ذهب عندما حملت هاتفي وطلبت السفارة الأردنية في رام الله وفتح الهاتف من الطرف الآخر وقلت صباح الخير السفارة الأردنية. فكان الجواب نعم هذه السفارة الأردنية في فلسطين.
لا أخفي عليكم عندما اقول ان شعور غريب تسلل بداخلي من خلال الرد لكوني شعرت بحجم الطمئنية والراحة في ظل الظروف التي يتسابق بها العرب إلى التطبيع مع الاحتلال.
عندما رد قائلا سفارة الاردن في فلسطين وكأنة يؤكد لي ان فلسطين هي عنواننا. تحدث وسألت عن بعض القضايا التي تتعلق بالسفر إلى الاردن الشقيق.
فكان من يرد على استفساراتي هو يعيش كل تفاصيل الحكاية الفلسطينية الأردنية بحذافيرها. فطرح علي بعض الاقتراحات التي شعرت اني اسمعها من صديق حميم اعرفه منذ سنوات كثيرة.
وليس من موظف سفارة كما تعودنا. وكانت جميع الاجوبه والااقتراحات نابعه من شخص حريص على كل التفاصيل التي كنت ابحث عنها .
اقفلت سماعة هاتفي وسط ذهول غريب مما حصل معي من لطف وتيسير الامور لجميع استفساراتي وشعرت انني اصبحت على الأراضي الأردنية. في زمن الكورونا هناك حكايات لا تنسى ابدا.
وحكايتي اليوم أكدت لي ان الاردن هي الرئة التي يتنفس بها الفلسطينيون. وربما كانت هذه المكالمة بلسم شافي في ظل هجوم فيروس كورونا. الاردن التي كانت ولازالت الحارس الأمين لقضيتنا الفلسطينية وهي الحضن الدافئ الذي يلجأ له الفلسطينين شعبا وقيادة.
لا اريد ان اذكر اسم من تحدث معي من السفارة كي لا تفهم الامور بشكل آخر. لكنني اقول لكم السفارة الأردنية في فلسطين تجسيد للوحة عظيمة نقشت على يد رجال وشيوخ وأبطال من كلا البلدين تلونت بلون الدم الأردني الفلسطيني في فلسطين وفي معركة الكرامة